DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

«بايدن» وحساب الإرهاب

الاستثمارات الاقتصادية الصغيرة تساعد في منع الانحرافات السياسية الكبيرة لاحقا

«بايدن» وحساب الإرهاب
«بايدن» وحساب الإرهاب
أشخاص يحضرون جنازة للقتلى على أيدي مسلحي بوكو حرام المشتبه في قيامهم بهجوم زابارمار بنيجيريا، الأحد، 29 نوفمبر 2020. تصوير: جوسي أولا/ أسوشيتد برس
«بايدن» وحساب الإرهاب
أشخاص يحضرون جنازة للقتلى على أيدي مسلحي بوكو حرام المشتبه في قيامهم بهجوم زابارمار بنيجيريا، الأحد، 29 نوفمبر 2020. تصوير: جوسي أولا/ أسوشيتد برس
«الأثر الاقتصادي العالمي للإرهاب بلغ 16.4 مليار دولار أمريكي في عام 2019»
بعد مرور عقدين على أحداث 11 سبتمبر، أصبحت واشنطن مهتمة بمنافسة القوى العظمى أكثر من اهتمامها بمكافحة الإرهاب وهو أمر مفهوم ومنطقي. لكن تقريرًا صادرا عن معهد الاقتصاد والسلام (IEP) نشر مؤخرًا يذكرنا بأن الجماعات الإرهابية لا تزال تشكل كارثة عالمية.
ويمكن تحليل أبرز نقاط التقرير كالآتي:
أولاً، هناك بعض الأخبار السارة في التقرير، ففي عام 2019، انخفض عدد القتلى بسبب الإرهاب حول العالم للعام الخامس على التوالي، وفقًا لمؤشر الإرهاب العالمي التابع لمعهد الاقتصاد والسلام. وانخفضت الوفيات بنسبة 59 ٪ بين عامي 2014 والعام الماضي، لكن ما يقرب من 14 ألف شخص ماتوا في حوادث إرهابية.
وبينما يتصاعد الإرهاب السياسي اليميني المتطرف، يشير التقرير إلى أنه بشكل عام أصبح أقل فتكًا من الإرهاب الإسلامي وأن «العدد المطلق لهجمات اليمين المتطرف لا يزال منخفضًا».
وأحد أسباب انخفاض الوفيات هو أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية جعل العالم أكثر أمانًا. وقال التقرير إن هناك 942 قتيلاً سقطوا في أكثر من 339 هجوماً تابع للتنظيم في عام 2019. وهذه هي المرة الأولى التي يكون فيها داعش مسؤولاً عن أقل من 1000 حالة وفاة سنويًا، منذ أن نشط التنظيم في عام 2013.
ووفقًا للتقرير، فإنه «على الرغم من انخفاض نشاط داعش في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلا أن الجماعات التابعة لتنظيم داعش لا تزال نشطة في جميع أنحاء العالم، وأصبحت بارزة بشكل خاص في جنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا»، واستخدم التقرير اختصار ISIL لوصف تنظيم داعش بدلًا من ISIS.
وقال التقرير: «أدى توسع الجماعات التابعة لداعش في أفريقيا جنوب الصحراء إلى تصاعد الإرهاب في العديد من البلدان في المنطقة، كما أن سبعة من الدول العشر التي شهدت أكبر زيادة في الإرهاب كانت في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى».
وقد يتساءل الأمريكيون بشكل مفهوم لماذا يجب أن يهتموا بالهجمات الجهادية في إفريقيا؟. والإجابة هي أن أكبر تهديد تمثله الجماعات الإرهابية مثل داعش والقاعدة هو تهديدهم لحياة الأبرياء في كل مكان بالعالم.
لكن هناك تكاليف اقتصادية كبيرة للإرهاب أيضًا. ويقدر التقرير أن «الأثر الاقتصادي العالمي للإرهاب بلغ 16.4 مليار دولار أمريكي في عام 2019». وهذا رقم أقل من الواقع ولا يتضمن التأثيرات غير المباشرة للإرهاب على الأعمال والاستثمار.
وتملك الولايات المتحدة مصالح تجارية كبيرة في جميع أنحاء أفريقيا، وسوف تنمو أكثر كلما نما اقتصادها.
أيضًا، يمثل الإرهابيون خطرا على الأمريكيين الذين يعيشون ويعملون هناك، فعلى سبيل المثال أنقذت القوات الأمريكية هذا العام أمريكيا مخطوفا في نيجيريا، هدد خاطفوه ببيعه للمتطرفين.
ليس هذا وحسب، حيث «تكون المجموعات الإرهابية مثل داعش خطيرة خارج المناطق التي يسيطرون عليها»، وتعلمت الولايات المتحدة هذا الدرس بالطريقة الصعبة، حيث أدى انسحاب باراك أوباما عام 2011 من العراق إلى ظهور داعش. وعاد الآلاف من القوات الأمريكية لبلادهم بعد أن بدأت المجموعة بقطع رؤوس الغربيين، وشن أو نشر الفكر المتطرف وراء الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة وأوروبا.
وأفضل طريقة لمنع عودة ظهور داعش والجماعات الإرهابية الأخرى في الشرق الأوسط وأفريقيا، والتي تستلزم نشر مجموعات كبيرة من القوات الأمريكية لتأمين تلك المنطقة، هو إرسال مساعدات صغيرة للحكومات المحلية والدول الغربية الأخرى. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في رسالة تم بعثها في يونيو الماضي إلى قادة الكونجرس، إن القوات الأمريكية تقوم بذلك في النيجر والصومال واليمن بالفعل، من بين دول أخرى.
وحاول ترامب أيضًا إنهاء ما يعرف باسم «الحروب الأبدية» في المنطقة، لكن الجهاد الأبدي لن ينتهي بمجرد خروج القوات الأمريكية من المنطقة. وأشار ترامب في رسالته إلى أن مهمة القوات الأمريكية بشكل عام هي «تسهيل عمليات مكافحة الإرهاب، التي تقوم بها القوات الشريكة للولايات المتحدة، ولا تشمل المشاركة الروتينية في القتال».
ختامًا، يمكن القول إن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن وفريقه للسياسة الخارجية حريصون على التركيز أكثر على قضايا مثل تغير المناخ والصين. ولا يجب أن تكون مكافحة الإرهاب على رأس جدول أعمال الرئيس الجديد، ولكن على الأقل يجب أن تكون بين القضايا التي يهتم بها في القريب العاجل.