سمر ذايب المغيري

معركة الصمت، وآثار الكبت تراكمات تجعل من تناثر البسكويت أمرا مبكيا للغاية!

هل شاهدت يوما شخصا تعرفه هادئا لينا وينفجر في لحظة لا تستحق كبركان غاضب؟

لا يخلو أي إنسان من مواجهة المواقف المؤلمة والمزعجة والعصيبة، التي تدفعه أحيانا الى كبت مشاعره، كآلية دفاعية لإبعاد هذه الذكريات المؤلمة عن ذاكرته، وكل هذه الأفكار تنتقل سريعا إلى العقل اللاواعي، ليصبح غير مدرك لها ويبعدها كليا عن أفكاره، فتظهر تلقائيا في سلوكه، ومشاعره، على شكل عقد نفسية، مثلا قد يشعر الشخص بالإحباط والتوتر، دون معرفة المصدر الرئيسي لهذه المشكلة، لربما الشخص الهادئ، يلاحظ الآخرون غضبه وانفعاله على أمور لا تستحق ردة الفعل هذه، وقد تتشكل أحيانا هذه التراكمات في اللاوعي على شكل آلام في العضلات، اضطراب في الشهية، مشكلات في النوم، لا يدرك الفرد حينها أنها استجابات نفسية، شبهها عالم النفس فرويد بأنها «إناء مملوء بماء محكم الغلق وموضوع على النار» وقال: إن «الغليان إذا لم يجد له مخرجا يؤدي إلى الانفجار الشديد».

الانفجار الذي يجعل من تناثر البسكويت أمرا مبكيا للغاية!، فقد تشكلت تلك المواقف لتصبح عبئا ثقيلا يحتفظ به اللاوعي فتظهر على سلوكياته بشكل يخالف طبيعته المعتادة، فكيف نتخلص منها؟

ألخص لكم في هذا المقال، أساليب علمية نابعة من تخصصي في علم النفس، ولكنها لا تغني عن اللجوء إلى مختص يساعدك في التخلص من ثقلها.

في البداية أود من الآباء والأمهات أن لا يرددوا على أطفالهم أن البكاء ضعف، وأن لا يشجعوهم منذ الصغر على كتمان مشاعرهم، وعندما يكبر الطفل يعتمد الكبت أسلوبا في حياته، لا تخلق من طفلك شخصية مثالية تفقده الاستمتاع بالتجارب والأخطاء!، علموهم طريقة التواصل مع الآخرين والتعبير عن مشاعرهم، حاولوا أن تخلقوا لهم تجارب جيدة وجديدة وإيجابية، تدفعهم للتعبير عن دواخلهم، لا تجعلوا من نظرة الناس لهم هالة تحيطهم بالخوف والقلق المستمرين، علموهم حب ذاتهم وتقديرها قبل كل شيء، تذكروا أعزائي وعزيزاتي الآباء والأمهات، أن الكبت سيؤدي إلى إدمان السلوكيات القهرية، فكلما تراكمت الكثير من الضغوطات النفسية عليهم دون محاولة التعبير عنها ومعالجتها فسيكون الانفجار بها قويا، فربما يشكل الكبت إدمانا لمواقع التواصل الاجتماعي أو التسوق أو التدخين أو المخدرات أو الكحول، وربما يظهر على شكل أمراض عضوية، مثل الضغط، السكر، أمراض القلب، القولون العصبي، الصداع، صعوبات التنفس، التهابات المعدة، وربما أعراضا نفسية كالحساسية الزائدة والعصبية المبالغة.

هل للكبت علاج؟ نعم!

١- امنح ذاتك اهتماما وكن صادقا معها.

٢- التجارب السلبية هي فرصة للارتقاء والتطور، فكلها دروس يستفيد منها الإنسان لمتابعة حياته.

٣- اكتب، ارسم كل ما تشعر به فالكتابة أو الرسم وسائل جيدة جدا لتفريغ الترسبات.

٤- الكبت ليس سيئا، هو آلية دفاع، ولكن علينا أن لا نجعل تلك الدفاعات تتراكم داخلنا لتؤثر على حياتنا.

٥- حاول أن تكون شخصا متسامحا.

٦- مارس أنشطة مختلفة ومن أمثلتها الرياضة والكتابة والرسم، فكلها أنشطة تساعد على التفريغ.

٧- تعلم توكيد الذات، أن تقول لا لكل ما يزعجك.

٨- التحدث مع من تحب.

٩- التحدث مع مختص نفسي في حالة الحاجة لذلك.

@isamaralatawi