15 - 20 % نسبة الطلاب الأجانب المسجلين في بعض الجامعات الأمريكيةأحدث قواعد إدارة ترامب بشأن الطلاب الدوليين الكليات في مأزق، حيث تشترط عقد الفصول بصورة شخصية، وهو اقتراح اعتبره الكثيرون خطيرًا للغاية، ويخاطر بفقدان تلك الجامعات للمنتسبين من الخارج.«نريد أن يكون طلابنا الدوليون قادرين على إكمال دراستهم هنا، إن أمكن ذلك»
لي بولينجر- رئيس جامعة كولومبيا
وبموجب السياسة التي أصدرتها وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية يوم الإثنين الماضي، لن يُسمح للطلاب الدوليين بالدخول للبلاد أو البقاء فيها إذا اختارت جامعاتهم تدريس الفصول الدراسية بالكامل عبر الإنترنت هذا الخريف.
ويتوجب على جميع المؤسسات التي ستبدأ بالفصول الشخصية هذا الخريف العودة للتدريس عن بُعد بالكامل إذا تفاقمت جائحة فيروس كورونا، وسيطلب من الطلاب الأجانب وقتها مغادرة البلاد.
وقال بيرني بورولا Bernie Burrola، نائب رئيس البرامج الدولية في رابطة الجامعات الحكومية ومنح الأراضي، والتي تمثل بشكل أساسي الكليات والجامعات: «بالنسبة للطلاب الدوليين، فإن هذا القرار له تأثير مؤلم حقًا»، وأضاف: «إذا كنتُ طالبًا دوليًا، فهل ستصعد على الطائرة وأنت لا تعرف ما إذا كنت ستتمكن من البقاء فصل دراسي بأكمله أو لا؟».
وتسببت أخبار القواعد الجديدة بمفاجأة الكليات والجامعات على حين غرة، خاصة بعد الموقف السخي الذي اتخذته الإدارة عند بدء إغلاق الكليات بفصل الربيع، حيث أصدرت بسرعة إرشادات تسمح للطلاب الأجانب الموجودين بالفعل في الحرم الجامعي بالبقاء بالبلاد على الرغم من إقامة الفصول الدراسية عن بُعد.
وعادةً، لا يُسمح للطلاب الدوليين بأخذ أكثر من دورة تدريبية واحدة عبر الإنترنت لكل فصل دراسي، وهي قاعدة تهدف لضمان عدم التحاق الطلاب بالبرامج الأكاديمية المحتالة، واستغلال تأشيراتهم للحفاظ على وضع الهجرة القانونية بأمريكا.
ودافع كين كوتشينيلي Ken Cuccinelli، أحد كبار المسؤولين بوزارة الأمن الداخلي، عن قرار وكالته في لقاء مع الـCNN.
وقال كوتشينيللي: «أنا لا أفهم بصراحة لماذا قد يبقى الطالب هنا إذا كانت كليته لا تعمل؟»، مضيفًا إنه يأمل في تشجيع القواعد الجديدة للمزيد من الكليات على إعادة فتحها بشكل ما.
وتتدافع المدارس الآن لتعديل خططها التعليمية، التي أعلن البعض بالفعل عنها، لاستيعاب الطلاب الدوليين. وأعلنت جامعة تكساس، إل باسو، عن نظام مختلط لتقديم مزيج من الفصول وجهًا لوجه، وأخرى عبر الإنترنت. وقالت، مساء الإثنين الماضي، إنها ستعمل مع كل طالب، أكثر من 1400 طالب دولي «حتى يطابق جدولهم الدراسي القواعد الفيدرالية»، ويمكنهم مواصلة الدراسة حتى الحصول على شهاداتهم.
إن خسارة الطلاب الدوليين يعني خسارة إيرادات حاسمة، حيث يدفع الكثير منهم الرسوم الدراسية الكاملة. وهذا أمر مثير للقلق بشكل خاص الآن، حيث تواجه الكليات أزمة ميزانية ضخمة مرتبطة بالوباء.
ويمثل الطلاب الأجانب أكثر من 15٪ أو 20٪ من نسب التسجيل في بعض الجامعات، ويدفعون حصة أكبر من إيرادات الرسوم الدراسية. ووسط حالة عدم اليقين بشأن الطلاب الأجانب، تتجه العديد من الجامعات بقوة نحو سوق الطلاب المحليين.
وقالت ميريام لينز، التي ستكون في عامها الأخير بجامعة كولومبيا وهي من أستراليا، إنها تشعر بأنها عالقة بانتظار قرار الجامعة بشأن ما إذا كانت ستعقد المحاضرات شخصيًا أو عبر الإنترنت بالخريف.
وقالت الجامعة، بعد ظهر الثلاثاء الماضي، إنها ستدعو بشكل رئيسي طلاب السنتين الأولى والثانية للعودة للحرم الجامعي هذا الخريف للسماح بمزيد من التباعد الاجتماعي، وإذا بقيت الكثافة القليلة للفصول ضرورية بالربيع، فسيأتي في الغالب طلاب السنتين الثالثة والرابعة بعد ذلك. وسيتاح لجميع الفصول الدراسية تقريبًا خيار الدراسة عبر الإنترنت، كما سيسمح بتدريس البعض منها أيضًا وجهًا لوجه.
