1.80 دولار للجالون متوسط البنزين العادي في الولايات المتحدة يوم الخميس الماضي مقارنة بـ2.89 قبل الأزمةيرى صُنّاع قطاع الوقود تعافيًا تدريجيًا في الطلب مع تخفيف قيود فيروس كورونا، لكنهم يحذرون من أن الأشهر المقبلة قد تكون صعبة.«استهلاك البنزين سيستمر في الصعود، حتى مع استمرار قلق الناس من ركوب الطائرات»..
صانعو قطاع الوقود الأمريكي
وبدأ الأمريكيون مؤخرًا في تشغيل سياراتهم والعودة خلف عجلة القيادة مجددًا، مما شجّع الشركات التي تحوّل النفط إلى بنزين وديزل على العمل.
وقال العاملون في قطاع الوقود بما في ذلك فاليرو إنرجيValero Energy وفيليبس 66/ Phillips 66 إنهم يتوقعون استمرار الطلب على البنزين في الارتفاع، بعد انخفاضه إلى ما يقرب من نصف المستويات الطبيعية في أوائل شهر أبريل الماضي، وذلك في ضوء إعادة فتح الولايات وتخفيف عمليات الإغلاق المفروضة؛ للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
ونتيجة لذلك، تتطلع بعض مصافي الوقود إلى إنتاج المزيد من البنزين مرة أخرى، بعد اختناق الإنتاج بصورة كبيرة في الأسابيع الأخيرة. ومثل هذه الخطوة يجب أن تساعد في إبقاء الأسعار منخفضة لفترة أطول، حيث بلغ متوسط البنزين العادي حوالي 1.80 دولار للجالون في الولايات المتحدة يوم الخميس الماضي، مقارنة بـ 2.89 دولار في نفس الفترة بالعام السابق، وذلك وفقًا لبيانات متتبع الأسعار جاز بودي GasBuddy.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة فيليبس 66، جريج جارلاندGreg Garland، للمستثمرين مؤخرًا: «لقد تم حشد الناس الآن، وهم يريدون القيادة وتحريك سياراتهم»؛ ليقدم بذلك التصريح بصيصًا من الأمل على انتعاش السوق مجددًا، وانتهاء فترة التوقف التي تسببت في تسجيل أكبر شركات التكرير الأمريكية لأسوأ أرباحها الفصلية منذ سنوات.
وفي نفس السياق، حققت شركة ماراثون بتروليوم Marathon Petroleum خسارة في الربع الأول بقيمة 9.2 مليار دولار، وهي أكبر خسارة فصلية للشركة مسجلة، وفقًا لبيانات فاكت سيت FactSet. واستحوذت الشركة على 12.4 مليار دولار من الرسوم المرتبطة بالبنود التي تشمل قيمة مصافيها وخطوط الأنابيب، وجرد النفط والمنتجات المكررة.
ووصلت الخسارة الفصلية لفيليبس 66 إلى نحو 2.5 مليار دولار، وهي أكبر خسارة لها على الإطلاق. وعزت الشركة ذلك إلى حد كبير لانخفاض القيمة، وانخفاض استخدام المصافي، ووجود هوامش ربح أقل، كما سجلت فاليرو خسارة ربع سنوية بلغت 1.9 مليار دولار، وهي أكبر خسارة لها أيضًا منذ عام 2008.
ومنذ فترة بسيطة قبل أزمة الوباء، كانت المصافي تكسب المال، حيث أدى ارتفاع إنتاج الخام الأمريكي إلى اختناقات إقليمية، مما سمح لها بوصول تلك المصافي إلى كميات جيدة من النفط غير المكلف نسبيًا.
وعادة ما يكون صانعو الوقود في وضع مالي جيد عندما تكون أسعار النفط منخفضة؛ لأن الناس يقودون سياراتهم وقتها أكثر، ويشحنون سياراتهم أكثر، وبالتالي يشترون منتجات تلك المصافي بصورة أكبر. لكن الانهيار الأخير في أسعار النفط كان مدفوعًا إلى حد كبير بالانخفاض السريع في الطلب، حيث يبقى الناس في منازلهم، ويسافرون أقل لتجنب العدوى بفيروس كوفيد-19/ Covid-19، وهذا يعني أنه من المتوقع أن يكون الربع الثاني من العام قاتمًا بالنسبة للمصافي أيضًا لو استمر الحال على ما هو عليه.
