DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

بعد انتهاء إغلاق كورونا.. لا تتوقع عودة «الحياة الطبيعية»

الولايات ستتبع إستراتيجيات مختلفة ولكن علينا حماية الضعفاء

بعد انتهاء إغلاق كورونا.. لا تتوقع عودة «الحياة الطبيعية»
بعد انتهاء إغلاق كورونا.. لا تتوقع عودة «الحياة الطبيعية»
زبونة تحصل على طلب «تيك أواي» في مطعم بمنطقة وودستوك الأمريكية
بعد انتهاء إغلاق كورونا.. لا تتوقع عودة «الحياة الطبيعية»
زبونة تحصل على طلب «تيك أواي» في مطعم بمنطقة وودستوك الأمريكية
لقد تغيّر محور التفكير الأمريكي خلال الأسبوع الماضي، ولم يعُد السؤال هو ما إذا كان سيبدأ إعادة فتح الاقتصاد، ولكن كيف؟
وللإجابة عن هذا السؤال يمكن وضع بعض الخيارات الإستراتيجية جانبًا باعتبارها غير متاحة أو غير قابلة للتحقيق؛ لأننا في وضع أسوأ من دول أخرى، مثل: أستراليا ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وتايوان؛ لأن تلك الدول تحركت بسرعة وبجهد شامل لاحتواء الفيروس قبل أن ينتشر إلى ما بعد النقاط الساخنة الأولية، وبالتالي ستكون مهمتهم أسهل الآن. ولكن أمريكا لم تفعل ذلك، وبالتالي فقدت أي فرصة لديها لوقف الفيروس في مساره. ولم يعُد بمقدورها العودة بالزمن إلى فبراير والبدء من جديد.
أيضًا لا يمكننا اتباع إستراتيجية «الاختبار والتتبع والعزل» التي يفضلها علماء الأوبئة. فعلى الرغم من التحسينات في إجراءات مواجهة الفيروس، لا تزال قدرتنا على اختبار كوفيد-19 غير كافية.
ولا تزال قدرتنا على تتبّع الاتصال بين المصابين بالفيروس على نطاق واسع محدودة، كما كان العديد من الاختبارات المصلية المبكرة غير موثوقة، وكما قال أحد الخبراء علم الأوبئة لوول ستريت جورنال الأسبوع الماضي: «الأمر أشبه بالغرب المتوحش في الخارج».. فلا تزال نتائج اختبارات كوفيد-19 متغيّرة.. حتى إذا سارت الأمور على ما يُرام، فسوف يستغرق الأمر شهورًا قبل أن يتم توسيع نطاق الاختبارات المصلية.
وإذا استطعنا إبقاء اقتصادنا ومجتمعنا مغلقًا لمدة تتراوح من ثلاثة إلى ستة أشهر أخرى، فقد نصل إلى مسافة قريبة من تلبية معايير علماء الأوبئة. لكن ليس لدينا ترف الوقت. وسياساتنا المالية الحالية أشبه بعمليات نقل الدم إلى مريض ينزف، وهي عملية لا يمكن أن تستمر إلى ما لا نهاية. وهناك دلائل تشير إلى أن صبر الأمريكيين على الحظر بدأ ينفد.
وعلى الطرف الآخر من احتمالات الانفتاح الاقتصادي تقع السويد، التي اختارت فرض الحد الأدنى من القيود والسماح للمواطنين بإجراء التعديلات التي يختارونها.
وقد تروق هذه الإستراتيجية للتفكير الأمريكي الليبرالي، ولكنها لا تجذبني على المستوى الشخصي، وفي النهاية لن تخدمنا جيدًا.
والواقع أنها لم تخدم السويد بشكل جيد، حيث بلغ معدل الوفيات المؤكد في السويد من كوفيد-19حتى الآن 233 شخصًا لكل مليون نسمة، مقارنة بـ38 شخصًا لكل مليون نسمة في النرويج جارتها الغربية، ومعدل الوفيات لكل مليون نسمة في فنلندا هو 36، و75 في الدنمارك، و73 في ألمانيا الفيدرالية المكتظة بالسكان.
وبالمقارنة، أدى نهج أمريكا المتداعي في مواجهة الفيروس إلى نتائج سيئة في كل مكان، حيث تجمّد الاقتصاد، وبلغ معدل الوفيات 172 شخصًا لكل مليون نسمة، أي أكثر من ضعف ما هو في ألمانيا.
وكان الأمر يمكن أن يكون أسوأ لو بدأنا بالنهج السويدي في الولايات المتحدة ثم غيّرنا المسار في منتصف الطريق، كما اضطر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون Boris Johnson للقيام بذلك. فعلى الرغم من أن دافعه الوحيد كان خدمة الصحة الوطنية الشاملة، إلا أن معدل الوفيات في المملكة المتحدة يبلغ الآن 311 شخصًا لكل مليون نسمة.
