«إلى أن تفتح بكين مناطق سكن التبت والإيغور أمام الجميع، سيكون لدى العالم الحق في الاعتقاد بأن النظام الصيني يخفي شيئا ما هناك»تسبب اضطهاد الحزب الشيوعي الصيني لمسلمي الإيغور في شينجيانغ في تشويه صورة الصين، وتعقيد علاقتها مع عددٍ لا يُحصى من البلدان. لكن رغم تلك الانتقادات، تمّ نشر تقرير جديد من مؤسسة جيمستاون، يوم الثلاثاء الماضي، يؤكد أن بكين توسّع نطاق هذا القمع، من خلال استخدام بعض الأساليب القسرية نفسها مع سكان التبت ـ وهي منطقة ذاتية الحكم داخل الصين -.
ويقول أدريان زينز Adrian Zenz، وهو أحد المبلّغين المبكرين عن المخالفات في منطقة شينجيانغ: «يظهر في هذا المخطط القاسي التشابه الوثيق بين ما تفعله الحكومة الصينية مع سكان التبت ونظام التدريب المهني القسري، ونقل العمالة الذي تمّ تأسيسه في منطقة شينجيانغ مع مسلمي الإيغور»، ويعتمد تقرير زينز على وثائق الحكومة الصينية ومنشورات وسائل الإعلام الحكومية.
ويوضح التقرير: «أن تجاهل رفض التبتيين لنقل العمالة هو جزء لا يتجزأ من آلية القمع الصينية بأكملها». وينقل التقرير عن الوثائق الحكومية الصينية قولها: «إن الإدارة الصارمة والنمط العسكري لعملية التدريب المهني يجعلان الجماهير تلتزم بالانضباط، وتعزز باستمرار وعيهم الوطني، وتصلح تفكيرهم المتخلف».
ويشير التقرير إلى أن مخطط نقل العمالة في التبت «يحتمل أن يكون أقل قسرية مما هو عليه في شينجيانغ». ويضيف: «مع ذلك عندما يكون نقل المدنيين إلى القوات العسكرية بحجة انتشالهم من الفقر المدقع بلا قيود، فلا يمكننا التأكد من أن المواطنين لا يتعرضون للإكراه، وأنهم أقدموا للانضمام للقوات العسكرية تطوعًا». وذكرت وكالة رويترز أنها أيّدت بشكل مستقل الوثائق والأدلة التي جمعها زينز.
وقالت وزارة الخارجية الصينية في تصريح لوكالة رويترز: «ما يسمّيه هؤلاء الأشخاص ذوو الدوافع الخفية بالعمل القسري ببساطة غير موجود. ونأمل أن يميّز المجتمع الدولي بين الصواب والخطأ، وأن يحترم الحقائق، وألا ينخدع بالأكاذيب».
ولكن إذا كان هذا صحيحًا، فلماذا لا يتم السماح للصحفيين الدوليين وغيرهم بالتجوّل في شينجيانغ والتبت ومعسكرات العمل ليروا بأنفسهم؟، حيث تحظر إدارة بكين عمل المراسلين الأجانب في التبت. ويمكن للمواطنين الأجانب الآخرين الدخول فقط، بعد الحصول على موافقة الحكومة. وإلى أن تفتح بكين هذه الأماكن أمام الجميع، سيكون لدى العالم الحق في الاعتقاد بأن النظام الصيني يخفي شيئًا ما هناك.