ابتسام الزهراني

«إذ لم تخطط لحياتك فمن المحتمل أن تجد نفسك ضمن مخططات الآخرين»، هذا الاقتباس لجيم رون وضح لي أن نجاح مسيرتك وتحقيق التوازن في الحياة يعتمد بشكل كبير على قدرتك في تخطيط وكتابة الأهداف، التي تريد أن تعمل عليها، فكتابة الأهداف طريقة تساعدك في تحسين فرص النجاح وتحقيق التقدم الذي ترغب به، فالوضوح الذي تمنحه لنفسك خلال كتابة الأهداف حول ما ترغب في تحقيقه يمكن أن يُحدث فرقا كبيرا يصنع لك مسيرة تفتخر بها.

أول مركاز لفتح باب السنة الجديدة هو تسميتها باسم يتناسب مع رغبتك في فتح باب السنة كتسميتها باسم (عام الإنجاز - الحب - اليسر - التنفيذ - التوازن) وسبب التسمية هو حسن ظنك بالله، وأن استفتاحك بهذا العام مبشر لك بالخير والخيرة وفي هذا من حسن الظن، فالله وضح في الحديث القدسي قائلا: «أنا عند حسن ظن عبدي بي».

كلنا مررنا بتجارب قد لم نخطط لها، وقد يكون البعض لم يحظ بفرص كبيرة خلال العامين السابقين بس حدوث الجائحة ولكن اعلم أن التحديات التي وجهناها صقلت فينا مهارات عدة لربما تغير المسار واختلف طريق الرحلة ولكن وصلنا في الأخير لمرحلة اكتشفنا من خلالها أنفسنا وتعلمنا أن الخطة البديلة تصبح حاجة وضرورة.

لا بد أن نعي أن السنة لا تشكل تأثيرا عاليا علينا، وأننا نحن المؤثرون الوحيدون، فيجب أن يكون العام به قفزة جيدة لك، وإنجازات ضخمة لذا استعد لها جيدا وأبدأ بمراقبة أهدافك، لا ترضى بالثبات وحاول التوسع والتطور دائما. بوابة السنة الجديدة هي الاعترافات والتصالح مع بعض الخسارات، التي حدثت قد تكون التحديات التي واجهتها صعبة لكن استشعر بأن بعض الخيارات وضعت لتكون لك رحمة وبها خير وخيرة، ثق بقدرة الله وكن على يقين بأن الله يختار لك الأفضل دائما وتذكر (ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون)، لن يكونَ العمرُ كله سنين عجاف حتماً ستغاث بما أردت وبما تتمنى.

راجع نسختك القديمة وافهم الأسباب، التي حدت من تطورك وتقدمك اكتبها بورقة واكتب كيف تعاملت معها، بعد ذلك وإذا شئت أن تتقدم اكتب النقيض من كل ذلك «فإذا عرفت المعيق اجعل منه هدفا لعامك الجديد». تخلص من مشاعر الضعف والألم، الذي تراكم داخلك وتذكر أن لا ألم يدخل حياتك إلا وقد كان معه رسالة، ثم غادر النسخة القديمة بكل حب وتصالح معها، اسمح لها بالرحيل ودعها وأنت تخبرها أنك تتطلع لنسخة أفضل وأكثر نضجا ومرونة.

تحمل المسؤولية واعترف بأن ما حدث بالعام الماضي من تحديات مررت بها كانت بسببك، لا بد أن توضح أنك أنت المسؤول في كل هذا واعترافك ليس من باب التأنيب أو اللوم أكثر ما يكون هو استشعارك بأن المقدرة بيدك بعد الله وأنك الآن جاهز لتعبر لنسخة جديدة أكثر وعيا وأكثر نضجا وضع لنفسك خيارات تناسب تطلعاتك.

كتابة أهدافك لا بد أن تتضمن كل جوانب الحياة العامة وضف عليها جانب الترفيه، فالبعض يجهل أهميته، فالحياة متعة ومعنى، فالله ذكر أن الحياة مستقر ومتاع. وأخيرا وفي صياغة الأهداف لابد أن تكتب بصيغة SMART، حيث تساعدك الأهداف الذكية على التحقق من أنك تمضي في الطريق الصحيح وتوفر الوقت والطاقة في العمل من خلال جعل عملية تحقيق الأهداف أكثر كفاءة وأكثر فعالية.

@OTebtisamalz