«ترامب أعطى الأولوية لدعم جميع أشكال إنتاج الطاقة المحلية الأمريكية، والتي أدت لاستقلال الولايات المتحدة في مجال الطاقة».. المتحدث باسم البيت الأبيض جود ديرواشنطن يفكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في إصدار أمر تنفيذي يهدف لإجراء إصلاح اقتصادي بقطاع التكسير الهيدروليكي (تقنية استخراج النفط والغاز)، وفقًا لمسؤولين كبار في الإدارة الأمريكية، ممن يقولون إن الهدف من المبادرة هو تسليط الضوء على دعم ترامب لقطاع الطاقة في الولايات، التي تشهد معارك انتخابية محتدمة مثل بنسلفانيا.«حتى إذا صدر أمر أمريكي لدعم قطاع التكسير الهيدروليكي، فمن غير المرجح أن يكون له أي تأثير قصير المدى على صناعة الطاقة، التي تعاني وسط تخمة النفط بسبب وباء فيروس كورونا»
وقال المسؤولون إن الأمر الرئاسي المقترح سيطلب من الوكالات الحكومية إجراء تحليل لتأثير قطاع التكسير الهيدروليكي على الاقتصاد والتجارة، والعواقب التي يمكن أن تحدث إذا تمّ حظر تقنية استخراج النفط والغاز. وقالوا إنه سيأمر هذه الوكالات أيضًا بتقييم ما يمكنهم فعله لتوسيع نطاق استخدام تقنيات التكسير الهيدروليكي، وربما يفعل ذلك من خلال التعاون مع إدارة الأراضي الأمريكية أو دعم تطوير التكنولوجيا.
وقال المسؤولون إن تفاصيل الأمر التنفيذي المنتظر لا تزال قيد المناقشة، ولم يتم اتخاذ قرار نهائي بشأن ما إذا كان سيتم إصداره أم لا.
ورفض المتحدث باسم البيت الأبيض جود دير Judd Deere التعليق على أي إجراء تنفيذي محتمل لكنه قال إن «ترامب أعطى الأولوية لجميع أشكال إنتاج الطاقة الأمريكية المحلية، والتي أدت إلى استقلال الولايات المتحدة في مجال الطاقة».
وحتى إذا صدر أمر لدعم قطاع التكسير الهيدروليكي، فمن غير المرجح أن يكون له أي تأثير قصير المدى على صناعة الطاقة، التي تعاني وسط تخمة النفط التي نتجت بسبب وباء فيروس كورونا.
لكن الهدف الرئيس للقرار هو إبراز التناقض السياسي بين ترامب ونائب الرئيس السابق جو بايدن، منافسه الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية، المنتظرة يوم الثلاثاء المقبل. وقال بايدن إنه سيحظر نشاط التكسير الهيدروليكي في الأراضي الفيدرالية ـ التي تمثل جزءًا صغيرًا من الإنتاج الأمريكي - ودعا على نطاق أوسع إلى ابتعاد الولايات المتحدة عن الاعتماد على النفط، لمعالجة الضرر البيئي الناجم عن تغيّر المناخ.
ومن أهداف الأمر الرئاسي الأخرى هو تسليط الضوء على التأثير الأوسع للتكسير الهيدروليكي على سلسلة الإمدادات الأمريكية، خاصة في الولايات التي لم يتم حسم أصوات ناخبيها بعد، وتُعدّ حاسمة لانتصار ترامب على بايدن في الانتخابات، وفقًا لما يؤكده أحد كبار المسؤولين وشخص آخر مطلع على الخطط الرئاسية الأمريكية.
وترتبط مجموعة من القطاعات الأخرى بقطاع التكسير الهيدروليكي، فعلى سبيل المثال، تقوم صناعات الصلب في أوهايو وبنسلفانيا بصنع أنابيب لنقل النفط والغاز، بينما تنتج المناجم في ولاية ويسكونسن الرمال المستخدمة في التكسير لدعم الشقوق المفتوحة في الصخور الزيتية التي يتدفق منها النفط والغاز.
وأدى الانكماش الذي حدث هذا العام إلى انتشار حالات الإفلاس وتسريح العمال في تلك الشركات أيضًا، حيث انخفض العدد الشهري للآبار التي يتم حفرها في الولايات المتحدة إلى أقل من 10٪ مقارنة بذروة الطلب في 2014.
