أنيسة الشريف مكي

والحياة مستمرة والماضي لا يعود وكل يوم يمضي من حياتنا لن يعود وكل شيء يتغير والزمن لا يتوقف، فلنستغل الحاضر ولنبنِ المستقبل على هام الشهب نضيء كنجمٍ متألق وننشر التميز نوراً يملأ الأرض جمالاً وبهجة ونثق بقدراتنا فلا ولن نتشاءم؟.

ننجز إنجازات متميزة باهرة نتقنها ونبدع فيها بأمانة، كلٌ بحسب تخصصه وموقعه الاجتماعي ونثق في الله ثم نثق بأنفسنا فهذه هي السعادة.

عندما نختار.. نحن وحدنا من يجب أن يتحمل مسؤولية هذا الاختيار سواء أكان سلباً أو إيجاباً، ومن الجبن أن نجعل من غيرنا شماعة لأخطائنا فالقرار كان قرارنا من البداية وللنهاية.

لنعش حياتنا بواقعية ومنطق فإذا كان خوفنا من الفشل يسيطر على حياتنا فلا شك أننا سنفشل فلنتفاءل إذاً بالخير لنجده، ونتوكل على الله يقول الحق تبارك وتعالى «أنا عند ظن عبدي بيّ، فليظن بي ما شاء».

أعمالنا ما هي إلاّ انعكاسات لأفكارنا فلنفكر بحكمة وعقلانية إذا أردنا النجاح فنحن الأصل لكل فعل، وكل هزيمة يجب الرد عليها بالانتصار وعوامل الانتصار كثيرة تبدأ من داخلنا من عمق ذاتنا، تبحر سفنها في بحار أعماقنا فإلى متى نعيش مبحرين في مياه الغياهبِ وفي متاهات تفكيرنا؟.

الهروب من المشكلة طريق ممهد للفشل فلا يجب أن نهرب كلما تعرضنا لصدمات الواقع التي لم نتوقعها بل علينا مواجهة تحديات الزمان ومشاكلها وأبعادها وجوانبها برؤية صائبة وثقة بأنفسنا وبالله قبل أنفسنا ونقرر.

الحياة كما يعرفها العقلاء عمل دؤوب لرضا الرب ثم رضا النفس والضمير فلا نجعلها مياها راكدة أو نحولها إلى لا شيء..

الفشل هزيمة مؤقتة وإن لم نفشل فسنظل مكانك سر، والعالم كله يفسح الطريق للمرء الذي يعرف أين هو ذاهب وعلى أي أرض يضع قدمه فإنسان الواقع يقف على أرض صلبة واثق الخطوة واضح الهدف.

الزمن لا ينتهي ولكنها الحياة قد تنتهي ونحن نعيشها أمواتاً أحياء تتعثر أقدامنا بأشلاء أهداف عشوائية وبقايا خطط وهمية ضعيفة، لم نستطع أن نصنع منها أهدافاً هامة تفلسف حياتنا وضرورة لاستمرارنا وبقائنا على أرضها.

لنأخذ بالأسباب ونتوجه إلى أهدافنا بإصرار وعمل ومثابرة بشرط!! مع اليقين بالله والتوكل عليه والصبر وإن طال المنال فالأمور مرهونة بأوقاتها.

الأمل لا يموت فلنظل نعيش الأمل وإن خبا قليلاً لكنه لا يموت أبداً والفرص وإن ذهبت فلا بأس ستعود وتحقق الرجاء.

نودع عاماً ونستقبل عاماً والزمن لا يتوقف بإيجابيات وسلبياته.

نستقبل عاماً بتمنيات وآمال كبيرة بأن يكون عام خير وحب وسلام ووحدة كل الدول الإسلامية والعربية ووقوفها صفاً في وجه كل من تسول له نفسه بالعبث بأمنها وسلامة أراضيها وأن تعيد لنا تاريخنا المجيد وعزنا وقوتنا وليس ذلك على الله بعزيز.