DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

النموذج الاقتصادي السويدي

ستوكهولم تحقق توازنا مختلفا بين أزمة الفيروس والناتج المحلي الإجمالي

النموذج الاقتصادي السويدي
النموذج الاقتصادي السويدي
تترك السلطات السويدية للمواطنين حرية الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي دون فرضها إلزاميًا
النموذج الاقتصادي السويدي
تترك السلطات السويدية للمواطنين حرية الالتزام بقواعد التباعد الاجتماعي دون فرضها إلزاميًا
تجربة اقتصاد السويد خلال أزمة كورونا تبدو أفضل كثيرا، إذا تمت مقارنتها بدول اليورو الأخرى أو الولايات المتحدة
يتمنى السياسيون التقدميون أن يكون الاقتصاد الأمريكي منفتحًا على غرار الاقتصاد السويدي. وبعد صدور البيانات التي تؤكد قوة الاقتصاد السويدي، يوم الأربعاء الماضي، فنحن نشاركهم الرأي أيضًا، ولكن لأسباب مختلفة.
فبالرغم من معاناة السويد من انخفاض بنسبة 8.6٪ في الناتج المحلي الإجمالي في الفترة بين أبريل ويونيو هذا العام، وهو أمر قد يبدو سيئًا، إلا أن هذا الرقم سيظهر أفضل كثيرًا عند مقارنته بانكماش اقتصاد منطقة اليورو بنسبة 12.1٪ في نفس الفترة، إضافة إلى تقديم بعض الدول الأوروبية أداء أسوأ بكثير، وتقلص الاقتصاد الأمريكي بنحو 10٪ خلال نفس الفترة أو 33٪ على أساس سنوي.
وكان أداء السويد أفضل؛ لأنها - على عكس بقية أوروبا الغربية وجزء كبير من الولايات المتحدة - لم تفرض إغلاقًا كاملًا بعد انتشار فيروس كورونا المستجد.
وظلت المدارس والمتاجر والمطاعم مفتوحة خلال فصل الربيع. ويعود التراجع الاقتصادي جزئيًا إلى انخفاض التجارة مع إغلاق دول أخرى، كما أن السويديين يتحمّلون المسؤولية الفردية عن تطبيقهم قواعد التباعد الاجتماعي المعتدلة، حسبما طلبت حكومتهم منهم، بدلًا من تطبيق الإغلاق الإلزامي.
ولا تزال نتائج سياسة عدم الإغلاق السويدية غير واضحة تمامًا، وستظل كذلك لبعض الوقت. وكان نصيب الفرد من الوفيات في السويد أعلى مما هو عليه في الجارتين النرويج والدنمارك، اللتين تم إغلاقهما بإحكام، ولكن أقل من بريطانيا وإسبانيا وبلجيكا، التي تم إغلاقها أيضًا.
أيضًا، لم يخرج الفيروس عن نطاق السيطرة في السويد، حيث يتماشى عدد الحالات الجديدة اليومية لكل مليون شخص بالمقارنة مع البلدان التي تطبّق الإغلاق الاقتصادي التام (هذا إذا تم استبعاد الزيادة التي وقعت في شهر يونيو الماضي، بسبب تطبيق برنامج اختبار جديد).
وتشهد بعض الدول الأوروبية صعودًا جديدًا في عدد الحالات، على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كان جيران السويد من الشمال الأوروبي سوف يشهدون زيادة في عدد الحالات أيضًا أو لا.
وكان عدد الوفيات في السويد أسوأ أيضًا بسبب السياسات التي تقلل من رعاية المستشفيات للمرضى في دور رعاية المسنين، وهو أمر يتجاهله المطالبون بالإغلاق الكامل في أمريكا عندما ينتقدون أرقام الوفيات في ستوكهولم.
ويقول مؤيدو الإغلاق الكامل إن السويد كانت يجب أن تغلق أبوابها؛ لأنها تعاني من الركود على أي حال. لكن حجم التراجع مهم أيضًا عند اتخاذ قرار في هذا الشأن.
وقد تخرج السويد من هذه الأزمة العالمية وهي تعاني من الركود الناجم عن تطبيق سياسات التباعد الاجتماعي المعتدل، لكنها أفضل حالًا إذا ما تمت مقارنتها بدول مثل إسبانيا التي تواجه كسادًا حادًا نتيجة عمليات الإغلاق التام، بالإضافة إلى الكوارث الصحية.
ختامًا، إذا تمكّنت السويد من السيطرة على فيروس كورونا دون تدمير اقتصادها، فنحن نتوقع أن يغيّر اليسار الأمريكي التقدمي رأيه حول فرض إغلاق كامل في أمريكا. ويمكن للناخبين في الولايات المتحدة وقتها أيضًا استخلاص بعض الدروس المفيدة من التجربة السويدية، حتى لو فضّل السياسيون وكثير من وسائل الإعلام تجاهلها.