كلمة اليوم

• المملكة العربية السعودية في علاقتها مع لبنان كانت ولا تزال تراعي الأبعاد التاريخية للعلاقات الدبلوماسية التي جمعت البلدين لسنوات، كذلك كيف أن المملكة، ومن مبدأ نهج راسخ مع بقية دول الجوار، بذلت الدعم والمبادرات لضمان استقرار لبنان من الناحية المادية وكذلك السياسية رغم ما يشوب هذا الملف من تشعبات بسبب سلوكيات ميليشيات حزب الله الإرهابية.. وعليه لم يكن قرار المملكة تجاه لبنان سوى نتيجة طبيعية لذلك التقاعس من لدن الحكومات اللبنانية التي رغم تعاقبها في عهد الرئيس الحالي، لم تقم بأي تصرف من شأنه ردع الإساءات الصادرة عن بعض المسؤولين في لبنان، وهنا يدرك اللبنانيون أكثر من غيرهم أن ذلك لن يحصل ما لم يتم اتخاذ موقف حازم تجاه ميليشيات حزب الله.

• ما أكده البرلمان العربي عن الدور المحوري الذي تقوم به دول تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية تجاه الأشقاء في اليمن من أجل إنهاء الانقلاب الحوثي، واستعادة مؤسسات الدولة الشرعية، وإنهاء معاناة الشعب اليمني، وأن هذا الدور النابع من مسؤوليات دول التحالف تجاه أمتها العربية لا يقبل التشكيك أو المزايدة، بل هو محل تقدير وعرفان على المستويات العربية والإقليمية والدولية كافة، هذه الحيثيات الآنفة الذكر تأتي كدلالة أخرى على أن استمرار تقاعس الحكومة اللبنانية في وقت أحوج ما يكون فيه لبنان إلى حاضنته العربية لمساعدته على الخروج من أزماته.. تقاعس مرفوض على مختلف الأصعدة ولا يخدم الأوضاع السياسية والاقتصادية التي يعيشها لبنان ويتطلع شعبه لسرعة تجاوزها.

• العجز الكبير للموقف الرسمي اللبناني الحالي يضع حرية لبنان وسيادته أمام حقيقة الوضع المؤلم الراهن الذي وصل إليه لبنان وما يبدر عمن يفترض أنهم يمثلونه بصفة رسمية ويهدد علاقته مع أكبر الداعمين له عبر التاريخ.. فمتى يستفيق لبنان ويعود إلى رشده والحضن العربي بعيدا عن أي تدخلات أو عبث ميليشيات خارجة عن القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.

• موقف المملكة وبقية المواقف الرسمية المعلنة من دول خليجية وعربية والتي جاءت تضامنا مع المملكة العربية السعودية في ظل النهج غير المقبول من قبل بعض المسؤولين اللبنانيين تجاه المملكة، مواقف تعكس حجم الرفض لهذه السلوكيات والتصرفات المحبطة من قبل الحكومة اللبنانية، ناهيك عن أن استمرار مثل هذا التقاعس لن يكون له إلا عواقب مؤلمة تتبلور في علاقات الدولة اللبنانية مع جيرانها وحلفائها، فهل يمكن السماح باستمرار ميليشيات إرهابية في العبث بمصير شعب بأكمله وحرمانه من فرص الحياة الطبيعية وذلك بسبب مواقف حكومته المتخاذلة.