وقال كيفن بوك، العضو المنتدب لشركة التحليل الاقتصادي كلير فيو إنرجي بارتنرز ClearView Energy Partners LLC، إن ترامب فاز بأصوات الناخبين في ولاية بنسلفانيا بانتخابات 2016 جزئيًا؛ لأنه تفوق على المرشحين الجمهوريين السابقين في المقاطعات التي تضم أكبر عدد من عمليات التنقيب عن الغاز. ويمكن لإصدار أمر رئاسي لدعم قطاع التكسير الهيدروليكي الآن أن يعزز حماس هؤلاء الناخبين، ويوسع نطاق تأييد ترامب في ولايات نفطية أخرى.
وقال بوك: «هذه خطوة تدعم القائمين على صناعة التكسير الهيدرولكي، ولكنها تصب أيضًا في صالح الرئيس ترامب الذي يقف وراء هذا القرار». وأضاف: «يمكن أن يؤدي دعم قطاع التكسير الهيدروليكي في ولاية بنسلفانيا إلى ظهور فرق هامشي في الأصوات. وفي سباق انتخابي متقارب مثل الذي نعيشه الآن، فإن هذه الأصوات تستحق القتال من أجلها».
وردًا على سؤال حول الأمر التنفيذي المحتمل، قالت حملة بايدن إن ترامب يجب أن يركّز على جائحة فيروس كورونا، وليس التكليف بإجراء دراسة في قطاع التكسير الهيدروليكي. وقال نائب السكرتير الصحفي الوطني مات هيل: «الرئيس ترامب يعلم أن جو بايدن لن يحظر التكسير الهيدروليكي في النهاية، لذا فهو يحاول القيام بلعبة سياسية».
وبرزت سياسة الطاقة كنقطة خلاف رئيسية بين المرشحين الرئاسيين في أمريكا. وقال بايدن إن أفضل طريقة لمساعدة العمال هي تعزيز النمو في أعمال الطاقة النظيفة، وحذر من أن التقاعس عن مكافحة تغيّر المناخ قد يكون أسوأ بالنسبة للاقتصاد. وتشير تقديرات الحكومة الأمريكية إلى أن تغيّر المناخ غير الخاضع للسيطرة قد يتسبب في خسائر اقتصادية أمريكية تصل إلى مئات المليارات من الدولارات سنويًا، بحلول نهاية القرن الحالي.
على الجانب الآخر، قال ترامب إنه لا يصدق هذه التقارير ووعد بإلغاء القيود على السياسة البيئية للمساعدة في تعزيز إنتاج النفط والغاز في الولايات المتحدة. وسعى ترامب مرارًا وتكرارًا إلى استخدام تلك التصريحات لجذب الناخبين في ولاية بنسلفانيا، على وجه الخصوص، وهي ولاية من المحتمل أن يفوز بها، حيث استفادت الولاية من نشاط التكسير الهيدروليكي في تحويل حقل ميركلوس للصخر الزيتي Marcellus Shale إلى أحد أكبر حقول الغاز في العالم.
ويكلف الأمر التنفيذي الجديد - بصيغته الحالية - وزارة الطاقة ووزارة الداخلية الأمريكيتين بالقيام بمعظم العمل المطلوب لدراسة القطاع، حسبما أكده الأشخاص الذين راجعوا الأمر أو تم إطلاعهم عليه.
وسيشارك مكتب الممثل التجاري الأمريكي ووزارة الخزانة أيضًا في القيام بجزء من هذه التحليلات، مع التركيز على الآثار المترتبة على الصادرات الأمريكية وعائدات الضرائب.
ختامًا، يمكن أن تفيد التحليلات النهائية قطاع التكسير الهيدروليكي حتى لو خسر ترامب الانتخابات، أو استغرقت الحكومة شهورًا لإنهاء العمل وإصدار القرار. وقالت المصادر إن الدراسات التي ستثبت وجود فوائد أمريكية واسعة النطاق من قطاع التكسير الهيدروليكي قد تجعل من الصعب سياسيًا على أي رئيس قادم اتخاذ إجراءات من شأنها تقييد القطاع، أو تقليص صناعة النفط والغاز الأمريكية.