DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
upload.wikimedia.org المحتوى المنشور بترخيص من الشريك التجاري. صحيفة وول ستريت جورنال

بوتين وترامب وبايدن

هل سيكون «جو» أكثر صرامة ضد روسيا كما لم يفعل من قبل؟

بوتين وترامب وبايدن
بوتين وترامب وبايدن
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
بوتين وترامب وبايدن
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين
«يخرب بوتين السياسة الأمريكية من خلف الكواليس، من خلال دعم نظام مادورو في فنزويلا، وبيع صواريخ مضادة للطائرات لتركيا، ومنع تمديد حظر الأسلحة على إيران
سنترقب بشغف مشاهدة جو بايدن المرشح الديمقراطي المحتمل للرئاسة الأمريكية في 21 يناير 2021 ـ عندما يتولى رئاسة البيت الأبيض -، حيث سيكون بايدن مطالبًا بالتصدي لروسيا؛ لأنها دفعت لطالبان لقتل الأمريكيين في أفغانستان، كما سيكلف وكالة المخابرات المركزية بقتل العملاء الروس الذين يسعون وراء المكافآت، إضافة إلى إرسال مساعدة لأوكرانيا للدفاع عن نفسها ضد العدوان الروسي، والعمل مع الحلفاء لإخراج روسيا وكوبا من فنزويلا، والانسحاب من صفقات الأسلحة التي تنتهكها روسيا، مع تصعيد العقوبات ضد خط أنابيب غاز نورد ستريم 2 الممتد من روسيا إلى ألمانيا.
ولكن بالطبع لن يفعل بايدن شيئًا من كل هذا، مع وضع الضجة الأخيرة التي انتشرت في واشنطن حول المكافآت الروسية المزعومة للجماعات الأفغانية لقتل الجنود الأمريكيين والرئيس ترامب. فالقصص، التي تسرّبت من مصادر مجهولة، تسلّط الضوء على العلاقة الغامضة في واشنطن بين الاستخبارات ووسائل الإعلام والسياسة.
وبسبب هذه القضية، يُنظر إلى الرئيس ترامب الآن مرة أخرى على أنه الشرير الذي كان يعرف بالقضية من المخابرات ولم يفعل شيئًا، أو كان يجب أن يعرف ولكن لم يعرف، وفي أي حال من الأحوال يجب أن يكون ترامب في مأزق بسبب العلاقة مع فلاديمير بوتين.
ويقول ترامب ومستشاروه إنه لم يكن على علم بأمر قضية المكافآت الروسية، ولكن مصادر (مجهولة) تقول إن تلك المعلومات ظهرت في الموجز الاستخباراتي اليومي الذي نادرًا ما يقرؤه الرئيس الأمريكي. وشجب رؤساء وكالة الاستخبارات الأمريكية التسريبات؛ لأنهم يريدون بلا شك تدمير ترامب قبل الانتخابات.
وكان رد فعلنا الأول عند سماع هذه القضية التأكيد على أن طالبان كانت تقتل الأمريكيين منذ سنوات من تحت الشعارات الدينية، فلماذا قد يشكّل حصول الأفغان على أموال مقابل قتل الأمريكان الآن هذا الفارق؟. وكان الإيرانيون أيضًا يدفعون لهم لقتل الأمريكيين، وفعلوا الأمر نفسه مع العناصر الجهادية في باكستان، بما في ذلك بعض الأشخاص داخل أجهزة المخابرات.
النقطة الثانية هي لماذا قد يُفاجأ أي شخص بأن روسيا بقيادة بوتين تحاول إثارة المشاكل لأمريكا؟ فالرئيس الروسي كان يفعل ذلك منذ 12 عامًا على الأقل، عبر ثلاث إدارات، منذ أن غزا جورجيا المجاورة في عام 2008. وكان رد فعل بايدن على هذه الإهانة هو إلقاء اللوم على إدارة جورج دبليو بوش والدعوة إلى إعادة تشكيل الأوضاع مع روسيا.
ويخرب بوتين السياسة الأمريكية من خلف الكواليس، من خلال دعم نظام مادورو Maduro في فنزويلا، كما يحاول ضرب إسفين في الناتو من خلال بيع صواريخ S-400 المضادة للطائرات إلى تركيا، ويدعم نظام الأسد القاتل في سوريا، ويقف ضد تمديد حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على إيران.
وسافر عملاء بوتين إلى المملكة المتحدة وحاولوا قتل منشق روسي عبر قطع عصب مميت لديه، لكنهم قتلوا شخصًا بريطانيًا بريئًا بدلًا من ذلك. وسجنت حكومته مؤخرًا جنديًا أمريكيًا سابقًا مشتبهًا به، والذي سيواجه بشكل شبه مؤكد تهمة التجسس. وبالمناسبة، تدخّل بوتين في الانتخابات الأمريكية 2016 تحت إشراف إدارة أوباما - بايدن. وبالتالي، فإن دفع أموال لقتل الأمريكيين لا يمثل قفزة كبيرة في سوء النية الذي يظهره الرئيس الروسي ضد الولايات المتحدة مدى الحياة.
وفي مواجهة كل هذا، فإن الجرأة الشخصية التي يتمتع بها ترامب في مواجهة بوتين تُعدّ أمرًا غير مألوف في السياسة الغريبة. ولم يكسب ترامب شيئًا من وراء تلك الشجاعة سوى إلحاق الضرر بمكانته السياسية.
وشدد ترامب العقوبات على روسيا، وأرسل صواريخ جافلين المضادة للدبابات إلى أوكرانيا التي رفضت إدارة أوباما - بايدن إرسالها، وانسحب من صفقتين للأسلحة تنتهكهما روسيا، وحاول إيقاف نورد ستريم 2، وكان الرئيس الأمريكي الحالي أكثر صرامة بشأن روسيا من أي وقت مضى في حقبة أوباما - بايدن.
وما نود أن نسمعه من بايدن وترامب هذا العام هو ما سيفعلونه إذا تم ثبوت صحة معلومات المخابرات عن المكافآت الروسية.. وهل سيظل ترامب راغبًا في مكافأة بوتين بدعوته إلى مجموعة السبع؟ وإذا فعل ذلك فهل سيكون ذلك مشابهًا لدعوته العام الماضي لطالبان لزيارة كامب ديفيد، وما مثله ذلك من إهانة للأمريكيين الذين ضحّوا بحياتهم في أفغانستان.
أما بايدن، فهل تعلم شيئًا منذ آخر جولة له مع الروس؟ فهو يتحدث بصرامة الآن عن روسيا ويقول إن بوتين شخص بلا روح، ولكن بوتين كان كذلك أيضًا عندما سعى بايدن إلى إعادة تعيينه في روسيا عام 2009، وعندما هاجم باراك أوباما ميت رومني باعتباره محاربًا باردًا في عام 2012. وهل هناك أي شيء على وجه التحديد يمكن أن يقوم به بايدن لردع بوتين عن القيام بالمزيد من الهجمات على الأمريكيين أو المصالح الأمريكية؟.
ختامًا، يمكن القول إن القلق بشأن الصفقات التي قد يعقدها ترامب مع بوتين في حال فوزه بفترة رئاسة ثانية أمر مشروع، لكن هذا يكون صحيحًا فقط إذا استطعنا أن نثق في أن بايدن يمكن أن يكون أفضل أو أسوأ.