د. محمد باجنيد

لا أشعر بالحرمان.. فلدي ما يكفيني..

لاستمتع بما لا تأتي به.. كل أموال الدنيا..

وقد ذهب كثير من المال.. أنفقته في ما أظن أنه خير..

لم أكن يوماً أنانياً.. ولست نادماً على ما فات..

بعد التقاعد..رفضت عملاً بعائد معقول..

فقط لأن من يديره أنانيون..

غيورون يريدون كل شيء لهم..

تركت لهم الجمل بما حمل..

وعدت إلى قراطيسي ولوحاتي.. أفرغ فيها شغفي..

وتمدني بما هو أغلى..

من كنوز الدنيا..

آمنت بأن ما ذهب مدخر..

نحصد ثوابه في الآخرة..

لم أعش يوماً من أجل نفسي..

أعطيتهم المال.. وأبقيت عندي..

العلم والأدب والفن.. أمنحه لمريديه..

وكنت أشعر.. بفرحة هذا العطاء.. تركت الغثاء..

لأصحاب الأرصدة المسجونة.. بحكم الخواء..

نعم المال ليس شيئاً..

ذا قيمة.. في أيدي البخلاء..

كنوزي ليست للبيع..

كنوزي لا تقدر بمال..

إنها كالهواء والماء!

الأنانية مرض عضال.. له أطوار..

قد يبدو في صورته الخفيفة.. رغبة في الاستحواذ..

وأخذ نصيب القرد من الموز.. في عرض هزلي مضحك..

وقد تفضي الأنانية.. في أعلى أطوارها.. لسلب الناس حقوقهم..

والاعتداء على مصالحهم.. بطيش وحقد..

ولدته الخسارة..

في نزال ادعاء القوة.. مع الصابرين المحتسبين..

الذين يحفظون الحكمة.. التي تقول:

من عادى من دونه.. قلت هيبته..

وقد تجدهم.. بعد نفاد صبرهم.. يعملون بذلك القول الأثير:

اتق شر الحليم إذًا غضب..

فيا معشر الأنانين.. حلوا عنا..

فعلى الباغي.. تدور الدوائر..

bajunaidm@hotmail.com