وتظهر الاستطلاعات الأخيرة أن الشعب الأمريكي يتصارع مع الرغبات المتضاربة بين الانفتاح الاقتصادي والرغبة في محاربة المرض. ولا يريد أحد بالتأكيد نشر عدوى كوفيد - 19، لكن الكثير يتوق إلى العمل واستئناف الحياة الطبيعية. ومع ذلك، يفهم معظم الناس أن الحياة الطبيعية الجديدة ستكون مختلفة.
فعلى سبيل المثال، وحتى الآن وبعد ما يقرب من عقدين من حادث 11 سبتمبر، ما زلنا نتحمّل خطوطًا أمنية طويلة في مطاراتنا، ونتذمر، لكننا نعلم أن هذا ضروري. والأمر نفسه بالنسبة لكوفيد-19 فقد تكون أقنعة الوجه مزعجة، لكنها بالكاد تتجاوز حدود التحمّل البشري ويمكننا التعامل معها.
ولا يوجد دليل نستطيع اتباعه لمعرفة ما سيأتي بعد ذلك، ولكن هناك بعض الإرشادات؛ لأنه لا أحد يعرف ما سيحدث مع تخفيف القيود، ويجب على المسؤولين الحكوميين التحرك بحذر، ومراقبة النتائج في كل خطوة. ولأن الولايات المتحدة كبيرة ومتنوعة، ستتمكن بعض المناطق من التحرك بشكل أسرع من غيرها. فما هو ضروري في منطقة مثل نيويورك مثلًا، التي شهدت أكثر من 22 ألف حالة وفاة حتى الآن، ومعدل وفيات يبلغ 1153 شخصًا لكل مليون نسمة، لن يكون ضروريًا في وايومنغ التي شهدت سبع وفيات فقط، أو 12 شخصًا لكل مليون نسمة.
أيضًا فالعوامل الديموغرافية ستحدث فرقًا كبيرًا عند اتخاذنا القرار. وعلى الرغم من الحكايات المثيرة للقلق التي تنتشر حول خطورة الفيروس بين كل الفئات، إلا أن الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 45 عامًا أقل احتمالًا لتحمّل العواقب الأكثر خطورة لعدوى كوفيد-19، في حين أن الأمريكيين الأكبر سِنًا والذين لديهم مجموعة من الأمراض المزمنة هم أكثر عُرضة للوفاة بسبب الفيروس. وبالتالي، سيكون من المنطقي السماح لأقل المجموعات ضعفًا بالتحرك نحو أنشطتهم العادية - مثل المدارس والعمل- مع تشجيع الفئات الأكثر ضعفًا على حماية أنفسهم، على الأقل حتى نجد علاجات فعّالة.
وفي الوقت نفسه، سنحتاج إلى وضع تدابير تمنع إصابة الشباب الحاملين للفيروس للأشخاص الأكثر ضعفًا، وهي مهمة ليست سهلة وتتطلب اتباع إجراءات التمريض الصحيحة، ووضع فروق عند الاتصال بين الأسر، وأفراد الأسرة الواحدة متعددة الأجيال.
أخيرًا، ستتمكن بعض قطاعات اقتصادنا ومجتمعنا من إعادة فتح أبوابها بشكل أسرع من غيرها. فمن المرجّح أن يعود البناء والتصنيع بشكل أسرع من قطاع الخدمات. ولكن ستكون المطاعم من أبطأ القطاعات في ذلك، وكذلك مصانع تجهيز الأغذية، حيث يتكدس العمال على خطوط التجميع.
أيضًا سيحتاج العمال إلى حمايتهم من أصحاب العمل الذين يضعون الأرباح والكفاءة فوق الصحة والسلامة، أما أرباب العمل الذين يفعلون كل شيء بشكل صحيح فسيحتاجون إلى تخفيف الأعباء المفروضة عليهم. وعلينا أن نعلم أن إزالة القيود لن تؤدي إلى استعادة الصحة الاقتصادية بطريقة سحرية.
ختامًا، سيؤدي اقتصاد «مجتمع الأحلام» الذي نرغب فيه بعد تطبيق الانفتاح عن نتائج مختلطة، فإذا أعدنا فتح المتاجر والمطاعم، فقد لا يأتي العملاء. وقد يبدأ الأقل عُرضة لخطر الإصابة بمزاولة عمليات الشراء الطبيعية وهم يقومون بتجنب مخاطر الإصابة بالفيروس.. وعلينا أن نعلم هنا أن تغيير القواعد شيء.. واستعادة الثقة شيء آخر تمامًا.
172
شخصا لكل مليون نسمة.. معدل الوفيات الناتجة عن فيروس كوفيد-19 في الولايات المتحدة الأمريكية أي أكثر من ضعف ما هو عليه في ألمانيا
«لا تزال نتائج اختبارات «كوفيد - 19» في أمريكا متغيرة، حتى إذا سارت الأمور على ما يرام، فسوف يستغرق الأمر شهورا قبل أن يتم توسيع نطاق الاختبارات المصلية»