DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

الغموض يحيط بسوق النفط بسبب مخاوف تأثير كوفيد - 19 على الطلب

الرؤية الضبابية ساهمت في تجدد الاضطرابات بعد ارتفاع الأسعار خلال فصل الصيف

الغموض يحيط بسوق النفط بسبب مخاوف تأثير كوفيد - 19 على الطلب
الغموض يحيط بسوق النفط بسبب مخاوف تأثير كوفيد - 19 على الطلب
انتعش الطلب على النفط من أدنى مستوياته في أبريل، لكنه ظل أقل بكثير من المستوى القياسي لعام 2019 (تصوير: كريس راتكليف/ بلومبرج نيوز)
الغموض يحيط بسوق النفط بسبب مخاوف تأثير كوفيد - 19 على الطلب
انتعش الطلب على النفط من أدنى مستوياته في أبريل، لكنه ظل أقل بكثير من المستوى القياسي لعام 2019 (تصوير: كريس راتكليف/ بلومبرج نيوز)
41.72 دولار أمريكي.. سعر البرميل في العقود الآجلة لخام برنت، يوم الثلاثاء الماضي، بعد ارتفاعه بنسبة
0.7 % «سوق النفط يقف في وضع فريد للغاية فيما يخص القدرة على التنبؤ بمستقبل الطلب».. ماركو دوناند، الرئيس التنفيذي لشركة ميركوريا إنرجي جروب
نادرا ما كان التنبؤ بالطلب على النفط أكثر صعوبة من الآن، حيث تسبب الرؤية الضبابية الموجودة في السوق حاليًا تذبذبًا في الأسعار، وتشويشًا في توقعات المتداولين والمستثمرين ومنتجي الطاقة.
وفي الفترة الحالية، يحاول محللو قطاع الطاقة التخطيط لمسار فيروس كورونا والجهود المبذولة لوقف الوباء، بما في ذلك القيود المفروضة على الرحلات الجوية، والرحلات البحرية، واستخدام وسائل النقل العام، كما يتصارعون مع الآثار المترتبة على تراجع الطلب على الوقود الناتج عن الانكماش الاقتصادي، وارتفاع معدلات البطالة، وتغيير أنماط العمل والدراسة والسفر.
وأدى كل هذا إلى ظهور حالة غير معتادة من عدم اليقين الاقتصادي، فيما يخص تقدير كميات النفط التي سيستهلكها العالم في الفترة المتبقية من عام 2020. وتسبب الافتقار إلى الرؤية أيضًا في تجدد الاضطرابات في السوق بعد ارتفاع الأسعار خلال الصيف، وهو ارتفاع جاء مدعومًا بعودة قيادة المستهلكين للسيارات والشاحنات على الطريق.
على الجانب الآخر، انتعشت العقود الآجلة لخام برنت - معيار سوق الطاقة الدولي - بنسبة 0.7٪ لتصل إلى 41.72 دولار للبرميل يوم الثلاثاء الماضي.
وخلال هذا العام، تأرجح سعر برميل خام برنت بين أعلى سعر إغلاق عند 68.91 دولار في أوائل يناير وأدنى مستوى عند 19.33 دولار في أبريل.
وتاريخيًا، لم يحدث هذا الفرق الكبير في الأسعار سوى مرتين فقط منذ عام 1990، وكانت آخر مرة شهد فيها السوق مثل هذا التقلب أثناء انهيار أسواق النفط في عام 2014.
وقال ماركو دوناند Marco Dunand، الرئيس التنفيذي لشركة ميركوريا إنرجي جروب لتجارة السلع Mercuria Energy Group: «سوق النفط يقف في وضع فريد للغاية الآن، فيما يخص القدرة على التنبؤ بمستقبل الطلب».
وأضاف: «هذا لم يحدث أبدًا في تاريخ أسواق النفط، حيث لا يتمكّن الناس من التنبؤ بالطلب مستقبلًا لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر».
وفي الفترة الأخيرة، شهد الطلب العالمي على النفط انتعاشًا بعد وصوله لأدنى مستوياته في شهر أبريل الماضي، بعدما أغلقت الولايات المتحدة ومناطق أخرى حول العالم أبوابها لوقف انتشار فيروس كورونا. ومع ذلك، لا يزال الطلب أقل بكثير من المستوى القياسي الذي وصل له السوق في عام 2019.
وقال جريجوري شيرر Gregory Shearer، المحلل الإستراتيجي للسلع في جيه بي مورجان تشيس، إن البيانات عالية التردد مكَّنت المحللين من تتبّع الطلب على النفط في الوقت الفعلي خلال الأزمة التي مرّت بها السوق هذا العام. وتتضمن هذه البيانات طلبات للحصول على اتجاهات القيادة من على تطبيق خرائط جوجل مابس التابع لشركة ألفابت Alphabet Inc، وتقديرات لازدحام المرور بواسطة أداة الملاحة توم توم إن في TomTom NV، والمقاييس اليومية لنشاط السفر.