ومع ذلك، كان صانعو الوقود متفائلين بشكل عام في الأيام الأخيرة ويتمتعون بأمل كبير في حدوث انتعاش نهائي كبير بسبب فتح شهية المستخدمين على شراء منتجاتهم، وقالوا إنهم يعتقدون أن «استهلاك البنزين سيستمر في الصعود، حتى مع استمرار قلق الناس من ركوب الطائرات».
وقال غاري سيمونز، كبير المسؤولين التجاريين في شركة فاليرو، للمستثمرين في أواخر أبريل: «نرى انتعاشًا تدريجيًا إلى حد ما في الطلب».
وأوضح سيمونز أنه يتوقع عودة الطلب على البنزين في نهاية المطاف إلى مستويات ما قبل أزمة انتشار فيروس كوفيد - 19، موضحًا أن بعض الناس سيفضلون قيادة السيارات الشخصية أكثر من ركوب وسائل النقل العام بسبب القلق بشأن انتقال فيروس كورونا المستجد لهم، مما يعوّض نقص استخدام أولئك الذين سيستمرون في العمل من المنزل.
وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية مؤخرًا أن شركات التكرير قلّصت بشكل حاد من إنتاج الوقود في مارس وأبريل مع إغلاق الشركات، وإيقاف الطائرات، وتشغيل منشآتها بمتوسط يبلغ حوالي ثلثي طاقتها في منتصف أبريل، وانخفض هذا المستوى من قدرة تبلغ حوالي 90٪ في العام السابق.
أيضًا، عدّلت الشركات عملياتها لتقليل إنتاجها من وقود الطائرات والبنزين لصالح الديزل، الذي يُستخدم لتشغيل الشاحنات التي استمرت في العمل حتى في خضم الأزمة لنقل المواد الغذائية والضروريات الأخرى.
وأظهرت بيانات فيدرالية أن صانعي الوقود أنتجوا الكثير من الديزل لدرجة أن المخزونات ارتفعت بشدة في حين أن احتياطيات البنزين - على الرغم من أنها لا تزال مرتفعة للغاية - إلا أنها تتراجع.
وارتفع استهلاك الغاز في الولايات المتحدة في الأسبوع المنتهي في 1 مايو بما يقرب من الثلث عن أدنى مستوى له قبل أربعة أسابيع، على الرغم من أنه لا يزال أقل بكثير من الطلب قبل عام، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية.
وقال تيموثي جريفيث Timothy Griffith، رئيس سلسلة محطات وقود الدراجات النارية ماراثون بتروليوم Marathon Petroleum مؤخرًا: «ربما سنحتاج إلى بضعة أشهر قبل أن نتمكّن من إعطاء فكرة أفضل عن كيفية تحسّن السوق بالضبط، لكننا بالتأكيد لا نزال خارج الحدود الآن، بالرغم من أننا نرى بعض التحسن الجميل».
على الجانب الآخر، تستجيب مصفاة التكرير الموجودة في ولاية أوهايو إلى احتياجات السوق حاليًا بتعديل أنظمتها لتوليد المزيد من البنزين وتقليل الديزل.
وأظهرت بيانات جاز بودي أن متوسط أسعار مضخة البنزين العادي في الولايات المتحدة انخفض إلى 1.74 دولار للجالون في أواخر أبريل، وهو أدنى مستوى له منذ فبراير 2016، وذلك نتاج لتحطم سوق النفط الأخير.
وقال باتريك دي هان Patrick De Haan، رئيس قسم تحليل قطاع النفط في جاز بودي، إن الأسعار سترتفع على الأرجح من الآن وصاعدًا، لكن البنزين سيبقى رخيصًا بالمعايير التاريخية لبعض الوقت، حيث سيستمر الأمريكيون في حرق الوقود الزائد المتراكم في المخازن.
وقال دي هان: «هناك احتمال قوي للغاية أنه على الرغم من أن الأسعار بدأت في الارتفاع، فقد ننتظر فترة إجمالية تتراوح من 6 إلى 12 شهرًا تظل فيها الأسعار منخفضة إلى حد ما».