هلال جينيس وأرقام جيسوس

العنوان ليس بالخطأ، وإنما الصواب كما كتبناه، فالهلال أصبح من أحدث المنجزات السعودية في موسوعة جينيس العالمية، بأرقامٍ شخبط (جيسوس) رسماتها على جدران كرة القدم، بعد أن أجمع النقاد أول الموسم أنه ليس (جيسوس) عبدالرحمن بن مساعد وكوكبته التي حلحلت شفرة آسيا وفكفكت رموزها قبل سنوات للقادمين من بعدهم، لكنه رد علينا بمنجزات لا ثرثرة، أن (الذهب لا يصدأ).
المؤلم أن تحتفي وسائل إعلامية عالمية بمنجز الهلال وتختفي أكثر وسائل إعلامنا عن حدث كهذا، وحينما نتذكر الغيرة والتعصب نكاد نلتمس لهم العذر من صلب الحجارة، لكن حينما تراوغ بعضها كالثعالب الماكرة وتحاول أن تستجلب من الهند والسند أندية أخرى بأرقام مزورة، لم تعترف بها الموسوعة، للتشويش على منجز وطن، فهنا نناشد وزارة الإعلام أن تتحرك للمعاقبة الفورية، فالوطن ومنجزاته خطوط حمراء مهما غضينا الطرف عن القلوب السوداء التي يحركها التعصب، بينما وزارة الرياضة من المفترض وهي تعلم أن دولتنا حفظها الله باتت مضرب مثل في المنجزات وتقديرها من القيادة والعناية بها أن تكن أول من يدافع عن منجز كهذا قبل أن يتم اعتماده، فما بالنا والعالم صار يتداوله في كل وسائل إعلامه مباركا للهلال إلا بعض وسائل إعلامنا التي تحاول التضليل والتشويه للمنجز ثم بعد أن تقتل القتيل تمشي بجنازته باعتذارات باهتة جداً.
الهلال حكاية..
الهلال لا يشبع..
الهلال أسطورة وبأرقام لا تكذب..
الهلال أنموذج كرة قدم يزهو بجماله بيننا، ويختال بمنجزاته أمام العالم، فبدلاً من الاستنقاص ـ من عنفوانه وقوته وهيبته وكبريائه ـ الغير مبرر والغير مؤثر سلباً على مسيرته نتمنى أن نجعله منارة رياضية، ومدرسة للاقتداء به، وأنموذجاً يعلمنا كامل فنونه، من خلال سبر أغوار منظومته، وما نوعية من يعمل فيها وكيف يعملون وما خلطة الإعجاز والإنجاز عندهم التي جعلتهم من نادٍ سعودي كبير إلى زعيم قاري ولم يكتفوا بذلك بل أصبح فريقاً عالمياً حقيقياً بنص المنصات والملعب.
لنتخيل فقط أنه يلعب كلاسيكو مع غريم تقليدي كبير، ومنافس شرس ومتمرس على كل البطولات، ثلاث مباريات متتاليات، في بطولتين محلية وقاريّة، وينتصر ولا يخسر حتى بالتعادل في إحداها، فضلاً عن ديربي كسر العظم الذي كان من سلسلة الانتصارات ال 28 على مستوى العالم والذي تفوق فيه على جاره اللدود والمنافس له بقوة، والمستعد له بكل عدته وعتاده بلاعبين فئة ( (Aلكن قواهم خارت أمام الهلال، واستسلموا لقوة المنظومة، التي لم تعتمد على أسماء أهمهما مازال يجر قدميه في العيادات برباط صليبي، وعدمه لم يشعرهم بأنه كان بيوم موجوداً بينهم.
إنه الهلال الذي سيتوقف المتعصبون يوماً عن مهاجمته حينما يقتنعوا أن حرقهم له بخزعبلاتهم التي تجاوزت أسطوانة الحكام ـ رغم أن بطولاته صارت بصافرات أجنبية ـ ليصلوا للسحر والشعوذة والعياذ بالله، لم تزد هذا العود الأزرق إلا فوحاناً بالطيب، ولم تزد منصات الذهب التي أعتادها إلا لمعاناً، حينها ستنكسر أقلامهم على رؤوس متابعيهم، وحناجرهم ستتوقف عن الكلام من سحر الهلال الحلال، وربما يفكروا جدياً بشراء راحة البال، وتمام الصحة والاستقرار، من خلال تشجيعه.
توقيعي /
حينما تجد ضالتك، تشبث، فالنادرون محطات، لايتوقف عندهم القطار مرتين..!