١.٢ مليون أوقية: الزيادة المتوقعة في الطلب على البلاتين هذا العام، وفقا لتنبؤات مجلس الاستثمار العالمي للبلاتين
«ارتفع سعر البلاتين بنسبة 14 ٪ حتى الآن هذا الشهر، على الرغم من انخفاضه بنسبة 0.5 ٪ يوم الجمعة الماضي، ليصل إلى 964.80 دولار للأونصة»يجذب البلاتين اهتمامًا متزايدًا من المستثمرين، حيث تسببت سياسات تشجيع الطاقة النظيفة إلى جانب تراجع الذهب، في رفع الطلب على البلاتين.
وقال كيريل كيريلينكو، محلل المعادن الثمينة في مجموعة سي أر يو، إن تعهّد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بإنفاق 2 تريليون دولار على الطاقة الخضراء أدى إلى ارتفاع أسعار البلاتين في الأسابيع الأخيرة.
وقال إن المعدن، الذي يملك استخدامات صناعية، وجذب طلبًا كبيرًا من المستثمرين، سيستفيد على المدى الطويل من التوجّه العالمي نحو مصادر الطاقة المتجددة.
وفي الوقت نفسه، تذبذب الذهب هذا الشهر، حيث عززت النتائج الواعدة من تجارب لقاح كوفيد-19 التوقعات الاقتصادية العالمية، وقلّصت الطلب على أصول المعدن الأصفر الذي يُعدّ ملاذًا آمنًا. وتراجع سعر المعدن النفيس - الذي سجل أعلى مستوى له في الصيف - خلال الأسبوع الماضي بنسبة 4.8٪، ليصل إلى 1.781.90 دولار، وهو أدنى مستوى تسوية يسجله منذ الأول من يوليو الماضي.
ودفع هذا المستثمرين إلى البحث عن معادن ثمينة أخرى للاستثمار فيها مثل البلاتين، مراهنين على أن أسعار هذا المعدن النفيس يمكن أن ترتفع مستقبلًا.
وقال ستيفن دن، رئيس الصناديق المتداولة في البورصة في أبردين ستاندرد إنفستمنتس: «البلاتين لديه توقعات نمو طويلة الأجل مقارنة بالذهب، ونحن لا نزال في المراحل الأولى من ارتفاع أسعاره». وأضاف: «بالمقارنة مع الذهب، هناك شعور بأن المعدن الأصفر في المراحل الأخيرة من مسار نموه».
وقبل أقل من 10 سنوات، كان البلاتين أغلى المعادن الثمينة. ويتم استخدام البلاتين كنوع في المحفزات التلقائية، التي تعمل على تصفية الانبعاثات الضارة من عوادم السيارات، وقد دفع سعره المرتفع العديد من صانعي السيارات للبحث عن بدائل أرخص له مثل البلاديوم. والآن يتم استخدام كلا المعدنين في المحولات المحفزة.
وأدى انخفاض الطلب من صانعي السيارات على البلاتين إلى فائض في المعدن في السنوات الأخيرة. وتراجعت أسعار البلاتين بسبب ذلك، وظلت ثابتة إلى حد كبير منذ عام 2015.
لكن جائحة فيروس كورونا المستجد أدت إلى أحدث زعزعة في ديناميكية العرض والطلب على المعدن، ومن المتوقع أن تؤدي إلى نقص قياسي في البلاتين هذا العام.
ورغم أن الطلب من صانعي المجوهرات والسيارات على البلاتين تراجع بشدة، إلا أن أزمة الوباء تسببت في انجذاب المستثمرين إلى ضخ أموالهم في الأصول الآمنة بما في ذلك المعادن الثمينة.
وارتفع إقبال المستثمرين الأسبوع الماضي على العقود الآجلة للبلاتين بشكل قياسي خلال أقل من عام، وفقًا لبيانات من لجنة تداول السلع الآجلة.
وتأثرت إمدادات البلاتين - التي تأتي بشكل أساسي من المناجم في جنوب إفريقيا - بشدة بسبب عمليات الإغلاق الصارمة هذا العام.
وتوقع مجلس الاستثمار العالمي للبلاتين، وهو مجموعة صناعية، الأسبوع الماضي أن يتجاوز الطلب على البلاتين هذا العام بمقدار 1.2 مليون أوقية. ويتم استخدام ما بين 7 ملايين و8 ملايين أوقية من المعدن كل عام.
في الوقت نفسه، يركّز المستثمرون على الدور الذي يلعبه البلاتين في التوجّه العالمي نحو الطاقة الخضراء، حيث تولد تقنية الهيدروجين المتجدد غازًا قابلًا للاحتراق من الماء وتخزّنه في خلايا وقود، يمكن استخدامها لتزويد المنازل والمركبات بالطاقة. ويلعب البلاتين دورًا رئيسيًا في هذه العملية، سواء في التحليل الكهربائي ـ عملية اشتقاق الهيدروجين من الماء ـ أو في خلايا الوقود الذي تستخدمه.
وتعهّد الاتحاد الأوروبي في وقت سابق من هذا العام بجعل الهيدروجين المتجدد جزءًا رئيسيًا من الصفقة الخضراء الأوروبية، والتي تهدف إلى جعل منطقة اليورو محايدة للكربون بحلول عام 2050. أيضًا قالت الصين إنها تهدف إلى تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2060، ومن المتوقع أن تستثمر في طاقة الهيدروجين.
وقال تريفور ريموند، رئيس الأبحاث في مجلس الاستثمار العالمي للبلاتين، إن احتمالية انتعاش الطلب على البلاتين بسبب استخدامه في تكنولوجيا الهيدروجين، إلى جانب نقص الإمدادات، تشير إلى توقعات أكثر تفاؤلًا بزيادة الطلب على البلاتين خلال سنوات.
وقال ريموند: «لم تكن هناك توقعات بزيادة الطلب بهذا الحجم على البلاتين منذ عدة سنوات، لكننا أكثر تفاؤلًا الآن».
ويمكن أن تكون كميات البلاتين المستخدمة في تكنولوجيا الهيدروجين كبيرة. ويقدّر كيريلينكو أن السيارة التي تعمل بخلية وقود الهيدروجين تتطلب ما يقرب من أربعة أضعاف البلاتين المستخدم حاليًا في السيارة التي تعمل بالديزل مع محفز تلقائي من البلاتين.
وعلى عكس المحفزات التلقائية، التي يمكن أن تستخدم البلاديوم أو البلاتين، يمكن استخدام البلاتين فقط في خلايا وقود الهيدروجين.
وقال كيريلينكو: «اقتصاد الهيدروجين يتطلب خلايا وقود.. وخلايا الوقود تحتاج إلى البلاتين».
ويراقب المستثمرون السوق أيضًا لمعرفة ما إذا كانت شركات صناعة السيارات ستعود إلى استخدام البلاتين في صناعة محفزاتها التلقائية. وقال ستيفن دن إن الأسعار الحالية توفر حافزًا ماليًا قويًا لعودة تلك الشركات لاستخدام البلاتين، مما قد يؤدي إلى زيادة الطلب.