أمجاد سند - الدمام

الاحتراق الوظيفي أو «الإنهاك الوظيفي» هو حالة طبية معروفة تسببها عادة ضغوطات العمل، ويقول استشاري طب الأسرة د. يوسف آل زاهب: هو نوع خاص من التوتر المرتبط بالعمل، فهو حالة من الإرهاق البدني أو النفسي، تتضمن أيضا إحساسا بتراجع الإنتاجية وفقدان الهوية الشخصية، وغالبا ما تسبب أعراضا غير صريحة كالصداع وألم العضلات أو ألم المعدة، ومن الممكن أيضا أن يشكو المريض تقلبات المزاج أو اضطرابات النوم، وبعض المرضى يأتي للعيادة بحثا عن إجازة مرضية بسبب هذه الضغوط والحالة النفسية التي يمر بها.

‏وأضاف آل زاهب، الحاصل على البورد السعودي والعربي في طب الأسري، إن من عواقب الإنهاك الوظيفي: فرط التوتر والإرهاق والأرق والحزن أو الغضب أو التهيج، وإدمان الكحول أو المواد المخدرة الأخرى، ومرض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وداء السكري من النوع الثاني وسهولة الإصابة بالأمراض، مبينا ذلك بقوله: المريض لا يستطيع أن يشخص نفسه بالأعراض أو تفسيرها، فتذكرة دخول المريض تختلف من شخص إلى آخر، والأعراض تختلف بحسب شدة الحالة.

وتابع: أوصي كل شخص يعاني الإنهاك أو الاحتراق الوظيفي، أولا بمحاولة معرفة سبب هذه الضغوط أيا كانت، سواء تراكمات في إنجاز العمل أو التعرض المباشر للجمهور، ومحاولة إيجاد الحلول لها، ومن سبل التخفيف والعلاج الحصول على إجازة عن العمل لتصفية الذهن أو السفر، كذلك عليك بطلب المساعدة، سواء كنت تتواصل مع زملائك في العمل أو أصدقائك أو أحبائك، ومناقشة مخاوفك أو المشكلات التي تواجهها في العمل مع مديرك المباشر، وإذا كان بالإمكان أن تنتقل إلى قسم آخر في نفس المنشأة.

واختتم حديثه قائلا: ولا ننسى الغذاء الصحي وممارسة الرياضة بانتظام مع الحرص على النوم مبكرا، وأخيرا حافظ على تفتح عقلك بينما تفكر في الخيارات، وحاول ألا تفسح المجال أمام إضعاف صحتك بسبب كثرة متطلبات الوظيفة أو عدم جدواها، كذلك لا ننسى دور القائد في كشف حالات الاحتراق الوظيفي بين موظفيه، وسرعة التدخل بتخفيف هذه الضغوط، فهي بدورها تؤدي إلى انهيار المنظومة وتعطيل الصالح العام.