DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

صناعة الهيدروكربونات تتأرجح بسبب تعهدات بايدن بالانتقال بعيدا عن النفط الخام

تصريحاته أغضبت مديري شركات النفط.. ومسؤولو الطاقة المتجددة يرحبون بها

صناعة الهيدروكربونات تتأرجح بسبب تعهدات بايدن بالانتقال بعيدا عن النفط الخام
«إذا فاز بايدن برئاسة البيت الأبيض، فسيخسر مستهلكو النفط».. هارولد هام، رائد قطاع التكسير الهيدروليكي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كونتينتال ريسورسز
2035
يريد جو بايدن القضاء على انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة الأمريكي خلال 15 عاما، وضمان اعتماد اقتصاد الولايات المتحدة على الطاقة النظيفة بحلول عام 2050
2040
سيشكل النفط والغاز الطبيعي ما يقرب من نصف مزيج الطاقة في العالم، حسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية
«النفط والغاز سيظلان مكونين مهمين في مزيج الطاقة العالمي على المدى الطويل».. كيلسي وارين، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة ترانسفير بارتنرز
أكد جو بايدن المرشح الديمقراطي لرئاسة الولايات المتحدة، في تصريحاته، يوم الخميس الماضي، بأنه سيسعى للتخلص التدريجي من الاعتماد على النفط في أمريكا، وهذه التصريحات لقيت استحسانًا من القائمين على قطاع الطاقة المتجددة، لكنها على العكس أثارت مخاوف بعض المسؤولين التنفيذيين في مجال النفط والغاز، من أن الإدارة الديمقراطية ـ الأكثر قربًا للوصول إلى رئاسة البيت الأبيض - ستزيد من أعباء القطاع النفطي الذي تضرر بشدة بسبب تأثيرات جائحة فيروس كورونا المستجد.
ولا يُعتبر اهتمام السيد بايدن بتشديد اللوائح الخاصة بالنفط والغاز مع تبنّي أشكال أنظف من الطاقة أمرًا جديدًا، حيث قام نائب الرئيس السابق بحملة موسعة لتنفيذ سياسات جديدة تشمل تقييد انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، وحظر تصاريح مشروعات النفط والغاز الجديدة على الأراضي الفيدرالية.
لكن تعهّد بايدن «بالانتقال بعيدًا عن صناعة النفط» خلال مناظرته مع الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب عزز من شعور القلق لدى بعض الناس في الولايات التي تعتمد على النفط ـ وتؤيد الحزب الجمهوري منذ فترة طويلة - بشأن ترشيحه.
وقال هارولد هام Harold Hamm، رائد قطاع التكسير الهيدروليكي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة كونتيننتال ريسورسز Continental Resources Inc، وهو شخص مقرّب من الرئيس دونالد ترامب، إن أسعار النفط يمكن أن ترتفع على المستهلكين إذا فرض بايدن مزيدًا من القيود على إنتاج النفط والغاز الأمريكي.
وقال هام: «إذا فاز بايدن برئاسة البيت الأبيض، فسيخسر المستهلكون»، محذرًا من احتمال ندرة الطاقة. «إذا قمت بإيقاف الطاقة هنا في أمريكا، فإنك ستعود إليها بسرعة كبيرة».
وفي نفس الإطار قال كيلسي وارين Kelcy Warren، رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لشركة إنرجي ترانسفير بارتنرز Energy Transfer LP المتخصصة في خطوط الأنابيب، وهو داعم رئيسي أيضًا للرئيس ترامب، إن النفط والغاز سيظلان مكوّنين مهمّين في مزيج الطاقة العالمي على المدى الطويل.
وأضاف وارين في بيان: الاختلافات الصارخة بين سياسات المرشحين للرئاسة الأمريكية، وتأثير تلك السياسات علينا شخصيًا وعلى الولايات المتحدة كلها أمر بالغ الأهمية لفهم ما يفكر به الناس.
وأضاف: «سيضع هذان المرشحان الرئاسيان المسار لمستقبل الولايات المتحدة الاقتصادي ويحددان مدى قوته».
في المقابل، رحّب القائمون على صناعة الطاقة المتجددة بتعهد بايدن.
وقالت أبيجيل روس هوبر Abigail Ross Hopper، الرئيس والمدير التنفيذي لاتحاد صناعات الطاقة الشمسية: ذكر جو بايدن ما هو واضح لـ 90 ٪ من الناخبين في جميع أنحاء أمريكا، وهو أن الناس يشجعون الاعتماد على الطاقة الشمسية، ويرون أنها حل حاسم لتغيّر المناخ، وسيؤدي ذلك حتمًا إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وأضافت: نحن فخورون بقيادة تحول الطاقة النظيفة في أمريكا، ومستعدون للعمل من أجل اقتصادنا بغض النظر عن نتيجة الانتخابات الرئاسية.
على الجانب الآخر، قال بايدن، الذي شغل منصب نائب الرئيس السابق، أثناء محاولته كسب تأييد الناخبين في الولايات المنتجة للنفط والغاز مثل بنسلفانيا وتكساس، إنه سيسعى إلى تنفيذ مشروعه للتحول إلى الطاقة النظيفة خلال فترة زمنية ممتدة.
وأوضح أنه يريد القضاء على انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة بحلول عام 2035، وضمان اعتماد الاقتصاد الأمريكي على الطاقة النظيفة بحلول عام 2050.
