وقارن مؤلفو الدراسة بين المخاطر النسبية للعدوى والاستشفاء والوفاة بين الشباب ومتوسطي العمر، وأولئك الذين تزيد أعمارهم على 65 عامًا. ثم قارنوا عمليات الإغلاق الصارمة التي تعامل جميع الفئات العمرية بنفس المعايير، مقارنة بإستراتيجية أكثر استهدافًا تحمي كبار السن.
وكتب المؤلفون: «من المثير للاهتمام أننا وجدنا أن السياسات شبه المستهدفة التي تفرض ببساطة حظرًا صارمًا على المجموعات الأكبر سنًا يمكن أن تحقق أكبر عدد من المكاسب التي يمكن تحقيقها مقارنة بفرض إغلاق اقتصادي كامل».
وأضافوا: «على سبيل المثال، يمكن لسياسة شبه مستهدفة تتضمن فرض قيود على الأشخاص فوق سن 65 عامًا حتى وصول اللقاح، أن تعيد المجموعات العمرية الصغيرة والمتوسطة إلى الاقتصاد بسرعة أكبر، مع تحقيق معدل وفيات أقل بكثير بين السكان، يصل إلى أعلى بقليل من 1٪ من السكان بدلًا من 1.83٪ الموجود في حالة تطبيق الإغلاق الاقتصادي الكامل».
وأوضحت الدراسة أن عمليات الإغلاق العالمية الشاملة، التي تمت في شهري مارس وأبريل على وجه التحديد هدفت إلى منع إغراق المستشفيات بمرضى فيروس كوفيد-19/ Covid-19 وبالتالي تقليل معدل الوفيات.
لكن الورقة البحثية تقول إن الإغلاق المستهدف الذي يركز على كبار السن جنبًا إلى جنب مع سياسات أخرى مثل الابتعاد الاجتماعي سيقلل من معدل الوفيات أكثر.
وتؤدي عمليات الإغلاق المستهدفة أيضًا إلى تقليل الضرر الاقتصادي، كما يتوقع القائمون عليها، ممن أكدوا الأمر بقولهم: «تقلل هذه السياسة أيضًا من الضرر الاقتصادي وتأثيره السلبي على الناتج المحلي الإجمالي لسنة واحدة من 24.3٪ إلى 12.8٪، والسبب هو أنه بمجرد حماية المجموعة الأكثر ضعفًا، يمكن إعادة دمج المجموعات الأخرى في الاقتصاد بشكل أسرع».
ويتوافق هذا مع الأدلة الاقتصادية التي عرضتها صحيفة وول ستريت جورنال في دراسة أخرى نشرت الأسبوع الماضي، وأجراها كيسي موليجان Casey Mulligan أستاذ الاقتصاد بجامعة شيكاغو.
وبدأت عمليات الإغلاق الشاملة في التراجع أخيرًا في العديد من الولايات الأمريكية، ولكن لا يمكن التراجع عن الضرر الذي شهدته البلاد في الشهرين الماضيين.
وتوضح هذه الدراسات لحكام الولايات ما يجب عمله لإعادة فتح الاقتصاد في ولاياتهم. وعلى وجه الخصوص، يجب عليهم إبلاغ السلطات الحكومية بشأن نوع عمليات الإغلاق التي يجب إعادة فرضها إذا كان هناك اندلاع لفيروس كورونا في ولاياتهم، حيث من المحتمل أن تكون هناك موجة جديدة من انتشار الفيروس حتى ظهور اللقاح أو العلاج.
والآن علينا حماية الأشخاص الأكثر ضعفًا، ولكن دون أن تجمّد الدولة اقتصادها كله، وتضطر إلى اتخاذ خيار زائف بين إنقاذ الأرواح وتوفير المال. فبناءً على الأدلة المتزايدة، يمكن أن تنقذ عمليات الإغلاق المستهدفة المزيد من الأرواح، وتوفر المزيد من سبل العيش.
«وجدنا أن السياسات شبه المستهدفة التي تفرض ببساطة حظرا صارما على المجموعات الأكبر سنا فقط يمكن أن تحقق أكبر عدد من المكاسب»..
علماء الاقتصاد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا