«غالبا ما تتقلب أسعار الغاز الطبيعي في الشتاء؛ لأن الطلب في هذا الموسم يعتمد بصفة أساسية على عدد مرات استخدام الناس للدفايات»
«انخفضت الأسعار بأكثر من 25 % عن الذروة التي بلغتها في أواخر أكتوبر، وعانت من أربع انخفاضات يومية بنسبة 6 % على الأقل هذا الشهر»
تتجه أسعار الغاز الطبيعي إلى الانخفاض الشهري الكبير الثاني على التوالي، متأثرة بتوقعات الطقس الأكثر دفئًا من المتوقع، التي تقلل من الطلب على وقود التدفئة.
وعلى الرغم من أنها سجلت انتعاشًا كبيرًا يوم الثلاثاء، إلا أن العقود الآجلة للغاز الطبيعي للشهر الأول انخفضت بنسبة 14.4% هذا الشهر. ويمثل ذلك ثاني انخفاض شهري على التوالي يتخطى نسبة الـ14%، وهو أكبر انخفاض شهري منذ يناير. وانخفضت الأسعار بأكثر من 25% عن الذروة، التي بلغتها في أواخر أكتوبر، وعانت من أربعة انخفاضات يومية بنسبة 6% على الأقل هذا الشهر، وتلك الفترة من التقلبات الضخمة تخللها تراجع يوم الإثنين بنسبة 8.5% وانتعاش يوم الثلاثاء.
وغالبًا ما تتقلب أسعار الغاز الطبيعي في الشتاء؛ لأن الطلب في هذا الموسم يعتمد بصفة أساسية على عدد مرات استخدام الناس للدفايات. ويتم استخدام وقود توليد الطاقة كمصدر رئيسي للحرارة لما يقرب من نصف المنازل في الولايات المتحدة، لذلك عادةً ما يستعد المستثمرون المضاربون لزيادة الطلب وارتفاع الأسعار في الأشهر الباردة من العام.
ولكن على الرغم من ذلك، تُظهر تنبؤات الطقس الأخيرة انتشار درجات الحرارة الأكثر دفئًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة في الأسابيع القليلة المقبلة، مما أدى إلى تلاشي الرهانات الصعودية للغاز الطبيعي وانخفاضات جديدة في الأسعار.
وقال جيم ريتربوش، رئيس شركة استشارات الطاقة ريتربوش آند أسوشيتس في مذكرة: «أصبح من الواضح بشكل متزايد أن السوق سيحتاج إلى عمل تخفيض تدريجي في الأسعار، بسبب مرورنا بشتاء آخر أكثر دفئًا من المعتاد».
وفي ظل تشاؤم توقعات الطلب، خفضت صناديق التحوط والمستثمرون المضاربون الآخرون بشكل مطرد من صافي الرهانات على ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، مما دفعها مؤخرًا إلى أدنى مستوى لها منذ شهر يوليو الماضي، وفقًا لبيانات لجنة تداول السلع الآجلة في الولايات المتحدة.
ويتطلع المتداولون إلى معرفة أرقام المخزونات الحكومية الأسبوعية المقرر إصدارها، اليوم الخميس. وأظهرت أحدث بيانات صادرة عن إدارة معلومات الطاقة للأسبوع المنتهي في 18 ديسمبر الجاري، أن مخزونات الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي كانت أعلى بنسبة 8.4% عن مستوياتها قبل عام، و6.5% أعلى من متوسطها على مدار خمس سنوات لهذا الوقت من العام، وهو مؤشر آخر على أن مخزون الغاز الطبيعي لا يزال وفيرًا.
ويتوقع المحللون استمرار التقلبات في ظل التحوّلات في توقعات الطقس، وأحجام التداول الأقل حجمًا مؤخرًا، التي ظهرت مع اقتراب عطلة الكريسماس ورأس السنة الجديدة.
ويوم الثلاثاء، أغلقت العقود الآجلة لتسليم شهر يناير بنسبة 7% عند 2.467 دولار أمريكي لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وجاء ذلك في اليوم الأخير من النشاط قبل انتهاء صلاحية تلك العقود. وارتفعت العقود الآجلة الأكثر تداولًا لتسليم فبراير بنسبة 5.1٪، لتصل إلى 2.444 دولار.
وفي جزء آخر من قطاع السلع، ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي، يوم الثلاثاء الماضي، بنسبة 0.8%، لتصل إلى 48 دولارًا للبرميل، وبقيت في نطاق التداول الأخير بالقرب من أعلى مستوياتها في 10 أشهر، مع عودة السائقين إلى الطرق بعد الإغلاق الاقتصادي، الذي تم إقراره في أوائل العام.
وبدأت الأسعار هذا العام فوق 60 دولارًا، وانخفضت لفترة وجيزة إلى ما دون الصفر للمرة الأولى على الإطلاق في شهر أبريل الماضي، ثم انتعشت بثبات مع ارتفاع الطلب وتقليص المنتجين العرض.
وساعدت المكاسب الأخيرة في الأسهم والأصول الأخرى ذات المخاطر العالية في دعم النفط، حيث يتوقع المتداولون تعزيز حزم التحفيز المالي والنقدي للاقتصاد العالمي في عام 2021.
