DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

مناورة لقاح بوتين

تحية لروسيا إذا عثرت على علاج كوفيد.. ولكن عليها عدم الرهان عليه

مناورة لقاح بوتين
مناورة لقاح بوتين
(تصوير: جاكوب بورزيكي، زوما برس)
مناورة لقاح بوتين
(تصوير: جاكوب بورزيكي، زوما برس)
«بعد أن نشر بوتين تصريحه عن لقاح فيروس كورونا المستجد، سيسعى بالتأكيد لإثبات أنه ناجح، ويمكن الاعتماد عليه»
هل تتذكر عندما عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مقطع فيديو من إنتاج المخرج الزائر أوليفر ستون تظهر فيه طائرة هليكوبتر روسية تطلق النار على مقاتلي داعش في سوريا؟ وعندما تم بث المقطع على التليفزيون الأمريكي، سرعان ما تم تحديد مقطع الفيديو على أنه تم رفعه من موقع يوتيوب ويظهر فيه طائرة هليكوبتر أمريكية ـ وليست روسية - تقاتل المسلحين في أفغانستان.
فعلى الأرجح يقضي بوتين الكثير من وقته في فرز المعلومات المضللة والتملق والتلاعب الذي يدور من حوله. وقد لا يعرف حقًا ما إذا كان يسمع الحقيقة من خبرائه وتابعيه، أم أنهم يكذبون عليه.
ويشمل ذلك اللقاح التجريبي الذي أعلن عنه بوتين، يوم الثلاثاء، والذي يُفترض أنه أُعطي لإحدى بنات بوتين.
وسيكون أي شخص متابع للأخبار الروسية في الخارج معذورًا في التشكيك بوجود مثل هذا اللقاح، أو إذا ما كان تم تطويره بالفعل من قبل علماء روس وفقًا للمبادئ المعروفة أو المعقولة لتطوير اللقاح، أو حتى إذا كانت تمت تجربته على أي شخص (على الرغم من أن التقارير الروسية الوفيرة تشير إلى ذلك).
وقد تكون القصة برمتها عبارة عن إنتاج مسرحي مزيّف، نتج بعد إطلاق بوتين أوامر بضرورة العثور على لقاح روسي للفيروس، وتم هذا بمساعدة أصدقائه المليارديرات المقربين منه.
ومن المؤكد أن العالم سيستفيد إذا أثبت اللقاح الروسي، أو أي لقاح آخر، فعاليته. لكن الكثير مما فعلته الحكومة الروسية مؤخرًا يعتبر جرائم مخزية أو وهمًا واحتيالًا، بما في ذلك غزو أوكرانيا وسوريا، والتدخل في شؤون الولايات المتحدة، والعديد من جرائم القتل ومحاولة قتل المهاجرين الروس في لندن وأماكن أخرى.
ومن المجازفة افتراض أن اللقاح الروسي أكثر من مجرد مناورة. فعلى المستوى السطحي، يبدو بوتين وكأنه يقوم بمغامرة ضخمة من أجل خير البشرية، ويشجع شعبه على أن يكونوا حيوانات اختبار لعلاج وقائي غير مثبت.
وإذا تسبب اللقاح في مرض الشعب الروسي أو في حدوث آثار جانبية كارثية، خاصة عند الأمهات والأطفال الذين لم يولدوا بعد - وهو نوع من الأشياء الشائع حدوثها مع الأدوية الجديدة - فقد ينتهي به الأمر كـ«فلاد المخوزق» العصر الحديث (ديكتاتور قديم اشتهر بسبب استخدامه للخازوق في تعذيب أعدائه).
والشعب الروسي ساخط بالفعل على رئيسه بما يكفي الآن، ومع ذلك تم طرح استفتاء سريع مؤخرًا يقترح مد فترة ولاية بوتين لمدة 16 عامًا أخرى محتملة.
ولا شك في أن بوتين درس المخاطر قبل الإعلان عن هذا اللقاح. وسيكون من الحكمة عدم افتراض أي شيء الآن، بما في ذلك احتمالية أن ما سيتم توزيعه على الشعب الروسي لن يكون في الواقع علاجًا وهميًا.
وستنسب الحكومة الروسية الفضل لنفسها إذا ما حدث انخفاض في معدل وفيات كورونا، وذلك الانخفاض سيحدث بشكل شبه مؤكد، كما حدث في كل مكان آخر بعد انتشار المرض بين الفئات الأكثر قوة والسكان الأكثر مقاومة، وليس بسبب اللقاح الجديد.
ويمكن لزعماء روسيا الإقليميين، الذين يسيطر عليهم بوتين، الحرص على عدم احتساب الإصابات الخفيفة، كما يمكنهم إحصاء الوفيات التي يسببها كوفيد بشكل متحفظ.
وبعد أن نشر بوتين تصريحه عن اللقاح، سيسعى بالتأكيد لإثبات أنه ناجح، ويمكن الاعتماد عليه.
وهذه الإستراتيجية تذكرنا بما حدث في أواخر 2016، عندما تم بيع حصة من شركة النفط العملاقة روسنفت Rosneft التي تسيطر عليها الدولة للمستثمرين الدوليين. فحينها تمت الموافقة على البيع في تشريع وقّعه بوتين، وتم دمج العائدات المتوقعة في الميزانية التي وافق عليها. وكان الهدف من العرض المخطط هو الإشارة لانتصار روسيا على العقوبات. لذا، ونظرًا لأن عام 2016 الذي حدده بوتين كموعد نهائي لإتمام البيع كان على وشك الانتهاء، كان تمرير الصفقة الموعودة متوقعًا، على الرغم من أنه اتضح بعد ذلك أن تلك الصفقة كانت مجرد خدعة، حيث تم تقيّد المستثمرين عبر اشتراط وضع حماية من المخاطر على يد بنك روسي.
ولا يملك بوتين عادة وجهة نظر طويلة المدى، بل يتظاهر فقط بأنه كذلك. وإذا كنت تسأل نفسك كيف يمكن للرئيس الروسي الإعلان عن توافر لقاح لا يُعرف بعد إذا كان سينجح أو يكون كارثيًا؟.. فالجواب هو أنه سيتخطى تلك المشكلة عندما يصل إليها.
وسيساعده في ذلك حقيقة أن الأوبئة ليست ظواهر بسيطة، كما أظهرت الظاهرة الحالية. ومعظم وسائل الإعلام الروسية تحت سيطرته، كما يمكن أن تختلط أعراض كوفيد بأعراض الإنفلونزا والحساسية وفيروسات كورونا الأخرى.
وحتى الآن، كان تقدم المرض غامضًا جزئيًا بكل مكان، بما في ذلك الولايات المتحدة، وهذا الغموض لا يشمل فقط انخفاض معدل الوفيات بسرعة، ولكن كل يوم يظهر دليلًا جديدًا على المناعة الموجودة مسبقًا لدى بعض الأشخاص والسكان ضده. وهناك الكثير من عدم اليقين حول سبب إخفاء نتيجة تجربة لقاح بوتين، سواء حدثت أم لا.
ختامًا، إذا سألتني لماذا يحتاج بوتين إلى دعاية ناجحة حاليًا تتعلق بفيروس كوفيد-19؟ فهذا سيتطلب الدخول في رأس بوتين نفسه، ومعرفة حالة التلاعب بين النخب الإجرامية الذين يشكّلون الأداة الرئيسية لحكمه، وأيضًا التهديد الرئيسي عليه. نصيحة أخيرة لك عزيزي القارئ، وهي عدم تناول أي لقاح غير مثبت يزعم أنه ذا تأثير حقيقي.