رطلا من البضائع يمكن للطراز الجديد من الطائرات بدون طيار حملها، ويبلغ مداها حوالي 350 ميلايستهدف المستثمرون المغامرون الشركات الناشئة في مجال الطائرات بدون طيار، حيث إن التطورات التكنولوجية والموافقات الفيدرالية الأمريكية المتزايدة تتيح النمو في هذا القطاع. وأحدث مثال على ذلك هو شركة فولانسي Volansi Inc.، التي تقدم خدمة توصيل قطع غيار الماكينات والبضائع الأخرى إلى الشركات الصناعية والجيش باستخدام الطائرات بدون طيار.
وتأتي الصفقة بعد أن وضع المستثمرون مجموعة من الرهانات الاستثمارية الأخرى على الشركات الناشئة المتخصصة في مجال الطائرات بدون طيار، بما في ذلك تلك التي تتيح استخدامات عسكرية للطائرات بدون طيار.
وظهر ذلك بوضوح في الأشهر الأخيرة، بعد أن اتخذت إدارة الطيران الفيدرالية الأمريكية خطوات لتمهيد الطريق لاستخدام الطائرات بدون طيار من قبل شركات التكنولوجيا والشحن الثقيلة.
وفي شهر يوليو الماضي على سبيل المثال، قاد المستثمر أندريسن هورويتز Andreessen Horowitz جولة تمويل من السلسلة C بقيمة 200 مليون دولار في شركة أنديوريل إندستريز Anduril Industries Inc الناشئة المتخصصة في الطائرات بدون طيار ذات الأغراض الدفاعية، وهي شركة أسسها بالمر لاكي Palmer Luckey، الذي بدأ بتشغيل تطبيقات الواقع الافتراضي أوكولوس Oculus
وتصنع أنديوريل طائرات بدون طيار متخصصة في الدفاع العسكري والأمن القومي. وشارك في تلك الصفقة مستثمرون آخرون من بينهم شركات في سي 8/ 8VC وفاوندرز فاند Founders Fund وجنرال كريستال General Catalyst ولوكس كابيتال Lux Capital.
وفي شهر أغسطس الماضي، حصلت شركة أمازون Amazon.com Inc الأمريكية على موافقة فيدرالية لإنشاء أسطول طائرات بدون طيار يهدف إلى تسليم الطرود للعملاء في الولايات المتحدة، وحصل على نفس الموافقة الفيدرالية أيضًا كل من شركتي يونايتد بارسيل سيرفيس United Parcel Service Inc، ووينج Wing، وهي وحدة تابعة لشركة ألفابت Alphabet Inc الشركة الأم لشركة جوجل Google، ليتمكنوا بذلك جميعًا من اختبار إمكانية تشغيل أساطيل جوية من الطائرات بدون طيار، التي تستخدم في عمليات التسليم التجارية المحلية.
وتأثر قطاع تشغيل الطائرات بدون طيار بالضربة المالية التي تسبب فيها وباء فيروس كورونا ـ على غرار باقي قطاعات الاقتصاد -، وتأتي الزيادة الأخيرة في التمويلات في أعقاب عمليات اندماج في القطاع.
ويقول جو هوروتيز Joe Horowitz الشريك الإداري في آيكون فينشرز، إن الاستثمار في شركة فولانسي ـ على وجه الخصوص ـ كان استثمارًا جذابًا؛ لأن تقنيته ستقود الأفراد والشركات إلى تغيير سلوكهم.
وتقدم شركات التصنيع والبرمجة الطائرات بدون طيار كوسيلة لتوصيل البضائع. على سبيل المثال، يمكن لشركات النفط والغاز والتعدين استخدام الطائرات بدون طيار لتوصيل قطع الغيار لإصلاح الآلات المعطلة بسرعة في المواقع البعيدة، مما يقلل من الوقت الذي تكون فيه الآلة غير متصلة بالإنترنت، وذلك حسبما يوضح دانييل بوشمويلر Daniel Buchmueller، كبير مسؤولي التكنولوجيا في فولانسي.
وجذبت التطورات التكنولوجية المتلاحقة في الطائرات بدون طيار اهتمام المزيد من المستثمرين. وقال بوشمويلر، إن شركة فولانسي قامت مؤخرًا بدمج استخدام بطاريات الليثيوم بوليمر مع محركات الاحتراق الداخلي لتشغيل أسطولها الجديد من الطائرات بدون طيار، مما يوسع من قدرات استخدامها.
ويمكن للطراز الجديد للطائرات بدون طيار حمل ما يصل إلى 20 رطلًا من البضائع ويبلغ مداها الأطول حوالي 350 ميلًا. وقال بوشمويلر إن التطورات التقنية تعزز أيضًا القدرات على أداء مهام رسم الخرائط والاستطلاع للشركات أو الجيش.
وقال هورويتز إن مجموعة الاستخدامات التي تتيحها الطائرات بدون طيار في شركة فولانسي حفزت المستثمرين على اتخاذ قرار بالاستثمار. ويرفع التمويل الجديد إجمالي تمويل فولانسي إلى 75 مليون دولار.
وكشفت شركة أنديوريل هذا الشهر عن نموذج جديد للطائرة بدون طيار يستخدم مروحة دوارة واحدة توفر فترة استخدام زمنية أطول، كما كتب لاكي في منشور على مدوّنة.
وحسبما يؤكد بوشمويلر، تأتي غالبية إيرادات فولانسي من العمل في الخارج. على سبيل المثال، تُستخدم تقنية الشركة الناشئة في عمليات التعدين في أفريقيا، كما سمح العمل في الخارج في المناطق النائية للشركة الناشئة بتنفيذ وتحسين تقنيتها الخالية من القيود الموجودة في الولايات المتحدة، مثل القواعد الخاصة بتشغيل الطائرات بدون طيار خارج النطاق المرئي للمشغل. وفي شهر يوليو الماضي، بدأت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) في تقديم تنازلات خاصة لأول المستجيبين لتشغيل طائرات بدون طيار خارج مجال الرؤية المعتاد. وتعمل الشركات الناشئة المدعومة مثل شركة إيدجي بيز Edgybees على تطوير التكنولوجيا التي يمكن أن تسمح للطائرات بدون طيار من مساعدة المستخدمين الأوائل للطائرات بدون طيار في مجال مراقبة مناطق الكوارث.
