وكسبت العقود الآجلة للبنزين الأمريكي تسليم سبتمبر 6.5 ٪ من سعرها لتصل إلى 1.3671 دولار للغالون الواحد في بورصة نيويورك التجارية، مسجلة أكبر تقدم في يوم واحد منذ منتصف مايو الماضي، وأنهت العقود الآجلة مكاسب اليوم عند أعلى مستوى لها منذ 6 مارس الماضي.
وفي الوقت نفسه، ارتفعت العقود الآجلة للنفط الخام الأمريكي لتسليم أكتوبر بنسبة 0.7 ٪ لتصل إلى 42.62 دولار للبرميل، بينما ارتفع خام برنت، المقياس العالمي لأسعار النفط، بنسبة 1.8 ٪ ليصل إلى 45.13 دولار للبرميل. وبذلك تكون أسعار الطاقة قد قلصت بعض انخفاضاتها لعام 2020، والتي نتجت عن انتشار فيروس كورونا في الأسابيع الأخيرة، لكنها لا تزال أقل بكثير من المستويات التي بدأت بها العام.
ويتمركز أكثر من 15 ٪ من إنتاج النفط في الولايات المتحدة بمنطقة ساحل الخليج، ويوجد هناك ما يقرب من نصف مصافي التكرير الأمريكية. وهذا يعني أن الإغلاق المؤقت لمنشآت الإنتاج قد يؤثر على العرض، وفقًا لكوميرز بنك Commerzbank.
وقبل العاصفتين، تم إغلاق أكثر من نصف إنتاج النفط في المنطقة يوم الأحد الماضي، وفقًا لمكتب السلامة وإنفاذ البيئة.
وقال أولي هانسن Ole Hansen، رئيس إستراتيجية السلع الرئيسية في ساكسو بنك Saxo Bank: «هناك بعض المخاوف بشأن مرور الأسواق بأسبوع متقلب محتمل بالنسبة لأسعار النفط». وأضاف: «باستثناء منطقة الشرق الأوسط، فإن ساحل الخليج الأمريكي هو بالفعل أهم مركز للطاقة في العالم.»
وحذر خبراء الأرصاد من أن العاصفة الاستوائية التي تسمى «لورا»، والتي من المتوقع أن تصل إلى اليابسة اليوم الأربعاء أو غدا الخميس في لويزيانا أو تكساس، قد تتطور إلى إعصار قوي. وتأتي هذه العاصفة في أعقاب العاصفة الاستوائية «ماركو»، التي كانت تقترب من ساحل لويزيانا بعد ظهر يوم الإثنين ويمكن أن تجلب فيضانات إلى المنطقة.
وبالإضافة إلى وقف إنتاج النفط، قامت الشركات بتأمين المصافي ومصانع البتروكيماويات في المنطقة. ومع ذلك، قال بعض المحللين إن زيادة الأسعار الناجمة عن العاصفة من المرجح أن تكون قصيرة الأجل. ولا تزال مخزونات النفط المتاحة مرتفعة، وتوقعات الطلب غير مؤكدة، حيث يضغط انتشار فيروس كورونا على قطاع السفر، ويقلل من الحاجة إلى الوقود.
وقال تاماس فارجا Tamas Varga المحلل لدى شركة بي في إم أويل أسوشييتس PVM Oil Associates للسمسرة: «لقد شهدنا انخفاضًا خطيرًا في الطلب على النفط الأمريكي». وأضاف متطلعًا إلى التقرير الأسبوعي عن مخزونات النفط الخام والوقود، المقرر تقديمه من وزارة الطاقة اليوم الأربعاء: «إذا ظهر لدينا نفس النوع من البيانات -التي تشير إلى انخفاض الطلب وزيادة العرض - هذا الأسبوع، فهذا لن يبشر بالخير بالنسبة لأسعار النفط مستقبلًا».
ومن المرجح أن يؤثر ظهور حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا على النشاط الاقتصادي على مستوى العالم، مما يبقي زيادة الأسعار محدودة، حتى مع توقع الإدارة الأمريكية الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي نوا NOAA أن هذا العام سيشهد موسم أعاصير أكثر نشاطًا من المعتاد في المحيط الأطلسي.
وقال يوجين واينبرج Eugen Weinberg، رئيس أبحاث السلع الأساسية في كوميرز بنك: «مع هاتين العاصفتين المداريتين، لا يزال موسم الأعاصير مستمراً، لذا فمن المرجح أن تتشكل المزيد من الأعاصير خلال الأشهر الثلاثة المقبلة». وأضاف: «في الوقت الحالي، لم تقم الأسوق بتغيير الأسعار بناء على نتائج مخاطر هذه العواصف تحديدًا.»
ساهم جو والاس في كتابة هذا المقال.