مشعل أبا الودع

تواجه اليونان التهديدات التركية بالتعاون مع دول حوض البحر المتوسط، وعلى رأسها مصر، وهناك تحرك يوناني قوي لمواجهة أطماع أردوغان، الذي تراه خطرا على الأمن والسلم الدوليين، وتتواصل اليونان باستمرار مع دول عربية، وأوروبية، وتتشاور معهم حول الخطر التركي، الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء، وتعدى على سيادة الدول، ومنها اليونان.

أردوغان ساهم في تخريب سوريا، وتدميرها، وساعد على إقامة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق، واستفاد من تجارة النفط، وسرقة الآثار مع داعش، ويحاول مرة أخرى إعادة إنتاج ما حدث في سوريا والعراق في دول أخرى مثل ليبيا، ووصل الأمر إلى تدخل أردوغان في نزاع كاراباخ، وهذا ما يغضب اليونان، التي تواجه الخطر الأردوغاني، وترى أن أردوغان يستخدم المتطرفين السوريين لتحقيق أطماعه في سرقة ثروات الدول.

اليونان على لسان وزير خارجيتها حاولت التنبيه إلى خطر تركيا قائلا: أنقرة باتت تهدد استقرار العرب وأوروبا والقوقاز، وأن أنقرة تصر على منازعة الدول الأوروبية على حقوقها السيادية، إضافة إلى التحرشات التركية المستمرة بفرنسا، وأكد وزير الخارجية اليوناني أن استغلال تركيا للمتطرفين السوريين لتحقيق أطماعها الاستعمارية، والزج بهم في الصراعات الخارجية بات يهدد الأمن والسلم العالمي.

تصريحات وزير الخارجية اليوناني رسالة واضحة إلى الدول العربية والأوروبية تحاول فيها اليونان توحيد الجبهة العربية والأوروبية لمواجهة أردوغان، وإيقاف أطماعه عند حدوده، لكن أوروبا تجهز عقوبات طويلة المدى سوف تفرضها على تركيا، وسوف تتم مناقشتها في اجتماع القمة الأوروبية خلال الشهر الجاري، خاصة أن أوروبا تساند اليونان وقبرص في مواجهة تركيا، وتعديها على حقوق الدول السيادية في شرق المتوسط.

خطر تركيا على شرق المتوسط خلق نوعا جديدا من التحالفات، التي تشكلت لأول مرة في التاريخ، وأصبحت هناك اتفاقات بين مصر واليونان وقبرص، وترسيم للحدود، والتعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية، وأيضا مكافحة الإرهاب، بالإضافة إلى قطع الطريق على أردوغان في سرقة ثروات المتوسط، وأيضا هناك حالة حراك دبلوماسي، وعسكري غير مسبوق للتصدي لأردوغان، وخلال كتابة سطور هذا المقال هناك زيارة لفخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى باريس، والموقف المصري والفرنسي واحد حول مواجهة أطماع أردوغان، وقبلها زيارة الرئيس المصري إلى اليونان، وعقد لقاءات مصرية يونانية قبرصية، أما على صعيد التعاون العسكري، فهناك مناورات عسكرية مشتركة في شرق المتوسط بين مصر، واليونان وقبرص، وشهدت الانضمام لمناورات ميدوزا 10، التي أقيمت بداية هذا الشهر بمشاركة فرنسا والإمارات.

اليونان ساهمت مع مصر في تأسيس منتدى غاز شرق المتوسط لحماية 345 تريليون قدم مكعب من الغاز في المتوسط، وأيضا حماية 3.4 مليار برميل احتياطيات نفطية في ظل محاولات أردوغان للسيطرة على الحدود البحرية اليونان وقبرص بعد اتفاقيته المشبوهة مع السراج في 2019م، لكن وجود مصر في المعادلة لحماية حقوقها وحقوق دول المتوسط جعل من الصعب على تركيا سرقة ثروات المتوسط، ولا عزاء لأردوغان وأذنابه.