عبدالعزيز الذكير يكتب:

الكثير مما أسطّر في هذه الزاوية لا يوجد في مطبوعات مُعينة أو مواقع إلكترونية، وأعتمد في أكثر الأحوال على الثقافة الشفهية.

فقد وجدتُ أن كلمة «إلخ» أو إلى آخره، أو ( و.. و... و..إلخ) كلمات كأنك تريد أن توحي بها للآخرين بأنك تعرف أكثر مما قلت. وهذا يقترب من الصواب، وإن كان الواحد منا يأتي بها عفوية في سياق الكلام.

ولو بحثنا لوجدنا الكلمة في معظم اللغات، إن لم يكن كلها. فهم يقولون بالإنجليزية Etc.. اختصار Etcetra اللاتينية المنشأ، وهي تعني: إلى آخره، أو وهلم جرا.

والمفردة جرى الاعتراف بها في وقت مبكر من القرن الخامس عشر الميلادي. جاءت من اللاتينية لعني: والآخر. وحتى القرن العشرين كانت اللغة الإنجليزية تكتفي بـ....، لكن التعبير الأول الآن هو الشائع.

ويتجنب القانونيون والمترافعون أمام المحاكم والقضاة استعمالها بكثرة، في مذكراتهم ونطقهم بالأحكام وتقديم القرائن والأدلة ومساءلة المتهمين والشهود، ولا يُشجعون الشاهد على استعمالها لأنها تؤخذ دالة على شيء لا لزوم له.

وعندنا تتردد في التقديم ومخاطبة الجماهير وهي: «وخلافه». وهي أيضا في رأيي وسيلة أخرى من وسائل تجنب التعثّر بسبب ما قد يكون غاب عن ذهن المتحدّث أو نسيه.

وقريب من هذا ما يرد في أحاديث الكثير من عامة الناس مثل «على ما قال» أو «سالفة اللي يقول»، فالمتحدث لا يُعطي السامع شيئا، على ما قال! من؟ وقال ماذا؟

وقد «يجرني» الحديث إلى تعبير «وهلم جرا» تعبير يقصد به الاستمرارية، نزل المطر من أول الأسبوع وهلم جراً، هَلُمَّ: اسم فعل أمر مبني على الفتح وفاعله ضمير مستتر وجوباً تقديره (أنتَ، أنتِ، أنتما، أنتم، أنتن، حسب المخاطب جراً: حال منصوبة بالفتحة الظاهرة، أو مصدر نائب عن فعله مفعول مطلق منصوب بالفتحة أي جر جرا.

وقرأت أن أول مَنْ قال تلك الكلمة وغدا قوله لها مثلًا هو شاعر اسمه عائذ بن يزيد اليشكري، ضمن أبيات أُخر. فقال:-

وطامسة المنون ذعرت فيها

خواضب ذات أراك وغبرا

وإن جاوزت مقفرة رمت بى

إلى أخرى كتلك هلمّ جرا

@A_Althukair