«ارتفعت عقود الذهب تسليم أبريل بمقدار 9.20 دولار، أو ما يعادل 0.5 % ليستقر عند 1.741.70 دولار للأوقية في بورصة كومكس»
وقال لوكمان أوتونجا، محلل أول للأبحاث في شركة أف أكس تي أم، إن «الذهب وصل بأريحية إلى مستوى أعلى من 1730 دولارًا بسبب الخوف الناتج عن تصريحات بنك الاحتياطي الفيدرالي، والتوترات بين الولايات المتحدة والصين».
وأضاف: «لا يزال المعدن النفيس مدعومًا بتفاؤل السوق الحذر، بينما تستمر حزمة التحفيز التي أقرها الرئيس الأمريكي جو بايدن في التخفيف من خسائر الاتجاه الهبوطي».
وقال أوتونجا لموقع ماركت ووتش: «بالنظر إلى الكيفية التي كرر بها مجلس الاحتياطي الفيدرالي تأكيده على أن أسعار الفائدة لن تتغير في أي وقت قريب، فإن هذا يبشر بالخير بالنسبة للعوائد الصفرية للذهب».
وأضاف إنه ورغم ذلك «فإن التوقعات بارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية يمكن أن تحد من احتمالية الصعود، خاصة عند تحليل الكيفية التي سجلت بها عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات ارتفاعًا جديدًا منذ يناير 2020».
وارتفعت عقود الذهب تسليم أبريل بمقدار 9.20 دولار، أو ما يعادل 0.5 ٪ ليستقر عند 1.741.70 دولار للأوقية في بورصة كومكس، مسجلاً أعلى مستوى إغلاق للعقود النشطة منذ 25 فبراير الماضي، وذلك بحسب بيانات شركة فاكت سيت. وشهدت الأسعار ارتفاعًا أسبوعيًا بنسبة 1.3 ٪، وهو الارتفاع الثاني لها على التوالي.
وقال بيتر توماس، نائب الرئيس الأول في شركة زينار للمعادن النفيسة، إن أسعار الذهب «شقت طريقها صعوديًا هذا الأسبوع، على الرغم من بيع مقتنيات الذهب الضخمة في صناديق التداول بالبورصة»، مضيفًا إن الطلب على المعدن الأصفر في شركة الوساطة التي يعمل بها «جيد». ومع ذلك، قال توماس إن الفضة «هي التي تخرج بسرعة من المنطقة الآمنة في كل مكان».
وانخفضت عقود الفضة تسليم مايو بمقدار 3 سنتات، أو ما يعادل 0.1 ٪، لتصل إلى 26.32 دولار للأوقية، لكنها سجلت ارتفاعًا أسبوعيًا بنسبة 1.5 ٪.
وقال جيمس هاتزيجيانيس، كبير إستراتيجيي السوق في شركة بلوتوس كابيتال الاستتشارية، «شهدنا انتعاشًا في أسعار النفط، وانتكاسة في العائدات، وهذا أمر جيد بالنسبة للذهب». وأضاف - رغم ذلك -: إن «الأمر الذي يتطلعون إليه هو ظهور علامات على انتعاش الطلب في الصين والهند، وأي علامات على انفتاح الاقتصاد في الولايات المتحدة»، وهو ما ينبغي أن يؤدي إلى ارتفاع الذهب.
على الجانب الآخر، استقرت عوائد سندات الخزانة الأمريكية يوم الجمعة الماضي، ووصلت إلى معدل فائدة على السندات لأجل 10 سنوات يبلغ 1.717 ٪ تقريبًا، وذلك بعد الارتفاع إلى أعلى مستوى لها في 14 شهرًا خلال الجلسة السابقة.
وصعدت عائدات السندات يوم الخميس الماضي بعد أن أكد بنك الاحتياطي الفيدرالي على لهجته التحذيرية حول سياسته النقدية في اجتماعه يوم الأربعاء، لكنه أعرب عن قلق ضئيل بشأن أي تشديد للأوضاع المالية. ويمكن أن تشكل العوائد المرتفعة أمرًا سلبيًا بالنسبة للذهب لأنها ترفع من تكلفة امتلاك أصول بدون عوائد.
وكتب المحللون بكوميرزبانك في مذكرة: «حالة الشد والجذب مستمرة بين ارتفاع عائدات السندات - الذي يضغط على الذهب –، والتوتر الموجود في أسواق الأسهم - التي تميل إلى تقديم الدعم -».
وفي غضون ذلك، يجادل بعض المحللين بقولهم إنه رغم ارتفاع عائدات السندات، لا يزال الذهب يتمتع ببعض الجاذبية كخيار للتحوط من التضخم، وذلك بالنظر إلى حزمة الحوافز المالية البالغة 1.9 تريليون دولار التي سنتها إدارة بايدن هذا الشهر، جنبًا إلى جنب مع سياسات التسهيل المالي التي أقرها مجلس الاحتياطي الفيدرالي. وتتوقع تلك السياسات أن تشهد الولايات المتحدة زيادة في معدلات النمو الاقتصادي هذا العام.
وتراجعت المعادن الأخرى المتداولة في بورصة كومكس يوم الجمعة الماضي، حيث ارتفعت عقود النحاس تسليم مايو بنسبة 0.1 ٪، لتصل إلى 4.11 دولار للرطل، ليقلص النحاس بذلك خسارته الأسبوعية إلى 0.6 ٪ فقط، بينما خسرت عقود البلاتين لشهر أبريل 1.4 ٪ من قيمتها، لتصل إلى 1200.10 دولار للأوقية، وتم إغلاق التداول على ارتفاع بنسبة أقل من 0.1 ٪ خلال نفس الأسبوع.
وهبطت عقود البلاديوم تسليم يونيو بمقدار 1.2 %، لتصل إلى 2630.90 دولار للأوقية. وارتفعت الأسعار أكثر من 11 ٪ خلال الأسبوع. واستقرت يوم الخميس الماضي عند أعلى مستوى للعقود النشطة منذ فبراير من العام الماضي؛ بسبب الخوف من تناقص الإمدادات.