ترددتُ في طرح هذا الموضوع لعدة أسباب، أهمها ما قد يصاحبه من سوء فهم، خاصة لمَن تعوَّد على قراءة ما بين السطور، وترك السطور!!؛ لأن البعض يعتقد أن إطلاق أسماء الآباء والأمهات رغم غرابتها فهي غير دارجة في وقتنا الحاضر على الأحفاد من البر!
أنواع البِّر لا تُعدُّ ولا تُحصى، وليس واقفًا على التسمية، وكل شخص سينظر للموضوع من زاوية مختلفة، منهم مَن يرى أنه من البر، وليس هناك خيار، وموضوع التسمية منتهٍ بغض النظر عن معنى ومدلولات الاسم، ومنهم مَن يقع في دائرة الحرج، لو لم يُطلق اسم والده على مولوده.. إلخ.
التسمية محمودة إذا كان الآباء والأمهات يحملون أسماء تحمل معاني، ولكنها ليست من الأسماء الحديثة، وليست من الأسماء الغريبة والنادرة أيضًا، فلا مانع من التسمية، فمثل هذه الأسماء جميل أن يحمل الأحفاد والحفيدات أسماء الأجداد والجدات في العائلة، فبهذه التسمية تجعلهم يشعرون بالامتنان، وليس في الأمر تناقض عندما نقول نعم للتسمية مع مثل هذه الأسماء، و(لا) للتسمية مع الأسماء الغريبة.
فكما يجب على الأبناء البر بالآباء، كذلك الآباء مطالبون بتجنب عقوق الأبناء، وأهم خطوات البر تتم من خلال اختيار الأسماء الجيدة للأبناء، بحيث تكون ذات معنى جميل، حتى لا نجعل الأبناء والبنات عُرضة للتنمُّر في المدارس، نعم تنمُّر؛ لأن الاسم الذي تحمله الطالبة أو يحمله الطالب قديم وغريب، ولا يتماشى مع هذا الزمن، فكما نقول: لكل زمان دولة ورجال، أيضًا هذه المسميات كانت مناسبة في الماضي، ولم تعُد مناسبة في وقتنا الحالي، ومَن يُرِد أن يسمع قصصًا عن تنمُّر الطلاب على زملائهم ممن يحملون تلك الأسماء القديمة سيسمع العجب، فمعظم مَن يُطلق عليهم أسماء غريبة تظل معهم عقدة الاسم دون أن يستطيعوا البوح بها، وما دعاني لطرح هذا الموضوع هو تغيير أحد الزملاء اسم ابنه الذي كان يحمل اسم والده، وذلك الاسم كان من الأسماء المعتادة في الماضي، بينما في وقتنا الحالي لم يعُد الاسم يُطلق على الذكور، وأنتم أدرى بكمية التندُّر على ذلك المسكين الذي كان سيحمل اسم (بنت)، ولكم أن تتخيَّلوا وضع الحفيد في المدرسة والحارة؛ مما قد يدخله في جدال دائم، وتنمُّر عنيف، فكان قرار تغيير الاسم قبل الدخول للمدرسة قرارًا صائبًا من قِبل الأب.
ختامًا، مَن لديهم أبناء وبنات ما زالوا صغارًا، فلا مانع أن تتغيَّر الأسماء، ولن يتغيَّر البِر، فكما تحرصون على بر الآباء لا تعقوا الأبناء.. وسلامتكم.
Saleh_hunaitem@