DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الهلال.. كالعادة!

الهلال.. كالعادة!
الهلال.. كالعادة!
العقد الناقص من تميز الهلال حققه بهاتريك الدوري، فثرثرة الحرف تتناغم معه، والكلمات تبحث في أحيان كثيرة عن السحر والجمال في عالم المجنونة، فما ذنبنا إذا كان هو عنوان المتعة والجمال داخل المستطيل الأخضر.
أتعبنا في مدحه حتى خيل لمَنْ حولنا أننا نسبح في بحر انتمائه، والحقيقة أن محبرتنا تُمارس مهنيتها دون عشق وانتماء لأنه ببساطة حاضر محليا وخارجيا عندما يلمع ذاك الذهب.
له في كل عرس ، حتى أصبح ثابتا في كل المناسبات الكبيرة يسقط وينهض دونما انتظار لبناء جديد في مسيرته.
«عاشق ومعشوق»
التطبيل في حضرة الهلال إنصاف، فهو الذي نكتبه دائما كلما ركن على المنصات شيئا من الذهب، ليمارس هوايته في مغازلته، وكأنه عاشق ومعشوق في قصائد الشعراء.
هكذا خيل لي في كل مقالة امتدح فيها الزعيم، فالمكالمات الهاتفية، والتعليقات التويترية، لا تكل ولا تمل بأن قلمي تم شراؤه، وضميري تم بيعه، وإنسانيتي في خبر كان.
«عنوان البطولات»
في كل مرة أكتب وأكرر أن عنوان الهلال الدائم هو (شارع البطولات، حي الألقاب، المبنى رقم واحد)، وأضيف عليه فقط إنه يسكن في مدينة الذهب، ولكن هذه المرة أزيد إضافة بسيطة، إنه في أسوأ حالاته يحقق هذه المعادلة، فالغرابة في المشهد ليس تحقيقه الألقاب، بل خروجه من الموسم بلا ألقاب..
لأن اسمه الهلال الذي يسكن في مدينة البطولات في شارع الإنجازات في حي الألعاب في منزل المتعة.
«فن التكويش»
هو مختلف.. لأنه يجيد الضرب على كل الجبهات، لا يُؤمِن بمبدأ التعويض، فثقافة جمهوره هي (التكويش) قدر الإمكان على كل عرس داخل المستطيل الأخضر.
هو مختلف.. لأن الهلال من الفرق التي تجيد العزف على وتر النتائج والمتعة، فهو لا يُؤمِن بخطف النقاط دون أن يتبعه بفن يصفق له حتى الخصوم.
هو مختلف.. لأنه يبعث الارتياح كلونه الذي يشبه البحر في مده والسماء في علوها، تعلو أمواجه داخل المستطيل الأخضر، وترسل فنياته زخات مطر تسكن الشباك.
«السفير القوي»
هو مختلف.. لأنه لا يجيد الثرثرة في حضرة (الملعب)، يترك للآخرين أفلام الهياط، ويخوض دراما المسلسلات على العشب الأخضر.. لذلك لا تخوض أقدامه مناسبة إلا ويفكر بعقلية البطل، ليس في أجندته أولوياته سوى المنافسة على كل البطولات.
«قوة الأنا»
هو مختلف.. لأنه يقفز على كل العقبات التي تعترض طريقه بقوة (الأنا) مهما تحالف ضده (الجمع)، فالصورة في الملعب تبدو أكثر وضوحا مهما كانت قاتمة خارجه.
هو مختلف.. لأنه يبقى واقفا حتى لو تساقط الآخرون، والأهم أنه لا يعترف بالصعوبات مهما تراكمت في طريقه.
«الكبير كبير»
هو مختلف.. لأنه في ملعب الدروس قدم فيزياء وكيمياء كرة القدم، وأتبعها بالرياضيات، ولكن أبدع في درس اللغة العربية عندما نثر بحروفه قصائد شعر وروائع نثر، وعرج على مادة البلاغة بالإطناب والإيجاز، أما في دروس الحياة فهو أكد أن (الكبير) لا يُؤْمِن بحالات اليأس.
