منصور الشكرة

تعزيز ثقافة الطوارئ على الطرق

تتمتع البنية التحتية في المملكة بشبكة طرق عملاقة، أنفق عليها مليارات الريالات، من أجل ربط مدن ومناطق البلاد المترامية ببعضها البعض، ويحرص ولاة الامر في بلادنا الغالية حفظهم الله على تطوير الطرق وتوسعتها من فترة لأخرى، الا اننا ما زلنا بحاجة الى الاخذ بالاعتبار عند تأسيس الطرق او صيانتها تخصيص طرق إنقاذ، لا يستعملها إلا الجهات المنقذة، مثل الدفاع المدني أو الهلال الأحمر أو الشرطة، وطرق أخرى مخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة، لا يستخدمها سواهم، من أجل توفير الراحة القصوى لهم.في مكة المكرمة، وتحديداً في الأراضي المقدسة، انتبه المسؤولون هناك إلى أهمية طرق الطوارئ، فحرصوا على إنشائها أثناء رسم الطرق في مشاريع التوسعة الجديدة، وبات لدينا طرق تستخدمها المركبات العادية، وطرق أخرى مخصصة للطوارئ، وساعد هذا الأمر على إنقاذ آلاف الحجاج عند حدوث طارئ يستدعي وجود من ينقذهم، مثل الحرائق والحوادث المرورية، علما بأن جميع الدول المتقدمة، تعتمد هذه الثقافة كعنصر أساسي في رسم الطرق، وتخطيط المدن الجديدة.الطريق من وجهة نظري، ليس مجرد شريط معبد، مستو، تسير عليه السيارات بدون مطبات أو انحدارات، وإنما هو طريق مؤمن ومصان، وعليه كافة الخدمات التي يطلبها قائد المركبة أو يحتاج إليها، وأهم ما يحتاج إليه هو المنقذ الذي يمد له يد العون والمساعدة، في الأوقات الحرجة، وكم رأينا عشرات الحوادث، توفيت فيها أنفس بريئة، ليس لسبب سوى أنها لم تجد من يقدم لها الخدمات الإسعافية في الوقت المناسب.أخيراً فإن طرقنا السريعة في حاجة إلى إعادة نظر، وتحتاج أكثر إلى تعميق ثقافة الطوارئ، كما أن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة في حاجة إلى من يهتم بهم، ويخصهم بمسارات في الطرق، لا يستخدمها سواهم، وتكون مجهزة بما هو مطلوب لهم ولحالاتهم، وعندما نحقق هذا الأمر نكون قد حققنا الكثير.