«ارتفع سعر خام الحديد إلى 176.90 دولار للطن المتري أول أمس الإثنين، وهو أعلى مستوى له منذ سبتمبر 2011»سيدني- وصلت أسعار خام الحديد إلى مستوى قياسي، حيث أدى انهيار أرضي في منجم لخام الحديد بالبرازيل إلى زيادة المخاوف بشأن تناقص العرض بينما يرتفع الطلب الصيني بسرعة.
ويعتبر خام الحديد المكون الرئيسي لصناعة الصلب، وهو أحد السلع الأكثر تداولًا في العالم، كما أنه بين أفضل الأصول أداءً لعام 2020. وهو الآن أقل بـ10 ٪ من السعر القياسي البالغ 193 دولارًا للطن، والذي تم الوصول إليه في فبراير 2011.
وأثار الانهيار الأرضي في منجم فالي الأسبوع الماضي، والتابع لشركة فالي إس إيه، والذي أدى إلى مقتل عامل واحد، إلى اندلاع مخاوف جديدة بشأن تراجع إمدادات الحديد الخام الصادرة من البرازيل.
أيضًا، لم تتعاف شحنات الحديد الخام الصادرة من البرازيل بالكامل – والتي تعتبر ثاني أكبر مصدر لخام الحديد بعد أستراليا - بعد من الانهيارات السابقة لسد كان يستخدم لجمع النفايات، والاضطرابات المرتبطة بالوباء في مرافق الموانئ والسكك الحديدية.
وقالت شركة فالي إن مدينة برومادينيو، في ولاية ميناس جيرايس البرازيلية، حيث يقع منجم كوريغو دو فيجاو، علقت رخصة تشغيل الشركة لمدة سبعة أيام. وعانت نفس المنطقة من البلاد من انفجار سد في عام 2019، مما أسفر عن مقتل 270 شخصًا.
وقال دانييل هاينز، كبير إستراتيجيي السلع في مؤسسة أستراليا آند نيوزيلندا بانكينج جروب المحدودة: «نظرًا لقرب الانهيار الأرضي من المكان الذي حدث فيه الانهيار الأصلي للسد، أصبح السوق قلقًا بشكل متزايد من أن شركة فالي قد لا تستطيع إنتاج كمية الحديد الخام التي أعلنت عنها مؤخرًا، والتي تم تخفيضها من المستويات السابقة بالفعل».
وقال هاينز إن السوق تأثر بالسلب هذا الشهر عندما قالت فالي إنها ستفشل في الوصول لمستوى الإنتاج السابق في عام 2020، مع تحديد مستوى إنتاج مستهدف أقل بكثير من توقعات المحللين لعام 2021. وتنتج فالي حوالي 20 ٪ من خام الحديد في العالم الذي يتم تداوله عن طريق البحر.
وهناك أيضًا مخاوف بشأن الإمدادات من أستراليا مع اقتراب البلاد من موسم الأعاصير السنوي، في حين أن الصين - أكبر مشتر لخام الحديد على مستوى العالم – وضعت مجموعة من التعريفات الجمركية على السلع الأسترالية من الفحم إلى المشروبات، إضافة إلى مجموعة من القيود الأخرى على الواردات، وذلك كجزء من النزاع الدبلوماسي الكبير بين الدولتين.
وقال هاينز: «لا عجب في أن الأسعار بدأت ترتفع في السوق حاليًا، بسبب بالقلق من مخاطر نقص المعروض».
وقالت الحكومة الأسترالية في تقرير نشر يوم الإثنين الماضي، إن حزم التحفيز في الصين والسعر المنخفض نسبيًا للفحم المعدني، الذي يستخدم أيضًا في صناعة الصلب، منحا المصانع المرونة اللازمة لدفع المزيد مقابل الحصول على خام الحديد.
وتنتج الصين أكثر من نصف إنتاج الصلب في العالم، وتقوم بإنتاجه بمعدلات شبه قياسية مؤخرًا. وبلغ إجمالي إنتاجها من الصلب الخام 92.2 مليون طن في أكتوبر، بزيادة 13 ٪ عن نفس الشهر قبل عام، وفقًا لاتحاد الصلب العالمي. وتم نشر بيانات نوفمبر في وقت لاحق أمس الثلاثاء – بعد ترجمة هذا المقال -.
ورفع عدد من المحللين توقعاتهم لخام الحديد في الأسابيع الأخيرة انتعاش ارتفاع الأسعار.
ورفعت جي بي مورجان توقعاتها للأسعار لعام 2021 بنسبة 20 ٪ ليصل إلى 126 دولارًا للطن، مستشهدة بإنتاج الصلب القوي في الصين، وتوقعات الإنتاج الأضعف من المتوقع من فالي.
وكتب ليندون فاجان المحلل في جيه بي مورجان في مذكرة بتاريخ 14 ديسمبر الجاري: «تستمر بيانات الصين في التحسن».
وسجلت مقاييس النشاط التصنيعي وغير التصنيعي في الصين مؤخرًا أعلى مستوياتها في 3 و8 سنوات على التوالي، مما يشير إلى توسيع نطاق الانتعاش في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
ويقول المحللون إن المضاربين قاموا بتأجيج الارتفاع. وتوقعت مجموعة جنيفرز فاينانشيال جروب في 10 ديسمبر أن سعر خام الحديد سيبلغ ذروته بين 180 دولارًا و200 دولار للطن في الربع الأول من عام 2021.
ومع ذلك، قال صمويل بورمان المحلل في كابيتال إيكونوميكس، إن سعر خام الحديد الذي يستخدم في صناعة الصلب يجب أن يتراجع في العام المقبل مع تراجع الطلب الصيني وتعافي الإمدادات. ويتوقع أن يعود السعر إلى 100 دولار للطن بنهاية العام المقبل.
ووافق بنك سيتي جروب بورمان في توقعاته بالنسبة لأسعار نهاية عام 2021، على الرغم من أن البنك يتوقع أن يظل خام الحديد أعلى بكثير من ذلك خلال الأشهر القليلة المقبلة، بسبب النقص في العرض. وقال بنك سيتي في مذكرة: «الفوائض المتوقعة بعد عام 2022 يجب أن تتسبب في هبوط الأسعار من المستويات المرتفعة الدورية لخام الحديد».