وقال بيل روسو Bill Russo، المتحدث الرسمي باسم حملة بايدن: لن يتخلص بايدن من قطاع الوقود الأحفوري، ولن يفقد الناس وظائفهم، ولكن في الواقع، سنحافظ على ملايين الوظائف ونخلق المزيد منها.
وتقدّر وكالة الطاقة الدولية أنه حتى مع الدعم الحكومي المستمر للاستثمارات منخفضة الكربون، فإن النفط والغاز الطبيعي سيشكلان ما يقرب من نصف مزيج الطاقة في العالم بحلول عام 2040.
كافحت شركات النفط والغاز الأمريكية على مدى السنوات الأربع الماضية على الرغم من دعم إدارة ترامب لها، حيث سعت إدارة الرئيس الجمهوري إلى تخفيف اللوائح واتخذت خطوات للانسحاب من اتفاق باريس للمناخ لعام 2015.
ولكن المستثمرين سئموا من العوائد الباهتة وأصبحوا قلقين بشكل متزايد بشأن تأثيرات القطاع على البيئة. وانخفض أحد الصناديق المتداولة في البورصة لشركات النفط والغاز الأمريكية بنحو 73 ٪ منذ تنصيب ترامب في رئاسة البيت الأبيض، رغم أنه زاد بمقدار النصف تقريبًا خلال فترة الرئيس باراك أوباما.
وأضاف وباء «كوفيد- 19» إلى المشاكل التي يعاني منها القطاع، حيث تسبب في تراجع على منتجات مثل البنزين والديزل ووقود الطائرات، حيث قلت معدلات سفر وانتقال الناس. وكانت أسعار النفط القياسية الأمريكية تتأرجح حول مستوى الـ 40 دولارًا للبرميل لعدة أشهر، وهو أقل من المستوى الذي تحتاج إليه العديد من الشركات لحفر آبار جديدة بشكل مربح.
من ناحية أخرى، ارتفع الاستثمار في الطاقة الخضراء بشكل حاد في العام الماضي، وكان الارتفاع مدفوعًا جزئيًا بزيادة تمويل المشروعات التي تسمح للمستثمرين بالتركيز على الـESG أو المبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة.
وفي إطار متصل، بدأت بعض أكبر شركات النفط في العالم في الابتعاد عن الوقود الأحفوري، متوقعة أن الطلب على النفط قد يصل إلى الذروة قريبًا ـ ومن ثم يبدأ في التراجع دون ارتفاعات قياسية جديدة -، وذلك بفضل زيادة شعبية السيارات الكهربائية والطاقة المتجددة، وكذلك اللوائح الحكومية التي تدعم الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتعتقد شركة بريتش بتروليوم BP PLC النفطية البريطانية أن الطلب على النفط قد بلغ ذروته بالفعل، وتخطط لخفض إنتاجها من النفط والغاز بنسبة 40 ٪ خلال العقد المقبل.
على الجانب الآخر، تواصل الشركات الأخرى بما في ذلك إكسون موبيل Exxon Mobil Corp الرهان على زيادة إنتاج النفط، وضخ المزيد من الاستثمارات في هذا القطاع، معتقدة أن الطلب على الهيدروكربونات سينمو لعقود قادمة.
وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي، قلل بعض المسؤولين التنفيذيين في قطاع النفط من أهمية تأثير بايدن على القطاع.
وقال ريتش والش Rich Walsh، المستشار العام لشركة التكرير فاليرو إنرجي Valero Energy Corp، يوم الخميس الماضي، خلال إعلان أرباح الشركة للربع الثالث: إذا نظرت إلى بايدن وتاريخه، فستجد أنه ليس واحدًا من هؤلاء الأفراد ذوي الدافع الأيديولوجي الحقيقي.
وأضاف: بايدن لديه تاريخ طويل في دعم التصنيع ودعم وظائف النقابات والمرافق.
واستطرد: هناك الكثير من الأسباب المؤسسية والهيكلية التي تؤكد عدم حدوث هذه التغييرات في قطاع الطاقة - كما يعتقد البعض - ونحن نشعر بأننا بحالة جيدة.
وخلال يوم الجمعة الماضي، أصدر جو جوردر Joe Gorder، الرئيس التنفيذي لشركة فاليرو، بيانًا أعرب فيه عن قلقه بشأن تعليقات بايدن، وأشار إلى استثمارات الشركة في الوقود الحيوي منخفض الكربون.
وقال جوردر: تحقق إستراتيجيتنا تأثيرًا إيجابيًا ملموسًا على البيئة اليوم، ووظائف ذات رواتب جيدة للأمريكيين، وهي بديل جيد لما تسعى له حملة بايدن، كما نقدّم بيانات طموحة حول مستقبل القطاع.
وبدأت شركات النفط والغاز بالفعل في الحديث عن دورها المحتمل في التحول نحو الطاقة النظيفة.
وقال ريتش كيندر Rich Kinder، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة كيندر مورجان Kinder Morgan Inc العملاقة لأنابيب الغاز الطبيعي، يوم الأربعاء الماضي، إن قطاع الوقود أمامه طريق طويل، لكنه سلّط الضوء على قدرة شركته على تحديد مستقبلها، مع احتضان العالم للطاقة المتجددة.
وقال كيندر: إلى جانب الاستخدام الحالي لأصولنا، يمكن أن تلعب البنية التحتية لخطوط الأنابيب لدينا دورًا مهمًا في تسهيل العديد من التغييرات البيئية والصناعية التي تتم الدعوة إليها، بهدف تقليل الانبعاثات العالمية، مضيفًا إن الشركة يمكنها تجربة نقل منتجات نظيفة مثل الهيدروجين أو الوقود الحيوي. واختتم: باختصار، فإن شائعات قتل بايدن للقطاع النفطي مبالغ فيها إلى حد كبير.
ساهمت كاثرين بلانت في كتابة هذا المقال