DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

ارتفاع أسعار الكربون رغم الانخفاض القياسي في الانبعاثات

قرار الاتحاد الأوروبي بالحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري أدى لأحدث موجة من انتعاش الأسعار ووضع ائتمانات الكربون على قدم المساواة مع الذهب

ارتفاع أسعار الكربون رغم الانخفاض القياسي في الانبعاثات
ارتفاع أسعار الكربون رغم الانخفاض القياسي في الانبعاثات
قرر الاتحاد الأوروبي خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55 ٪ على الأقل من مستويات عام 1990 بحلول عام 2030. تصوير: سيان غالوب/ جيتي إيمجيز
ارتفاع أسعار الكربون رغم الانخفاض القياسي في الانبعاثات
قرر الاتحاد الأوروبي خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55 ٪ على الأقل من مستويات عام 1990 بحلول عام 2030. تصوير: سيان غالوب/ جيتي إيمجيز
31 %: ارتفاع في سعر ائتمانات الكربون، التي تستخدمها الحكومات في أوروبا للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري
«انجذب اللاعبون الكبار في قطاع السلع إلى سوق الكربون بسبب التوقعات بتحقيق عوائد عالية»
عاشت الائتمانات المرتبطة بانبعاثات الكربون سنة بارزة هذا العام، على الرغم من الانخفاض القياسي في إنتاج محطات الطاقة ومصانع الصلب التي تحتاجها للعمل.
وارتفع سعر ائتمانات الكربون، التي تستخدمها الحكومات في أوروبا للحد من الغازات المسببة للاحتباس الحراري ويتم تداولها من قبل صناديق التحوط والمستثمرين الآخرين، بنسبة 31 ٪ هذا العام، مما جعلها تتقدم على الذهب، باعتبارها أحد أفضل الأصول المرتبطة بالسلع أداءً.
وتم تداول عقود الكربون الآجلة في بورصة إنتركونتيننتال يوم الخميس الماضي مقابل 32.08 يورو للطن، أي ما يعادل 39.08 دولار، وهو أقل بقليل من المستويات القياسية التي سجلتها تلك العقود في وقت سابق من هذا الشهر.
وكان الدافع وراء الانتعاش الأخير هو القرار الجديد الذي اتخذه الاتحاد الأوروبي لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 55 ٪ على الأقل من مستويات عام 1990، بحلول عام 2030. ويتوقع المتداولون أيضًا تشديد اللوائح الخاصة بحرق الوقود الأحفوري لتلبية الهدف الجديد، بما في ذلك تقليل عدد ائتمانات الكربون المتاحة.
وقال أرييل بيريز، كبير تجار الكربون في شركة هارتري بارتنرز لتجارة السلع: «ارتفاع أسعار ائتمانات الكربون يعكس الطموح المستقبلي المتزايد». وأضاف: «كل هذه الإجراءات تقلص العرض بشكل واضح، وانخفاض العرض يؤدي على الأرجح إلى ارتفاع الأسعار.»
وخلال شهر سبتمبر الماضي، رفع بنك مورجان ستانلي توقعاتها لأسعار ائتمان الكربون الأوروبي في عام 2025 إلى 76 يورو من 44 يورو، مما يعني أن البنك يتوقع أن تزيد الأسعار الحالية عن الضعف بحلول منتصف العقد. وقال البنك إن أجندة المناخ الخاصة بالاتحاد الأوروبي لها آثار كبيرة على سعر ائتمانات الكربون.
وانجذب اللاعبون الكبار في قطاع السلع إلى سوق الكربون بسبب التوقعات بتحقيق عوائد عالية. ودخلت البنوك مثل مورجان ستانلي وشركات التداول مثل أنديوراند كابيتال وترافيجورا جميعًا إلى سوق الكربون أو وسعت استثماراتها فيه خلال الأشهر الأخيرة.
ويقول كيسي دواير، مدير محفظة استثمارية ومحلل في شركة أنديوراند كابيتال، إن شركته كانت مهتمة في البداية بالكربون فقط، لأنه يؤثر على أسواق الطاقة الأوسع نطاقًا. وقال دواير: «خلال العام الماضي، أصبحنا مهتمين بديناميكيات الأسعار الأساسية للسوق، حتى نعرف إلى أي مدى يمكن أن ينمو السوق ويصبح أكثر نضجًا؟».
