محمد السماعيل

الزلزال قادم .. كيف نسلم منه ؟

يتسع مفهوم الأمن ليشمل كل ما يتعلق بسلامة الفرد وممتلكاته ومنشآته، والوظيفة التي تقوم على ذلك ليست من اختصاص الأجهزة المعنية بالأمن والسلامة فقط، وإنما هناك العنصر البشري سواء أكان قائما بدور خبير في توفير قواعد الأمان والسلامة ونشر الثقافة الأمنية الضرورية لإبقاء الأفراد في أفضل حالات السلامة والأمان من الاستهدافات المحتملة، أو الفرد نفسه باعتباره ضحية محتملة أيضا لكل ما من شأنه أن يستهدفه أو يخترق أمنه وسلامته، سواء كان ذلك الاختراق مصطنعا ومقصودا أو طبيعيا على نحو اشتعال نيران أو زلازل على النحو الذي حدث مؤخرا في إيران وباكستان وشعرت به دول الخليج ومنها المملكة.الثقافة الأمنية مطلوبة في جميع الأحوال، وليس من الذكاء أن يعتمد الشخص على المؤسسات والأجهزة الأمنية لتوفير أمنه وسلامته، وإنما هناك حدود للوعي الأمني ينبغي أن يحصل عليها بصورة ذاتية بتنمية معارفه وإصابة حظ من الثقافة الأمنية ونظم السلامةالثقافة الأمنية مطلوبة في جميع الأحوال، وليس من الذكاء أن يعتمد الشخص على المؤسسات والأجهزة الأمنية لتوفير أمنه وسلامته، وإنما هناك حدود للوعي الأمني ينبغي أن يحصل عليها بصورة ذاتية بتنمية معارفه وإصابة حظ من الثقافة الأمنية ونظم السلامة في الشارع أو مقر العمل أو المنزل، أو الاستعانة بمؤسسات مدنية تعمل في المجالات الأمنية، أو مراكز الاستشارات الأمنية المنتشرة في المملكة ، وذلك ليس أمرا عسيرا أو صعبا، فمثلا كثير منا يتعلم قيادة السيارة وحين يكون هناك سائق خاص فإنه ليس بحاجة الى قيادتها، ولكنه لن ينسى أبدا أنه يعرف القيادة ومتى استدعت الطوارئ أو الظروف لأن يقود سيارة فإنه لن يجد مشكلة في ذلك، وكذلك المعرفة الأمنية فإنها تسعف أي شخص عند الطوارئ والحدس الذي ينذر بأمر سيئ.ما سبق يقودني الى قيمة وأهمية الاستشارات الأمنية في حياتنا، فهي مطلب اجتماعي حيوي خاصة وأننا نعيش في عصر استهلاكي يكثر فيه الاعتماد على كثير من الأشخاص الآخرين للقيام بأعمال في المكتب أو المنزل وهؤلاء بشكل أو بآخر مشروعات اختراق لأمننا وسلامتنا، ولكن حين نضيق دائرة الاعتماد على الآخرين فإننا ننجح الى حد كبير في البقاء سالمين وآمنين، وأعود الى موضوع الأمن في حالات الاختراق الطبيعي مثل الزلازل، فهناك نسبة مرتفعة أكاد أجزم أنها لا تعرف طرق السلامة التي يجب اتباعها عند حدوثها، لا قدر الله، ونجد كثيرا من المؤسسات تبادر الى كتابة بروشورات سريعة ومختصرة للتعريف بطرق الاستجابة عند حدوث الزلازل، حيث تقدم إرشادات في ذلك أشك في أنها كافية ومناسبة لرفع سقف الوعي الأمني عند الطوارئ.قضية التعامل الأمني مع الزلازل أو أي كارثة طبيعية، ويشمل ذلك السيول، لا تجد استجابة معرفية عند السواد الأعظم من المواطنين، وهو مما يجهلونه وليست لديهم المحفزات للتعرف عليه، وإذا تم النظر اليها في سياق أمني ربما يبتعد المعنى والمفهوم عن فكرة السلامة باعتبار أن الأمن وضع خاص بالشرطة والدفاع المدني، وذلك خطأ جوهري ينبغي إعادة النظر فيه، فالأمن والسلامة تبدأ من ذات الشخص بأن يتعلمها ويضعها في ذاكرته حين الحاجة اليها تماما كمن يتعلم قيادة السيارة ولديه سائقه الخاص، والخلاصة هي أن تبادر الاستشارات الأمنية الى تنظيم دورات مستمرة تخترق سبات الناس في منازلهم وأماكن عملهم بالتنسيق مع الجهات المعنية لإبقائهم في حالة أمنية يقظة ومستمرة وذلك يقلل كثيرا من الخسائر ويتكامل معه أمن المجتمع، ولكن لا بد من تحرك جماعي منسق ومنهجي.