عبدالعزيز الذكير

تقل أو تندر عندنا عادة الاحتفال بيوم ميلاد الأفراد أو لنقل هي غير متّبعة ولا رائجة، وأيضا الهدايا غير متداولة ولا منتشرة. وإلا لكان تاريخ 1/7 مشهورا عند كل من بلغ أو تجاوز سن الأربعين والأصعب من هذا أنه في السنة الهجرية. واعتمدته الحكومة في وثائق السفر لفترات طويلة خلت.

وتطلّب الأمر من دارس في أمريكا أن يُحدد تاريخ ميلاده على وجه الدقة فطلب مساعدة والده، الذي يقيم في شمال المملكة، أو على الأقل يربط يوم ميلاده بواقعة أو حادثة معيّنة، فقال والده في كتاب أرسله إليه: أنت - وأنا أبوك وُلدت نهار ما جانا خبر موت عمك.. وهو في الطريق من الأردن

ونزلت طائرة جامبو مطارا أوروبياً تحمل ركابا سعوديين، وفيهم عدد كبير من الرجال يحملون في جوازات سفرهم سجل ميلاد «موحّد» هو 1/7، واحتاجوا إلى بعض الوقت لإفهام رجال الجوازات بالموضوع. وقالت لهم ضابطة: كيف حدث أن لديكم «عيد ميلاد» واحدا؟.

وملاحظتي هنا أن موضوع التاريخ عند العرب لم يكن كله مهملاً. فكثير من المواليد والوفيات يجري ضبطها بالشهر واليوم والساعة. والأدبيات تظهر أسماءً وأحداثا كثيرة، بعضها لم يكن بالأهمية ولا الخطورة. فكيف إذًا أهملنا -ولمدة طويلة- ميلاد الإنسان عندنا، وجعلنا كل الناس (توثيقا) يولدون يوم 1/7.

ويؤرّخ العرب بالليالي، حيث إن الشهور عندهم قمرية، وأول الشهر القمري ليلة، وآخره نهار. فإذا انتهت الليلة الأولى من الشهر قالوا مثلا: كُتب لليلة خلت، ثم لليلتين خلتا، ثم لثلاث خلون، إلى أن تنتهي عشر ليال، فيقال: لإحدى عشرة خلت، إلى أن تجيء ليلة نصف الشهر.. فيُقال: كُتبت للنصف من شهر كذا، أو لخمس عشرة خلت، أو بقيت. ويُقال عن اليوم السادس عشر: لأربع عشرة ليلة بقيت، إلى أول العشرين فقال: لعشر بقينَ وهكذا إلى أن ينتهي الشهر. وهكذا إلى أن يبقى ليلة واحدة، فيقال: لليلة بقيت. فإن مضت وبقي نهار اليوم الأخير يقال: كُتبت لآخر نهار منه.

هذا الكلام استعملهُ النحاة وفصحاء اللغة. وهو لا شك دقة متناهية إلا أن مسألة 1/7 لازمتنا لمدة طويلة رغم هذا السلوك الدقيق من آبائنا.

@A_Althukair