الحق يقال فإن الهلال نموذج رائع في اعتلاء القمة لكافة الملفات المهمة التي تجعل من كل فريق أو نادٍ لافتا للنظر داخل المستطيل الأخضر وخارجه، حتى اعترف الخصوم قبل المحبين بهذه المعادلة في لحظات (الصفاء والنقاء).
كلما كتبنا هذه الحقيقة يأتي من يعترض علينا بأسطوانة المجاملة والمصلحة، رغم أن الشمس لا تغطى بغربال.
في مواجهة مع واقع مر، لا أملك من أمر محبرتي ما يعينها على احتمال الصدمة، فالمطلوب أن تظلم الهلال حتى تكون قلما منصفا لا يباع ولا يشترى، فظلمه وسلب حقوقه عند البعض «عدالة» ما بعدها عدالة، بل هو احترام للذات والذوق..!
كل ذلك وأكثر، لمجرد إعطاء هذا الهلال - الذي ليس هو بحاجة لا لقلمي المتواضع ولا لألف قلم - حقه الطبيعي مع تحقيق كل لقب، تماما كما هي الأندية الأخرى، فهو كيان يكتب عنه من هم في الصف الأمامي.
«أصحاب نعمة»
يوما بعد آخر تزداد قناعتي أن «كل صاحب نعمة محسود»، والهلاليون أصحاب نعمة، وحتى لا يدخل الشك قلوب أولئك المرضى فأنا لست منهم، لكنني لا أحسدهم بل أغبطهم على إنجازاتهم وبطولاتهم.
«اللقب الـ 65»
اللقب الـ 65 يغني عن أي كلام.. فالرقم مهول، فهو يساوي عدة إنجازات مجتمعة للعديد من الأندية ممن يصنفون من الطبقة العليا.
65 بطولة، وخزينتهم تقول هل من مزيد.
لا يغادر الصف الأمامي، فلم يتعود هذا الأزرق أبدا أن يقف خلف الطابور، هو مَنْ يقطع شريط البدايات والنهائيات.
جمهوره لا يرضى ببطولة واحدة، ولا بلقب كبير، فمطلبه كل الألقاب، فخسارة لقب والحصول على ألقاب أخرى، يعتبر في أدبياتهم فشلا وليس إنجازا، وكأن فريقهم لم يفعل شيئا.
«..وبعدين»
من حق الجميع أن يصرخ «وبعدين» فالهلال يكوش على الألقاب والبطولات، طماع ولا يشبع، هلاله يخالف السنن والقوانين، وقد يظهر في الشهر أكثر من مرة.
«صعب المنال»
يبدو أن هذا الهلال يجعل اللحاق به صعبا، فهو الذي يعيش في الضوء دائما والناي الذي يعزف له لم يكن يوما ما حزينا، حتى قيل عن مشجعيه إنهم من أولئك الذين لم يتعرفوا بعد على الكآبة والأسى والحزن والألم، فهذه المصطلحات لم يدرسوها يوما في أكاديمية الهلال، التي تهتم دائما بتدريس كتب الفرح والسعادة، ومواد لا تخلو من التكيف مع الابتسامة، ومواساة الآخر، فهم عادة مَنْ يواسون الغير، لكثرة ضحاياهم في النهائيات.
إنهم يصرون على السير في أمواج البحر، ربما لأنهم يعشقون اللون الأزرق.. ليستخرجوا لؤلؤة هنا، ولؤلؤة هناك.. إنهم يتحسسون الغالي والنفيس، فيسعون له، ولا يهدأ لهم بال إلا إذا وصلوا إليه.
إنه الهلال وكفى.. فالكلام الزائد عن الأزرق هو ناقص..!!