المستثمرون بشكل خاص لا ينبغي أن يكونوا متفائلين للغاية بظهور لقاح فعال لفيروس كوفيد-19، وألا يتوقعوا الحصول على نتائج قاطعة لهذا اللقاح الآن.
30-40: مليون جرعة تتوقع شركة فايزر العالمية للأدوية توفيرها من لقاح فيروس كوفيد-19 المحتمل بنهاية هذا العام.سيعرف العالم كله قريبًا ما إذا كانت لقاحات فيروس كوفيد - 19 التي يتم العمل عليها حاليًا آمنة وفعّالة أم لا. ولكن المستثمرين بشكل خاص لا ينبغي أن يكونوا متفائلين للغاية، وألا يتوقعوا الحصول على نتائج قاطعة لهذا اللقاح الآن.
وقد تكون هذه النتائج متاحة في أقرب وقت هذا الأسبوع. وقال بورلا إنه بمجرد الانتهاء من بيانات السلامة، من الممكن أن تتقدم شركة فايزر بطلب للحصول على تصريح استخدام طارئ من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في وقت مبكر من الأسبوع الثالث من شهر نوفمبر، مما سيسمح للشركة بالبدء في توزيع اللقاح.
وفي الوقت نفسه، باتت شركة مودرنا في طريقها لإجراء مراجعة مؤقتة لبياناتها في وقت لاحق من هذا الشهر ـ لإقرار لقاح فيروس كورونا الذي تعمل عليه -.
ولا يجب على المستثمرين رفع سقف طموحهم كثيرًا بعد الاطلاع على هذه البيانات، حيث يمر اللقاح باختبارات معقدة للغاية لإثبات فعاليته. ويجب أن يُظهر الدواء معدّل كفاءة أعلى عند اختباره على أحجام العيّنات الصغيرة، وأن تظهر النتائج بشكل متساوٍ على أفراد العينة، بحيث تكون ذات دلالة إحصائية.
وعلى هذا النحو، لن يتم الإعلان عن فعالية اللقاح في التحليل المؤقت الأول ما لم يشف 26 على الأقل من الـ 32 حالة من المرضى الذين تلقوا اللقاح.
ويجب أن تصل النتائج إلى أن اللقاح يقلل من خطر الإصابة بنسبة 77٪ بعد حساب هامش الخطأ في التجربة.
ولكن على الجانب الآخر، فهناك سيناريو متشائم، حيث يمكن إيقاف التجربة لعدم جدواها إذا كانت النتائج المبكرة غير مشجّعة.
وإذا لم ينتج عن التحليل المؤقت الأول أي نتيجة متطرفة، فستستمر التجربة. ومن المقرر إجراء التحليل التالي على 62 حالة، ولا يتم تحديد موعد انتهاء التجربة حتى يكون هناك 164 حالة متاحة لدخول المرحلة الثالثة. ويتم الإعلان عن نجاح اللقاح إذا تم تقليل خطر الإصابة بنسبة تبلغ حوالي 52٪ في هذه المرحلة.
وكلما طال الوقت الذي تستغرقه التجربة للحصول على نتيجة فعّالة، فمن المرجح أن يكون اللقاح النهائي أقل فعالية. وحتى إذا كان الدواء فعّالًا بشكل واضح في التحليل المؤقت الأول، فقد ينخفض معدل الفعالية بمرور الوقت، بينما يتم متابعة بقية التجربة.
وحتى بعد أن تصبح شركة فايزر جاهزة لتقديم طلب الاستخدام الطارئ للقاحها أمام الجهات التنظيمية، فقد تستغرق العملية وقتًا أطول مما يتوقعه المستثمرون. ولا ينبغي أن يتفاجأ أحد إذا قامت إدارة الغذاء والدواء بتشكيل لجنة استشارية لمراجعة البيانات في مرحلة متأخرة من التجارب.
وتسبب مشكلات عدم توافر شروط الأمان الكافية في اللقاحات قلقًا أكبر بكثير من أنواع الأدوية الأخرى؛ لأنها مخصصة لمجموعة أكبر من السكان.
ونتيجة لذلك، اتبعت شركة فايزر نهجًا متحفظًا في الجدول الزمني لطرح اللقاح: في حين أنها تتوقع تصنيع 30 إلى 40 مليون جرعة بحلول نهاية العام، إلا أنها لا تتضمن أي مبيعات في توقعاتها المالية لعام 2020.
ختامًا، يمكن القول إن المستثمرين الذين يراهنون على اللقاح كعنصر أساسي في العودة إلى نشاطهم الاقتصادي الطبيعي من الأفضل لهم عدم رفع سقف توقعاتهم كثيرًا، وعدم ربط التقدم في مشروعاتهم بهذا اللقاح.