DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

هواوي تعاني من الإجهاد بسبب ضغط الولايات المتحدة على سوق الرقائق

تباطؤ في نمو إيرادات شركة التكنولوجيا العملاقة وتحديات بسلسلة التوريد

هواوي تعاني من الإجهاد بسبب ضغط الولايات المتحدة على سوق الرقائق
هواوي تعاني من الإجهاد بسبب ضغط الولايات المتحدة على سوق الرقائق
أعلنت هواوي عن تباطؤ نمو الإيرادات في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي (تصوير: أليكس تاي/ زوما برس)
هواوي تعاني من الإجهاد بسبب ضغط الولايات المتحدة على سوق الرقائق
أعلنت هواوي عن تباطؤ نمو الإيرادات في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي (تصوير: أليكس تاي/ زوما برس)
«أنشأت الإدارة الأمريكية حصارا تتحكم من خلاله فيما يمكن أن تفعله هواوي وما لا تستطيع فعله».. بيير فيراجو - رئيس البنية التحتية للاتصالات في شركة نيو ستريت ريسيرش
هونج كونج يتصاعد الضغط على شركة هواوي تكنولوجيز الصينية، مع تباطؤ النمو وزيادة القيود الأمريكية المشددة على إمداداتها من الرقائق، وتزايد عدد الدول التي ترفض استخدام معدات الجيل الخامس التي تصنعها الشركة.
وأبلغت شركة التكنولوجيا العملاقة، التي يقع مقرها في مدينة شنتشن الصينية، عن تباطؤ في نمو الإيرادات للأشهر التسعة الأولى من العام، يوم الجمعة الماضي، بعد يوم من كشفها النقاب عن أحدث هاتف ذكي لها، والذي تقول هواوي إنه قد يكون آخر طراز يعمل على الرقائق المتقدمة التي صممها مهندسو الشركة.
وأمضت هواوي ما يقرب من ستة أسابيع الآن وهي غير قادرة على الوصول إلى السوق العالمية لرقائق الحوسبة، بعد حظر إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تصدير الرقائق لهواوي دون ترخيص.
وأجبر الحظر الأمريكي شركة هواوي على الاعتماد على المخزون الموجود لديها من الرقائق لبناء هواتفها الذكية، ومعدات الاتصالات التي يقول المحللون إنها قد تنفد بحلول منتصف العام المقبل، ما لم يكن هناك إرجاء للحظر من جانب واشنطن.
وقال بيير فيراجو، رئيس البنية التحتية للاتصالات في شركة نيو ستريت ريسيرش: «أنشأت الإدارة الأمريكية حصارًا تتحكم من خلاله فيما يمكن أن تفعله هواوي وما لا تستطيع فعله».
وقالت هواوي إن إيراداتها في الأشهر التسعة الأولى من العام ارتفعت بنسبة 9.9٪ لتصل إلى 671 مليار يوان، أو نحو 100 مليار دولار. وكان هذا تباطؤًا عن وتيرة النمو البالغة 24٪، التي سجّلتها الشركة في نفس الفترة من العام الماضي.
وقالت الشركة إن نتائجها «تلبّي التوقعات بشكل أساسي». وبالنسبة للربع الثالث وحده، تباطأ نمو الإيرادات بشكل أكثر حدة إلى 3.7٪، انخفاضًا من 27٪ في الربع نفسه من العام الماضي.
والمشكلة الأكثر تحديًا بالنسبة لهواوي الآن هي عدم قدرتها على الحصول على الرقائق، والتي تعتبر العمود الفقري تقريبًا لكل منتج تبيعه الشركة. وخلال الصيف الماضي، أعلنت وزارة التجارة الأمريكية عن قواعد جديدة تمنع أي شركة من بيع الرقائق المصنوعة باستخدام التكنولوجيا الأمريكية إلى هواوي، اعتبارًا من 15 سبتمبر الماضي. مع العلم أنه تقريبًا كل الرقائق الحديثة يدخل في تصنيعها بشكل أو بآخر الأجهزة أو البرامج الأمريكية.
وسارعت هواوي إلى تخزين الرقائق قبل الموعد النهائي لبدء الحظر. وفي الشهر الماضي، قال جيو بينج نائب رئيس مجلس إدارة شركة هواوي، إن «العدوان المتواصل من الولايات المتحدة وضع الشركة تحت ضغط كبير». وقال إن الشركة لديها مخزون كافٍ من الرقائق لتزويد أعمالها بمعدات الاتصالات اللازمة لشبكات الهاتف، لكنه قال إنها تبحث عن طرق لتوفير المواد اللازمة لصناعة الهواتف الذكية. وأضاف: «استمرار أعمال الشركة هو هدفنا الرئيسي».
