د. محمد باجنيد

لم أكن أتحسر على نفسي حين صبحت على الأموات!.. وقلت لهم:

ليس لدينا نقاد، وأكثر الإعلاميين يركضون وراء الإثارة وصانعيها.. ليس لدينا نقاد.. وإذا كان يوجد.. تحتاج إلى واسطة ليقرأوا أعمالك ويقدموها.

لا تقلق.. إذا مت سيلتفتون لك ويمنحونك حق الوفاء والعزاء.

انعم أيها الميت بهذا الاصطفاء.. سيقولون عنك الكثير.. وسيجدون في أعمالك عبقرية.. وسيكرم ورثتك أدبيا.. وسيكتب اسمك في صفحات المجد.

ستبقى الفنون مدفونة.. الموت وحده من يظهرها.. إنها أشبه بحالة نبش قبر.. انبشوا كما يحلو لكم، فليس في حاجة لوفائكم.. لم يعد يشعر بكم.. النبش لكم.. تلمعون به أنفسكم.

‏ويأتي صوتها مواسيا:

‏ثق أن هناك أحياء يرون إبداعك ويثنون عليه.. ويرون مدى العقلية الذهبية التي تحملها.

قلت لها: أنا لا أتكلم عن نفسي تحديدا.. وإنما أطرح حالة عامة في مجتمعنا.. وكثير من المجتمعات العربية.. وهي ليست موجودة في المجتمعات الغربية التي تصطفي النقاد والمبدعين في كل مجال ولا يصلون إلى مواقعهم بالقفز.

قالت: أتفق معك.. الكل يستطيع أن يصبح إعلاميا وناقدا وحتى كاتبا.. دون اعتبار للتخصص والمقدرة والتجربة والإبداع.. لكن وددت أن أذكرك أن هناك من يهتم بقراءة محتواك.. وما ينقصك هو زيادة نشاطك في تويتر.. قلت لها: صحيح.. وقلة المتابعين قد تكون بسبب أن الناس تحب أن تأكل «أرز» دائما.. وأنا أحب التنويع.. وضحكت.. وضحكت وقالت: مؤسف جدا.. لكن نحن جيل ما زلنا نحب الفنون والأدب والشعر وأنت ما شاء الله تبارك الله.. بكل سماء تحلق.. ما نقدر نلحق عليك.. بالرسم فنان وبالأدب والشعر.. حتى (البرود كاست) الذي ترسله كل يوم عقب صلاة الفجر جميل جدا.

قلت لها:

والله يا أستاذة المعرفة أنا ما أنظر للأمر من زاويتي.. إنني أفكر في مستقبل الموهوبين.

عذرا يا موهوبين..

فالسلعة الجيدة..

لا تسوق نفسها..

لا تنتظر لتأخذ حقك..

من البشر..

تحتاج إلى تسويق..

يظهر مواهبك..

أو يلمع تفاهتك..

ويغلفها بورق (السلوفان)..

لتقبل عليها..

الجماهير الغفيرة..

وتواصل دعمك..

بلايكات فرضتها الشهرة..

وتجاوزت المضمون..

إلى متى..

يقدم الغث..

على السمين؟!..

هل يحتاج السمين..

إلى أن يكون غثا..

ليحظى بإعجاب الملايين؟!..

ربما

mbajunaid@ipa.edu.sa