لا أتخيَّل إطلاقًا، وعلى المستوى الشخصي تحديدًا، أن أشاهد منتخبنا الوطني الأول في أي نزال يخوضه دون تواجد الأيقونة الفنية «سلمان الفرج»، ولكن هي «لعنة الإصابات»، ولا نملك حيالها إلا أن نقول «قدَّر الله وما شاء فعل»، والحمد لله على كل حال، وما زال يحدونا الأمل أن نشاهد «الفرح» موجودًا على مستوى كأس العالم يشارك زملاءه في هذه الظاهرة العالمية، ليقدموا منتجًا كرويًّا سعوديًّا فخمًا..
وهنا لا أقلل نهائيًّا من قيمة أي لاعب موجود ضمن الكتيبة السعودية، وبالتأكيد هم حريصون كل الحرص على بذل كل الجهود الممكنة لتمثيل المنتخب أفضل تمثيل، وأكاد أجزم بأن مَن يكون حاضرًا داخل المستطيل الأخضر سيستشعر أهمية المكان والزمان والمناسبة والشعار الذي يرتديه.
ولكن أرى أن غياب «سلمان» سيؤثر على التركيبة الفنية، مهما حاولنا تجميل موقف الغياب لعدة أمور، سواء داخل الملعب أو خارجه، وهذا ما أثبته الكثير من المواقف التي مرَّت خلال الفترات الماضية، فسلمان ليس «كابتن» وحسب، ولكنه قائد فذ، ومؤثر إيجابي على كل اللاعبين، وهذه ميزة قلما تجدها عند الكثير من اللاعبين، وأيضًا مصدر ثقة لزملائه داخل الملعب، أما على المستوى الفني فلا يختلف اثنان على أنه مختلف وفريد من نوعه على مستوى التأثير، وخلق الحلول الفنية، فعندما تضيق الأمور تجد سلمان، عندما نتحدث عن الاستلام تحت الضغط نجد سلمان، عندما نقول التحرك بين الخطوط، وإيجاد مساحات لعب، نترك المهمة لسلمان، وعندما نقول سرعة الارتداد وتطوير الهجمة «ما لها إلا سلمان»، وعندما نقول حِرفية البناء من الخلف، والتدرج، فبالتأكيد «سلمان»، وعندما نتساءل عن مهارة صناعة فرص التسجيل، نجد الإجابة: «سلمان»، حتى وصل الحال لقدرته «ما شاء الله» في تدشين براعة اختراع في جمالية تسجيل الأهداف، فالابتكار وسرعة اتخاذ القرار عنوان لـ «سلمان»، هذه الصفات لم تأتِ من فراغ، إنما هي الخبرات التراكمية، وتعدد الأدوار، وتنوُّع المراكز التي لعب فيها أوجدت بعد توفيق الله «أيقونة الإبداع» سلمان، لذلك أتمنى أن يمُنَّ الله عليه بالشفاء العاجل؛ لنراه يقود أخضرنا في كأس العالم، ويكون خير سندٍ لزملائه اللاعبين.
هنا أقول وأعيد وأكرِّر: ليس تقليلًا في باقي نجوم منتخبنا، ويعلم الله أنهم على الرأس، وداخل العين، ولكن «سلمان» مختلف.
دمتم بود.
DAMMAM
الخميس
34°C
الجمعة
34°C
السبت
37°C
الأحد
33°C
الاثنين
34°C
الثلاثاء
36°C
بحث متقدم