وأطلق الاتحاد الأوروبي برنامجه لتداول الكربون في 2005 كجزء من التزامات بروتوكول كيوتو – وهو بروتوكول يتيح آلياتٍ تشجع الاستثمار في المشروعات المواتية للمناخ -.
وتمنح المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، ائتمانات للبلدان، والتي تقوم بعد ذلك بإجراء مزاد علني لمصنعي الصلب ومحطات الطاقة وغيرهم من الشركات الملوثة للبيئة.
ويعتبر نظام تداول الانبعاثات في الاتحاد الأوروبي الأكبر في العالم. وفي 4 ديسمبر الجاري، بلغت الفائدة المفتوحة - أو العقود المعلقة - على ائتمانات الانبعاثات الأوروبية قيمة قياسية تجاوزت 51.4 مليار يورو، بزيادة الثلث من نفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لبورصة إنتركونتيننتال.
وهناك برامج تداول مماثلة لائتمانات الكربون ولكنها أصغر حجمًا في أمريكا الشمالية، بما في ذلك برنامج يربط قطاعات الطاقة بـ10 ولايات في شمال شرق ووسط المحيط الأطلسي، بالإضافة إلى برنامج يتضمن ولاية كاليفورنيا الأمريكية ومدينة كيبيك في كندا.
وتتوقع جلوبال كربون بروجكت، وهي منظمة بحثية غير حكومية، أن تنخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 7 ٪ في عام 2020، وهو انخفاض يعادل خمسة أضعاف الانخفاض الذي شهده العالم في عام 2009 خلال الأزمة المالية العالمية.
ومع ذلك، فقد ارتفعت أسعار ائتمانات الكربون. وبالإضافة إلى التوقعات بتشديد اللوائح، فهناك عوامل قصيرة الأجل أخرى تدفع الأسعار إلى الانتعاش، وتوضح كيف يمكن للترابط الموجود في صناعة الطاقة أن ينتشر عبر مجموعة من القطاعات.
وفي وقت سابق من هذا العام، نفذت العديد من محطات الطاقة النووية الفرنسية أعمال صيانة أدت إلى توقفها عن العمل. وعزز هذا التوقف، بالإضافة إلى انتعاش النشاط الاقتصادي الذي ظهر بعد انتهاء الإغلاق الوبائي الطلب على الغاز الطبيعي لتوليد الكهرباء.
وارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا بأكثر من خمسة أضعاف منذ مايو الماضي، لتصل إلى 6.10 يورو لكل مليون وحدة حرارية بريطانية، وفقًا لشركة ستاندرد آند بورز جلوبال بلاتس.
ومن المفترض نظريًا أن تدفع أسعار الغاز المرتفعة مولدات الكهرباء إلى التحول للفحم الأرخص والأكثر تلويثًا للبيئة. ولكن نظرًا لأن الفحم يطلق ضعف كمية الكربون التي يطلقها الغاز، فإن محطات توليد الطاقة تحتاج إلى ائتمانات كربونية إضافية لحرقها، مما يؤدي إلى ارتفاع سعر هذه الائتمانات.
وقال تريفور سيكورسكي، رئيس أبحاث الغاز الطبيعي وتحول الطاقة في شركة إنرجي أسبكتس الاستشارية، إن ارتفاع أسعار ائتمانات الكربون يقلل في الواقع من انبعاثات الكربون، من خلال تقليل جاذبية حرق الفحم على الرغم من أن المواد الخام أرخص.
ونتيجة لذلك، انخفض الطلب على الفحم في أوروبا بنسبة 15 ٪ هذا العام وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، بينما ارتفع استخدام المصادر المتجددة مثل الرياح والطاقة الشمسية.
وهناك عامل آخر يدعم انتعاش أسعار ائتمانات الكربون، وهو: التوقف المعتاد لمدة أسبوعين في مزادات الائتمانات نهاية العام، والذي قد يمتد إلى 6 أسابيع، حيث يقوم الاتحاد الأوروبي بإجراء تغييرات فنية على البرنامج.
وقال سيكورسكي: «قامت الشركات الملوثة للبيئة بالحصول على كمية كبيرة من ائتمانات الكربون بالفعل قبل موسم العطلات»، وأضاف: «توقف المزادات لفترة أطول وظهور طقس بارد يعززان الطلب على الغاز الطبيعي، ويمكن أن يؤدي هذا إلى ارتفاع أسعار الكربون».