وأضاف: «يجب اتخاذ خطوات سريعة لمواجهة هذا الخطر المهم، وتقليل الاعتماد على هؤلاء الموردين على مستوى دول الاتحاد».
وتريد هواوي أن تتولى ريادة بناء شبكات الجيل الخامس في أوروبا. ووفرت الأسعار المنخفضة، التي تقدمها الشركة -بفضل الدعم الحكومي الصيني جزئيًا- تنافسية سوقية عالية للغاية لهواوي على الرغم من المخاوف الأمنية.
وتقول الشركة إنها مستقلة، لكن سياسة الحزب الشيوعي الصيني، التي ترفع شعار «الاندماج المدني العسكري» تجعل ذلك مستحيلاً، كما تتمتع هواوي بعلاقات قوية بشكل ملحوظ مع جيش التحرير الشعبي الصيني.
ومنع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشركات الأمريكية من التعامل مع هواوي، في الوقت الذي شجع فيه حلفاء الولايات المتحدة على استبعادها من تأسيس شبكات الجيل الخامس.
وتراجعت المملكة المتحدة عن دعمها السابق للشركة، وقامت بحظر التعامل مع هواوي هذا الشهر، كما طالبت باستبدال المعدات، التي قامت الشركة بتركيبها في بريطانيا بالفعل بحلول عام 2027.
وفي نفس السياق، فرضت فرنسا حظرًا فعليًا على هواوي هذا الشهر، على الرغم من أن إدارة باريس قللت من شأن هذه الخطوة لتجنب رد فعل بكين العنيف.
وإذا حظر الاتحاد الأوروبي بالكامل شركة هواوي، فقد تنتقم الصين من شركة نوكيا Nokia الفنلندية وشركة إيركسون Ericsson السويدية، وهما لاعبان كبيران في صناعة شبكات الجيل الخامس، كما يمكن لوزارة التجارة الصينية منع الشركات من تصدير المنتجات المصنوعة في الصين لدول الاتحاد.
وتنفي بكين إمكانية التفكير في فرض مثل هذا الحظر، خاصة أن اتخاذ بكين لخطوة انتقامية مماثلة يمكن أن يعزز نقل واردات أوروبا إلى الدول الصديقة للقارة.
وتحججت أوروبا في البداية بقرار المملكة المتحدة بالسماح لشركة هواوي بدخول أجزاء من شبكة الجيل الخامس للبلاد، ولكن هذا العذر قد زال الآن.
وحاليًا، تعتبر ألمانيا الآن هي أهم معقل للشركة الصينية في القارة، وإذا حظرت برلين هواوي، فمن المحتمل أن تتبعها الدول الصغيرة في أوروبا. وتخشى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من إزعاج أكبر شريك تجاري لبلدها (تقصد الصين)، وقد ترد بكين بالانتقام من الصادرات الألمانية.
ولكن السؤال هو: هل صادرات شركة فولكس فاجن Volkswagen الألمانية للصين أكثر أهمية من الأمن الألماني؟... لا يعتقد السياسيون الألمان من مختلف الأطياف السياسية ذلك.
وتركزت معظم خلافات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أوروبا على التجارة والناتو. لكن حملة واشنطن ضد هواوي تتعلق بالأمن القومي وليس الترويج لمصالح الأعمال الأمريكية. وسيكون أكبر الفائزين من حظر الاتحاد الأوروبي على هواوي هما نوكيا وإيركسون، اللتان لديهما القدرة على تلبية احتياجات شبكات الجيل الخامس للكتلة الأوربية.
ختامًا، وعلى الرغم من أن حظر أوروبا لهواوي سيكون مكلفًا في البداية، إلا أن سيطرة الصين على مركز شبكات الاتصالات في دول الاتحاد سيكون أكثر تكلفة.
«يجب تقليل الاعتماد على الموردين الحاليين لشبكات الجيل الخامس على مستوى دول القارة». تقرير الاتحاد الأوروبي