ومن المؤكد أن هواوي لا تزال تحقق أرباحًا على الرغم من الإجراءات الأمريكية المشددة، وبهامش صافٍ قدره 8٪ هذا العام، وأكثر من 50 مليار دولار نقدًا، واستثمارات قصيرة الأجل في نهاية عام 2019. وتجاوزت وتيرة نمو إيرادات هواوي بالربع الثالث معدلات نمو شركة إريكسون إيه بي المنافسة لها، والتي أعلنت، يوم الأربعاء الماضي، عن نسبة نمو تبلغ 1٪.
ولا تزال هناك تحديات كبيرة تلوح في الأفق أمام هواوي. وقال مسؤول بوزارة التجارة الأمريكية إن الولايات المتحدة غالبًا ستمنح تراخيص تصدير الرقائق للشركات التي لا تؤثر منتجاتها على الأمن القومي الأمريكي، مثل أجهزة التوجيه القديمة للهواتف المحمولة، وهي سياسة يمكن أن تهدد مستقبل أعمال هواوي في تصنيع شبكات الجيل الخامس.
وقال جيو إن هواوي ستشتري وتستخدم شرائح أمريكية إذا حصل الموردون على التراخيص. وقالت بعض الشركات، مثل شركة إنتل، إنها حصلت على تراخيص بالفعل، بينما قالت شركات أخرى إنها قدمت طلبات للحصول على الترخيص، وامتنع متحدث باسم إنتل عن تحديد المنتجات التي تسمح بها تلك التراخيص.
ويوم الخميس الماضي، لفتت شركة هواوي النظر إلى التحديات التي تواجهها، خلال إطلاق أحدث هواتفها الذكية فورتي ميت Mate 40. وأشاد ريتشارد يو، رئيس قطاع المستهلكين في الشركة، بقدرات الكاميرا في الهاتف الجديد، وقال إن رقاقة العلامة التجارية «كيرين» المصنوعة داخليًا، والتي تعمل على تشغيل الهاتف تحتوي على ترانزستورات أكثر من شريحة آيفون 12 المماثلة. ومع ذلك، أقر يو بأن الجهاز سيكون على الأرجح آخر جهاز مدعوم برقائق هواوي الخاصة. ويتم تصنيع رقائق كيرين بواسطة شركة تايوان سيمي كونداكتور لتصنيع أشباه الموصلات، والتي يُحظر عليها تزويد هواوي بالرقائق الآن بموجب القواعد التي وضعتها إدارة واشنطن، ولا يوجد مورد بديل جاهز أمام هواوي لاستيراد الرقائق الجديدة.
وخلال الأسبوع الماضي، أعلن «سي سي وي» الرئيس التنفيذي لشركة تايوان سيمي كونداكتور لتصنيع أشباه الموصّلات أن الشركة ملتزمة بالقيود الأمريكية، ووصف التقارير التي تفيد بأن شركته حصلت على ترخيص لتزويد هواوي برقائق جديدة، بأنها: «تكهّنات لا أساس لها».
وتظهر علامات الإجهاد الأخرى على هواوي بشكل واضح. ففي الربع الثاني، تفوقت هواوي على شركة سامسونج إلكترونيكس لتصبح أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم، ولكن هذا التفوق كان مدفوعًا بزيادة نسب الشراء الكبيرة بين المستهلكين الصينيين، بينما تراجعت المبيعات بين المشترين في الخارج بشدة.
وقال مو جيا، المحلل بشركة كاناليز المتخصصة برصد تطورات السوق، إنه في الربع الثالث، تراجعت مبيعات الهواتف الذكية لهواوي بالصين وخارجها. وتمثل أجهزة الهواتف المحمولة الاستهلاكية أكثر من نصف عائدات هواوي.
وقال جيا: «حتى داخل السوق المحلية الصينية، ستعاني هواوي للحفاظ على حصتها السوقية». وإذا طرحت الشركة إصدارًا جديدًا آخر هذا العام، فسيعني ذلك أن هواوي ستطرح هواتف أقل العام المقبل، خاصة إذا استمرت الولايات المتحدة بفرض عقوباتها على الشركة.
وبالمثل، يتعرض قطاع تصنيع معدات الاتصالات الخاص بشركة هواوي للضغط. وكانت هواوي أكبر بائع لمعدات الاتصالات في النصف الأول من العام، بنسبة 31٪ من السوق، وفقًا لشركة أبحاث السوق ديلورو جروب. لكن جزءًا كبيرًا من هذه الحصة يأتي بسبب مكانة هواوي الريادية في السوق الصيني، حيث تسيطر الشركة على ما يصل لـ60٪ من سوق شبكات الجيل الخامس، وفقًا لتقدير شركة جيفريز. وهذا الأسبوع، انضمت حكومة السويد إلى المملكة المتحدة ودول أخرى في منع هواوي من طرح شبكات الجيل الخامس داخل دولها.
وقال ستيفان بونغراتز، نائب الرئيس في ديلورو، إن أكثر من 12 دولة تمثل ما يقرب من ثلث سوق معدات الاتصالات تفكر في التخلص التدريجي من معدات هواوي. واعترضت شركة هواوي على تأكيدات الولايات المتحدة بأن معداتها غير آمنة، أو يمكن أن تستخدمها إدارة بكين بأغراض التجسس.
وقال بونغراتز: «الحقيقة هي أن هواوي تخسر فرصة إقامة شبكات الهاتف المحمول الجديدة في مجموعة كبيرة من البلدان».