وقال لي بولينجر Lee Bollinger رئيس جامعة كولومبيا إنهم سيحاولون عمل فصول مختلطة لاستيعاب الطلاب الدوليين. وأضاف: «نريد أن يكون طلابنا الدوليون قادرين على إكمال دراستهم هنا، إن أمكن ذلك».
ويمكن أن تحضر لينز لنيويورك إذا كان لديها بعض الدروس وجهًا لوجه. وتقول إنها ليست حريصة للغاية على أخذ دروس عبر الإنترنت، ولكنها تخشى من فقدان تأشيرتها الطلابية، التي تسمح لها بالعمل لمدة عام في الولايات المتحدة بعد التخرج.
وقالت لينز، التي تدرس علوم كمبيوتر، وتبلغ 22 عامًا: «أنا مجبرة على البقاء في حالة عدم اليقين، حيث لا أعرف ما إذا كان ينبغي علي حجز رحلات الطيران، والتقدم بطلب للحصول على إعفاءات من السفر لمغادرة أستراليا، أو ما إذا كان يجب أن أبحث عن وظائف في موطني لأبقى مشغولة حتى تبدأ دراستي الأونلاين بالساعة 10 مساءً (حسب فرق التوقيت المحلي بين أمريكا وأستراليا) كل يوم».
وقبل أن تصدر وكالة الهجرة والجمارك الأمريكية قواعدها الجديدة، كانت لينز تتوقع العودة لنيويورك بغض النظر عن الشكل الذي كانت جامعة كولومبيا ستستخدمه لتدريس الصفوف، وذلك حتى يمكنها على الأقل العيش في مساكن الطلبة مع أصدقائها، والمشاركة في نوادي الدراسة. ولكن مع بقاء عام واحد فقط من الفصول الدراسية، قالت إنها لا تستطيع الانتقال بسهولة لكلية أخرى.
وقالت لينز إنها إذا كانت بالسنة الأولى أو الثانية كانت ستنتقل لكلية أخرى غير أمريكية. وأضافت: «كنت سأسحب بلا شك أوراقي من الكلية الأمريكية التي التحقت بها - بغض النظر عن مدى روعتها - لكلية أسترالية سعرها أقل، وتوفر لي على الأرجح فصولًا دراسية وجهًا لوجه بحلول الخريف».
وفي مذكرة إلى مجتمع الجامعة، دعا بولينجر الطلاب وأعضاء هيئة التدريس إلى «معارضة صارمة» لسياسات الهجرة التي قال إنها تضر بالمؤسسة، بما في ذلك القواعد التي صدرت يوم الإثنين والحظر الأخير لبعض تأشيرات العمل.
وكتب قائلًا: «إن الأثر المدمر الذي لا يمكن الدفاع عنه، والذي يقود هذه السياسات أصبح معروفًا تمامًا الآن، حيث يضر المؤسسات الأكاديمية في البلاد».
وتسببت القواعد الجديدة في ظهور مناخ من القرارت المتشابكة يشبه تعقيد مكعب روبيك أمام المدارس، والتي تواجه تحديات فريدة مع كل طالب من الطلاب الدوليين.
واختار العديد من الطلاب الدوليين البقاء في الولايات المتحدة عندما أغلقت المدارس في الربيع. ومُنع الكثير منهم من العودة لديارهم بسبب قيود السفر، أو بسبب خوفهم من أن يكون الوباء أسوأ ببلدانهم الأصلية. أما الذين غادروا فهم ممنوعون الآن من العودة للولايات المتحدة بسبب حظر السفر المؤقت، الذي فرضته أمريكا على الصين والبرازيل ومعظم أوروبا.
ولن يصل البعض الآخر، خاصة الطلاب الجدد، بالوقت المناسب للدراسة في فصل الخريف لأن القنصليات الأمريكية ببلدانهم لا تزال مغلقة، ولا يمكنهم الحصول على تأشيراتهم في الوقت المناسب.
إن نقل المنهج بالكامل عبر الإنترنت سيفيد في الواقع الطلاب العالقين في الخارج، ممن يمكنهم الحفاظ على وضع تأشيرة الطالب من خلال حضور الفصل من بلدانهم الأصلية. وإذا تبنّت المدارس نموذج التدريس المختلط، فمن المتوقع أن يحضر هؤلاء الطلاب لأمريكا شخصيًا.
وكان هناك ما يقرب من 1.1 مليون طالب جامعي أجنبي في الولايات المتحدة بالعام الدراسي 2018-2019، بما في ذلك أولئك الذين يعملون على تأشيرات الطلاب بعد التخرج، وثلثهم تقريبًا يأتي من الصين. ولا تعرف الكليات بالضرورة أي الطلاب الدوليين موجودين حاليًا في أمريكا.
وسافر كاي ماركهام، الذي سيكون في عامه الأخير بجامعة برينستون للمملكة المتحدة عندما أغلقت كليته في مارس. وكان يخطط للعودة والحصول على قروض لدفع سنة من الإيجار، ولكنه الآن يخشى ألا يتمكن من القيام بذلك في ظل قيود السفر المستمرة.
وقال ماركهام: «فكرة إنهائي العام الدراسي الأخير دون أن أقول وداعًا للأصدقاء أمر صعب». وأضاف: «كنت آمل أنه بحلول هذه المرحلة ستكون لدي صورة أفضل عما سيبدو عليه العام المقبل في حياتي، لكن الأمور أصبحت أقل وضوحًا».