لمي الغلاييني

كل شيء تواجهه في الحياة حاليا داخليا أو خارجيا نتيجة لاختيارات قمت بها سابقا، أو كيفية استجابتك لحدث في الماضي، وإذا لم تكن تحب ما تصنعه وتواجهه فعليك أن تغير استجابتك، وإذا أردت شيئا مختلفا، فعليك أن تقوم بشيء مختلف، وأن تتوقف عن محاولات الشكوى فهي مضيعة للوقت، ومهما كان مقدار خطأ الآخر، وبصرف النظر عن مقدار اللوم الذي ستوجهه إليه فلن يجعل هذا منك شخصا أفضل، ولن تصبح ناجحا أبدا ما دمت تواصل إلقاء المسؤولية على شيء ما لعدم نجاحك، فأنت الذي فكرت، وولدت المشاعر، وقلت الكلمات، وصنعت القرارات، وهذا هو تفسير وصولك للمكان الذي تتواجد فيه الآن.

وإذا قمنا بإلقاء نظرة متأنية على مسألة الشكوى فسنجد أنه لكي تشكو من شيء أو شخص فهذا يعني أنك مقتنع بوجود حال أحسن منه، ولديك نقطة مرجعية أو صورة ذهنية لشيء تفضله لكنك غير مستعد لتحمل مسؤولية تحقيقه، ومواجهة الأمور المترتبة للحصول عليه، فالشكوى إذن هي استجابة غير فعالة لحدث لا يحقق نتيجة أفضل، فإما أن تختار البقاء كما أنت، أو تغادر منطقة راحتك لتغامر باستجابة جديدة، أو بفعل شيء مختلف، أو قرر الكف عن الشكوى، وقضاء الوقت مع المتذمرين وابدأ في صناعة الحياة التي تحلم بها.

عليك أن تدرك أنك لست الضحية، فإما أن تصنع استجاباتك، أو تستسلم لما يجري، فلقد وقفت بلا حراك، وتركت الأمور تحدث، فلم تقل أي شيء ولم تتخذ قرارا أو تجرب وسيلة جديدة، أو تغادر لمكان آخر، وكن واثقا أن الأمور لا تحدث فجأة وبدون مقدمات، فهناك العديد من علامات التحذير الصفراء، والإشارات المنبهة أو التعليقات أو الحدس الداخلي، التي تحاول شد انتباهك للتغير القادم، ومنحك الوقت لمنع تحقق النتائج غير المرغوبة وتغيير استجاباتك، ورغم ذلك يتجاهل الأغلبية تلك التحذيرات لأن الانتباه لها سيتطلب أن يفعلوا شيئا مجهدا لهم، أما على الجانب الآخر فيلتقط الناجحون تلك التنبيهات ويتخذون خطوات مباشرة لتعديل ما يسبب إزعاجهم، ولا ينتظرون أن تقع الحوادث الجسام ليبدأوا حينها في البحث عمن يلومونه من الأشخاص والظروف.

إن أول خطوة في تحسين جودة حياتك هي التخلي بشجاعة عن أعذارك، كل لومك الموجه للظروف الخارجية، وكل حكاياتك التي تلعب فيها دور الضحية، وكل الشماعات التي تعلق عليها الظروف التي أدت لعدم قدرتك على تحقيق ما تريد، وأن تتخذ موقف المسؤول عن كل ما يحدث لك، فإذا لم يتم الشيء كما هو مخطط تبادر لأن تسأل نفسك لماذا حدث؟ ما القناعات المقيدة خلف ذلك، ما الذي أحتاج تعلمه؟ ما الاستجابة الأنسب للوصول للنتيجة الأفضل.