DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

علاقة قطر بسوبيا الخضري وسمبوسة بن جابر

علاقة قطر بسوبيا الخضري وسمبوسة بن جابر
علاقة قطر بسوبيا الخضري وسمبوسة بن جابر
صالح الشمراني
علاقة قطر بسوبيا الخضري وسمبوسة بن جابر
صالح الشمراني

• سنتان مضت على إصابتي والكثيرين في العالم بكورونا ـ لا أعاد الله لها يوماً ـ ومازالت آثارها محسوسة للحظة عند تذوق بعض المأكولات، ك(كشنة الطعام) التي تمنى أحدهم من هوس حب الأكل أن يجد عطراً برائحتها، إلا أن هذه الرائحة أصبحت عندي غير مستساغة، وربما لو تعرضت لشمها قبل الوجبة، لم آكل منها، هذا تأثير كورونا على المستوى الفردي البسيط جداً فما بالنا بأرواح غادرت، ومرضى مازالوا يئنون على أسرة المشافي، فضلاً عن خسائر مادية لم تتوقف عندها التجارة فحسب بل توقفت دول عند مستويات دنيئة قاربت الإفلاس، ومازالت إلى الآن تصرخ وشعوبها من أزمات لم تبارحها في الوقت الذي نجت فيه بلادنا بحفظ من الله ثم بحكمة ألهمها لقادتنا الذين تعاملوا بـ(واقعية ومنطقية وإنسانية) مع الكارثة لن ينساها لهم التاريخ.

لكن بكل الأحوال نود القول بأن كورونا غيرت في خارطة العالم اجتماعياً ورياضياً وسياسياً وحتى دينياً، فمن كان يتخيل أن يزوج الغني ابنته داخل حوشهم المخصص لمواقف سياراتهم وبدون هياطات العزومة والمعازيم، ومن كان يتخيل أيضاً أن يتخرج طالب الثانوية وينتقل للجامعة من خلال شاشة جواله دون ذهاب للمدرسة، ومعهم الصفوف الأولية ـ الأكثر تعقيداً ـ الذين اتقنوا القراءة والكتابة بذات الطريقة، ومن كان يخطر بباله أنه سيدفن أباه أو أمه أو أحد أقاربه بحضور ومساعدة خمسة أشخاص فقط ولن يستقبل فيهم العزاء، بل من كان يدور بخلده أننا سنصلي الجمعة بالبيوت، ونصوم رمضان دون أن نشتري (سمبوسة بن جابر) من سوقنا الشعبي أو سوبيا الخضري من شوارع مكة، أو أن لا نلامس كرة الطائرة في أحلى مساءات رمضان التي تحولت بقدرة قادر بفعل كورونا لمرقد محتوم لكل الشعوب لا لعب آنذاك ولا سهر فيه، ميزانيات اهتزت، دول عظمى انحنت، ومع الوباء دب الغلاء، وعرفنا معنى الطعام والدواء والماء، ونسينا الرفاهية وملذاتها التي كنا منغمسون فيها دون إحساس يجعلنا نشكر الانغماس في تلك النعم.

• رحل زمن كورونا وبقي اسمها متواجداً والوباء يترنح بين حياةٍ وموت، ولكن الأثر مازال وسيبقى للأبد في حياة كل من شهد أحداثها ولو بمجرد ذكرى خالدة لن يمحوها الزمن وإن طال بنا أمده.

• وما حدث الآن في كأس العالم كحدث رياضي هو الأشهر بكرتنا الأرضية أشبه بنقلته النوعية العالمية بكورونا في غرابة أحداثه وبقاء أثره فيما بعد، ويكفي أنه في أحضان العرب التي ما فتئ الغرب من التمادي عليهم بسطوة (الفوقية) التي لايستحقون منحها لأنفسهم على حساب عقولنا البشرية التي ماتزال جامعاتهم تدرس الطب والرياضيات وعلم الفلك والهندسة والمواريث من أمهات كتبنا، وثاني ذلك، النجاح الخليجي الذي رسمته قطر في لوحتها التنظيمية الإبداعية المحترمة للأديان والأذواق ومختلف الثقافات في قالبها الإسلامي العربي الأصيل الذي يمثل عادات وتقاليد أبناء وبنات الخليج، أما ثالث النقلات النوعية فهي أن لم يعد من كبير في عالم كرة القدم، وصارت مقولة (إحداعش ضد إحداعش) حاضرة بكل تفاصيلها في الملعب، فالسعودية تهزم الأرجنتين، وتونس تهزم فرنسا، والمغرب تصل لنصف النهائي وعينها كان على الكأس الأغلى والأثمن والأجمل، لنستطع القول بأن كأس العالم 2022 في قطر هي نقطة التحول لرياضة العالم ورسم معالم جديدة لها، ولم يعد من فروقات يخشاها أحدٌ من أحد، وهذه فرصة لمن يملك المال، وقبله العقول، ليخرج من قطر بمفاتيح الأمل، ليشتغل عليها بالعمل، لتحقيق المأمول الذي ارتفع سقفه، لطموحات لم يكن يحلم بها أكثر المتفائلين.

• وأخيراً نبارك لميسي ورفاقه الكأس الأغلى وهاردلك للديوك الفرنسية الذين شاركوا الأرجنتين في تقديم أجمل نهائي كأس عالم مر على تاريخ البطولة، مما يؤكد بأن ماحدث على الأراضي القطرية بذلك التواجد الخليجي المهيب كان استثنائياً للغاية.

توقيعي/ إن أردت أن تكتب لمستقبلك مجلداتٍ من سطورك، فاحذف من الماضي ما تخشى أن يهدم عليك قصورك.

@shumrany