مطلق العنزي

@malanzi3

هل يستطيع نظام إيران التراجع عن سلوكه المهدد للإيرانيين والشعوب الأخرى؟، ويتحول إلى دولة مدنية تهتم بمشروعات التنمية وخدمات مواطنيها بدلاً من دعم ميليشيات في العراق ولبنان واليمن ونيجيريا والسنغال وساحل العاج وغينيا وجزر القمر وتونس وبامتداد الكرة الأرضية.

وهل يستطيع حزب الله التراجع عن أيديولوجيته؟، ويتحول لحزب وطني يهتم بتنمية الاقتصاد ومكافحة البطالة، والتخطيط لمشروعات مدنية وتحسين جودة الحياة، بدلا من بذل طاقات تفكير هائلة لدعم أبي فدك وعبدالملك الحوثي، وأبي حسين الحمداوي، وأوس الخفاجي.

والحقيقة أن لا «المقر الرئيسي» ولا ميليشيات حزب الله، ولا فروع النظام الأخرى، تستطيع التراجع عن نشاطاتها لأنها قد تجاوزت نقطة اللا عودة. وأصبح بينها وبين المدنية عداء وخصومة أيديولوجية ضارية.

وتشتهر الأحزاب الأيديولوجية، فوق معاداتها للمدنية، أنها تنفق بإسراف على الإعلام الدعائي، الذي ينشر انتصاراتها الوهمية وتخويناتها للآخرين.

والعدوانية عند الأحزاب الأيديولوجية تاريخ وهوية وتقاليد، ولا تستطيع تغيير سلوكها.

واضح أنه لن يحدث تغيير في سلوك إيران وخامنئي ومناصريه ممسكون بالسلطة، وكذلك حسن نصرالله، وقادة الميليشيات الأخرى، فهم لا يستطيعون أن يتخلوا عن تاريخهم وخطبهم وأمجادهم المهرجانية ليكونوا حمائم مدنية تفكر بالمصانع بدلاً من المتفجرات وبالتنمية الاقتصادية بدلا من تجارة المخدرات. لهذا يستمر الخامنئي وميليشياته في سياساتهم، التي أنهكت إيران نفسها والبلدان التابعة، مالياً وعسكرياً واقتصادياً وتنموياً. ولن تتخلص إيران من نظامها وميليشياتها إلا بانقلاب عسكري يوقف حال الاستنزاف الوطني. وهذا بعيد المنال، فالجيش الوطني الإيراني مهمش ويعامل على أنه تكوين من الدرجة الثالثة، وتعطى الوجاهة للحرس الثوري، جيش النظام، وهو جيش عقائدي مهمته الأساسية مواجهة الجيش الإيراني الوطني، فيما لو فكر العسكريون الإيرانيون بانقلاب.

الأخطر أن الدول الكبرى راضية عن عربدات نظام الولي الفقيه وميليشياته، إذ لم تتخذ أية إجراءات مهمة لوقف عبثه، لهذا تركز محادثاتها على المشروع النووي، وتتجاهل نشاطات النظام الإجرامية وشبكات ميليشياته لنشر الفساد وتوزيع المخدرات في الإقليم والعالم والسلوكيات المنهجية في تقويض السلام في مجتمعات كثيرة وإفقارها وزرع الفتن في ربوعها.

* وتر

كنت فتى النسائم..

إذ تنحدر بك سفوح التلال

وعطور الشيح، في وادي القرى..

حياك الحيا.. وخزامى الفياض..