ومع ذلك، أصبح التنبؤ بالطلب على النفط في المستقبل القريب أكثر صعوبة. وتباينت توقعات وكالة الطاقة الدولية ومنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) بشكل كبير هذا العام. واختلفت توقعاتهما الشهرية للطلب في ربع العام التالي بمقدار 1.3 مليون برميل يوميًا في المتوسط، وفقًا لحسابات صحيفة وول ستريت جورنال، وذلك الرقم يُعدّ ضعف متوسط الفجوة التنبؤية التي كانت موجودة بين أرقام الوكالة والمنظمة خلال عام 2019.
ووفقًا لكيسوكي ساداموري Keisuke Sadamori، مدير أسواق الطاقة والأمن في وكالة الطاقة الدولية، تعتمد الوكالة في توقعاتها للطلب على تقدير المستويات الحالية للاستهلاك، والتنبؤ بالمستقبل بناءً على السرعة المتوقعة للنمو الاقتصادي. وقبل الوباء، افترض النموذج الصادر عن الوكالة أن الطلب على وقود الطائرات سيستمر في النمو، بينما قد تواجه مبيعات البنزين ضغوطًا بسبب تحسين كفاءة السيارات.
وقال السيد ساداموري: «لقد حطّم وباء كوفيد - 19 كل تلك التوقعات المشتركة»، وأضاف: «هذا وضع غير مسبوق، لذلك من الصعب للغاية التنبؤ بما سيحدث في السنوات القادمة».
ومؤخرًا عدّلت وكالة الطاقة الدولية نموذج التنبؤ الخاص بها استجابة لتأثيرات الوباء، واستخدمت البيانات التي جمعتها جوجل وتوم توم لمتابعة التحولات في قطاع النقل. وأوضح ساداموري أن حالة عدم اليقين دفعت الشركات إلى تقليص استثماراتها في مشاريع النفط والغاز، مما قد يمهّد الطريق أمام ارتفاع الأسعار في المستقبل.
وقالت ريجينا مايور Regina Mayor، رئيسة قطاع الطاقة والموارد الطبيعية العالمية والأمريكية في مؤسسة كيه بي إم جي KPMG: «هناك الكثير من الشكوك حول الوباء نفسه»، وأضافت: «حتى بدون فرض عمليات الإغلاق الإضافية، لا تزال هناك زيادة ملحوظة في أعداد المصابين، والناس يشعرون بخوف أكبر، ويقللون من تحركاتهم مرة أخرى».
أيضًا، يُعتبر دور الصين الكبير في سوق النفط أحد العوامل التي تُعيق التنبؤ بالطلب، حيث تباطأت واردات ثاني أكبر اقتصاد في العالم حاليًا، بعد موجة الشراء الكبيرة التي شجّع عليها انخفاض الأسعار هذا الربيع.
وحملت الناقلات المتجهة إلى الصين وميانمار نحو 7.7 مليون برميل من الخام والمكثفات يوميًا هذا الشهر، وفقًا لشركة تتبع الشحن كيبلر Kpler، بانخفاض كبير عن أعلى مستوى وصلت له، والذي يبلغ 14.1 مليون برميل يوميًا في شهر مايو الماضي.
والتباطؤ في الشحنات الصينية هو أحد الأسباب التي جعلت دوناند يعتقد أن المحللين يبالغون في تقدير الطلب للفترة الأخيرة من عام 2020. وقال إن أسعار النفط الخام تزداد تكلفة كلما كان من المقرر تسليم المزيد من النفط، كما أن السوق تعاني من التخمة، والتجار أصبحوا أكثر ميلًا لتخزين النفط.
وقال دوناند: «مما نراه أمامنا، يتم حاليًا تخزين كمية لا بأس بها من النفط الخام، سواء تم ذلك في السفن أو على الأرض».
وحتى بعد انتهاء عام 2020، سيكون قياس استهلاك النفط أكثر صعوبة، بسبب التحوّل بعيدًا عن الوقود الأحفوري والانكماش الاقتصادي الناجم عن الوباء. وتشير حالات الركود السابقة إلى أن المستويات المرتفعة للبطالة ستعيق مبيعات النفط لعدة سنوات، بسبب تقليل عدد الأميال التي تقطعها السيارات.
ختامًا، قال بن لوكوك Ben Luckock، الرئيس المشارك لتجارة النفط في مجموعة ترافيجورا Trafigura، في اجتماع لقادة الصناعة تمّ في شهر سبتمبر الجاري، إن الأمر استغرق 7 سنوات حتى يتعافى الطلب على البنزين في الولايات المتحدة، بعد انتهاء الأزمة المالية 2008-2009.