عبدالله الحمدان

‏قرأت مقولة ذات يوم مفادها «المرأة من الممكن أن تدير بيتاً بلا رجل لكن الرجل لا يستطيع أن يدير بيتاً بلا امرأة».

‏ولهذا نزلت الأحاديث وكُتبت الحكم والأمثال عن المرأة على مر السنين، ثمانية أشهر مضت منذ ولادة زوجتي لابني البكر «حمد» رأيت خلالها ما تعانيه خلال هذه المدة من صعوبات في التربية.

فمنذ الليلة الأولى لولادة طفلها بدأت معه مشوار الأمومة، المشوار الذي لا ينتهي أبداً، ومنذ تلك اللحظة بدأت رحلة أمومة أم حمد وباتت تسهر على راحة ابنها وتسترق النوم للحظات في وقت راحته وتستيقظ بعدها لتطعمه والاهتمام برعايته، حتى أصبح النوم حلماً بالنسبة لها.

فوظيفتها كأم من أصعب الوظائف في الحياة، فبدونها لا يكتمل المجتمع ولا تكتمل الأسرة.

وكما قالت باربرا كينغ سولفر «قوة الأم تكون أقوى وأعظم من القوانين الطبيعية».

كم عظيمة هي المرأة..

‏فالمرأة هي التي تحمل وتتعب وتسهر وتلد، لتنهي مرحلة وتبدأ مرحلةً أصعب من التي سبقتها..

‏في القديم القريب.. كنت أتحدث مع والدتي، وكانت تروي لي قصصاً حول طفولتها الصعبة وما واجهته في صغرها قبل زواجها، وعن مدى خطورة إنجابها للأطفال مستقبلاً، ورغم هذه الظروف وصعوبتها إلا أنها كان لديها حلم تسعى خلفه وهو الأمومة.



ومنذ تحقيق ذلك الحلم بولادتها لي أنا وبقية إخوتي تحولت تلك الشابة اليافعة، إلى أم تصارع أمواج الحياة وتتخطى عقباتها بتوفيق الله أولاً ثم بصبرها وقوتها وقدرتها على التحمل من أجل أطفالها الأربعة، كنت أستمع لها وأظن أن تلك المهمة أسهل مما تقول..

‏بعد أعوام من ذلك الحديث وُلِدَ «حمد» وذاك الطفل، الذي أنجبته أمي باتوا يكنونه أبا حمد، ورغم ذلك كله لم تتوقف أم عبدالله عن دور الأمومة، واستمرت في السؤال والخوف والقلق على مَنْ هو أغلى من الولد «ابن الولد».

‏دور الأم لا ينتهي ما دام ابنها حيا يرزق حتى لو بعد مائة عام، اليوم بعد كل هذه المدة من ولادة زوجتي لحمد، أيقنت تماماً أن البيت لا يستقيم إلا بوجود المرأة، فهي القاعدة الثابتة التي يستند عليها الجميع إذا ما تعثر أحدهم في منتصف الطريق.

كان الله في عون كل الأمهات، شكراً والدتي، شكراً زوجتي بحجم السماء لأنكما حركتما ما بداخلي من مشاعر وألهمتموني للكتابة وما أجملها من كتابة تلك، التي تأتي على هيئة دروس في الحياة، أما حمد ذلك الجميل الصغير، شكراً لأنك جعلتني.. أبا حمد.

Abdul85_ @