DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

تجربة معدل تكاثر عدوى كورونا في ألمانيا

برلين تحاول إدارة متغير إحصائي لا يمكن لأحد قياسه بدقة

تجربة معدل تكاثر عدوى كورونا في ألمانيا
تجربة معدل تكاثر عدوى كورونا في ألمانيا
أحد متاجر الملابس في برلين يضع لافتات للجمهور تجنبًا لانتشار عدوى «كورونا»
تجربة معدل تكاثر عدوى كورونا في ألمانيا
أحد متاجر الملابس في برلين يضع لافتات للجمهور تجنبًا لانتشار عدوى «كورونا»
20 أبريل.. سمحت الحكومة الألمانية بفتح المحلات الصغيرة وتخفيف إجراءات الإغلاق الاقتصادي في ظل انتشار فيروس كورونا

ينظر الجميع إلى اعتماد السويد على عملية الإغلاق المحدودة التي تفرضها الحكومة هناك على أنها أكثر تجارب محاربة فيروس كورونا المستجد جرأة في أوروبا، لكن برلين الآن ترفع سقف التحدي أمام ستوكهولم. ومع إعادة فتح ألمانيا شركاتها للعمل مجددًا، لا تزال هناك إشارات إلى أن إغلاقها الاقتصادي لم يمنع بشكل دائم انتشار فيروس كوفيد - 19/‏‏ Covid-19 بعد كل شيء.
ويشعر المسؤولون الألمان بالقلق من أن معدل تكاثر العدوى أو الـ«R0»، قد انحرف إلى الأعلى منذ السماح للمحلات الصغيرة بإعادة فتح أبوابها في 20 أبريل الماضي. وقدّر معهد روبرت كوخ Robert Koch الذي يمثل وكالة مكافحة الأمراض الحكومية في ألمانيا، يوم الاثنين الماضي، أن المعدل هو 1 وهذا يعني أن كل شخص مصاب في المتوسط ينشر الفيروس إلى شخص آخر، ولكن إذا زاد المعدل عن رقم 1 فسيتبع منحنى انتشار عدوى كورونا دالة نمو أسي وتتزايد بأرقام لا يمكن السيطرة عليها.
وهذه الإحصاءات مهمة جدًا الآن، لأن برلين تجري تجربة حول ما إذا كان من الممكن إعادة فتح الاقتصاد بطريقة ما تجعلها تتحكم في معدل تكاثر العدوى.
وأثارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل Angela Merkel، التي تحمل درجة الدكتوراة في الكيمياء، ضجة كبيرة على الإنترنت هذا الشهر، بعدما قامت بإلقاء محاضرة صارمة على الألمان حول سبب وجوب إبطاء معدل تكاثر العدوى، ولماذا يجب أن يكون «R0» هو المعيار الأساسي لسياسات إعادة فتح الاقتصاد. وقبل يومين من بدء عملية إعادة فتح الاقتصاد قال معهد روبرت كوخ إن المعدل كان 0.8.
وتم تقديم هذا النهج وبرنامج الاختبار وتتبع العدوى في ألمانيا في وقت سابق من تفشي المرض مجددًا على أنه انتصار للسياسة القائمة على العلم، على النقيض من السياسة الأمريكية في مواجهة الوباء.
ولكن الحقيقة أن إستراتيجية ميركل هنا تعاني من عدة مشاكل. الأولى: إنه وكما يعترف معهد روبرت كوخ في إحاطاته اليومية لا يمكن لأحد أن يعرف معدل التكاثر الدقيق في الوقت الحقيقي. لذا فالرقم الذي يقدّمه المعهد في النهاية هو مجرد رقم تقديري، وبالتالي أي زعيم دولي يختار اتباع إستراتيجية معدل تكاثر العدوى كمعيار لتحديد سياسته سيضطر للحكم وهو نصف أعمى.
الأسوأ من ذلك، أنه من غير المحتمل تثبيت معدل تكاثر العدوى إلى ما دون رقم 1 بشكل دائم والحصول على اقتصاد فعّال في نفس الوقت.
وشهدت ألمانيا حتى الآن واحدة من أكثر معدلات الوفيات المنخفضة في أوروبا نسبة إلى حجم السكان بفضل بدء الاختبار السريع نسبيًا في برلين، وتتبع انتشار المرض في وقت سابق من انتشار الوباء والحظر الصارم الذي فرضته البلاد.
ويشير الانحدار الصعودي في معدل التكاثر الآن إلى أن هذه التدابير ربما لم توقف المرض في مساراته بقدر ما أخّرت ما لا مفر منه، وتم ذلك بتكلفة هائلة.
وإذا سألت معظم السياسيين في معظم البلدان: لماذا أغلقوا اقتصاداتهم؟. سيقولون إنهم في الأصل كانوا يريدون إبطاء انتشار كوفيد-19 لتخفيف الضغط على المستشفيات، ولكن يبدو أنهم يريدون بشكل متزايد الآن إيقاف انتشار الفيروس تمامًا.
وفي الولايات المتحدة نفسها، اتبع حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو Andrew Cuomo أيضًا معدل تكاثر عدوى قدره 1 قبل إعادة فتح ولايته.
ختامًا، يمكن القول إن مثال برلين بمثابة نموذج يحذر العالم حول ما إذا كان من الممكن اتباع معدل تكاثر العدوى الإحصائي مع تخفيف إجراءات الإغلاق الاقتصادي. وإذا كان الأمر صحيحًا، فعلينا أن نسأل أنفسنا ما إذا كانت عمليات الإغلاق الاقتصادي أصلًا تستحق الخسائر الإنسانية الهائلة، والتكلفة التي تحمّلناها حتى الآن أم لا؟.