د.سامي الجمعان

صوت العقل والحكمة

في يوم الوطن تتجلى للمواطن العديد من المشاعر والأحاسيس الصادقة حبا لهذا الوطن واعتزازا به وافتخارا بانتمائه إليه، وإذ تعيش المملكة العربية السعودية يوم غدٍ الثلاثاء، يومها الوطني الأغر، تتكامل جماليات الصورة حين نستعيد جملة من المبادئ الرصينة، والأسس المتينة التي قامت عليها المملكة العربية السعودية، وانبنى عليها الحكم فيها، حتى بلغت ما بلغته من مكانة بين دول العالم، فصار يُحْتكم إليها في كثير من الشأن السياسي العالمي، بل أصبح صوتها صوت العقل والحكمة والسياسة المعتدلة، ومن المتعارف عليه أن الدول تختار دستورها وتنتقي مبادئها العامة حسب توجهاتها ووفق ما يتناسب مع طبيعة شعوبها، وحين ننظر كسعوديين ضمن اطار هذه المناسبة الغالية علينا إلى جملة الدعائم التي قامت عليها مملكتنا نتلمس ذلك المسار الواضح، المرتبط مباشرة بدين العدل والسلام والمحبة، دين الإسلام، فلنأخذ جولة موجزة نستعيد من خلالها المبادئ العامة التي قام عليها نظام الحكم في المملكة العربية السعودية، مفاخرين بكل كلمة حددت هذا الكيان، وأطّرت هويته، وشكّلت مواطِنيه.نفتح أولى الصفحات فتتجلى المادة الأولى مفاخرة بالإسلام دينا وكتاب الله دستورا، فهي «المملكة العربية السعودية، دولة إسلامية ذات سيادة تامة، دينها الإسلام ودستورها كتاب الله، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لغتها هي اللغة العربية، وعاصمتها الرياض».في مادة تليها يبقى كتاب الله أساسا في كل شيء، فالمواطنون بحسب المادة السادسة «يبايعون الملك على كتاب الله وسنة رسوله وعلى السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره»، وفي المادة السابعة «يستمد الحكم في المملكة العربية السعودية سلطته من كتاب الله تعالى وسنة رسوله، وهما الحاكمان على هذا النظام وجميع أنظمة الدولة».وهكذا، روح الدين الإسلامي العظيم تتجلى في كل شاردة وواردة، ففي المادة الثامنة من النظام الأساسي للحكم «يقوم الحكم في المملكة العربية السعودية على أساس العدل والشورى والمساواة وفق الشريعة الإسلامية»، وبهذا يكون دين الله وشرع الله نبراسا لهذه الدولة، فأسريا: تشير إحدى مواد النظام إلى «حرص الدولة على توثيق أواصر الأسرة والحفاظ على قيمها العربية الإسلامية...»، ومجتمعيا: «يقوم المجتمع السعودي على أساس من اعتصام أفراده بحبل الله وتعاونهم على البر والتقوى والتكافل فيما بينهم وعدم تفرقهم».وهكذا تفاخر المملكة العربية السعودية بهويتها الإسلامية ولا تألو جهدا في تعزيز هذه الهوية وتأكيدها، وجعلها المسلك الذي يحقق الطموحات والتطلعات، وقد نص النظام صراحة على أن هذه الدولة وضعت ضمن أهدافها العظيمة «حماية عقيدة الإسلام، وتطبيق الشريعة...»، كما أن نظامها الأساسي نصّ وبكل اعتزاز على «قيام المملكة العربية السعودية بإعمار الحرمين الشريفين وخدمتهما، وتوفير الأمن والرعاية لقاصديهما...». وكما أن المملكة العربية السعودية وضعت نصب أعينها السلام العالمي، فهي دولة «تحرص على تحقيق آمال الأمة العربية والإسلامية في التضامن وتوحيد الكلمة...»، ولا شك أنها ما برحت تترجم هذا المبدأ واقعا من خلال الدور العظيم الذي شاهدناه وما زلنا للمملكة في توحيد الصفوف في ظل ما يعيشه العالم من أزمات.وإذ نذكر بيوم الوطن نذكر المواطن بدوره ومهمته المنوطة به وفق ما تنص عليه سياسة الدولة، وما يمليه واجب المواطنة عليه، فـ«الدفاع عن العقيدة الإسلامية، والمجتمع والوطن واجب على كل مواطن...». ينتمي إلى هذا الكيان العظيم. أستاذ الأدب والنقد- كلية الآداب جامعة الملك فيصل