آمنة خزعل - الدمام

يعد العلاج الجدلي السلوكي من أحدث العلاجات النفسية، إذ بدأ تطويره في تسعينيات القرن العشرين، وتكمن أهميته في أنه يوفر نظاما علاجيا متكاملا يحتوي على أربعة مستويات، بحيث يساعد المعالج النفسي على تقديم الرعاية النفسية لعدد كبير من المرضى، وقال الأخصائي النفسي منصور العسيري، إن هذا العلاج يعطي أريحية للمعالجين والمرضى على حد سواء، وإنه يركز على المشاعر التي تمثل قوة كبيرة للإنسان.

وأضاف إن سبب ابتكار العلاج الجدلي السلوكي هو عدم نجاح العلاجات المبنية على التقبل أو التغيير في علاج الأشخاص ذوي الميول الانتحارية العالية، والذي شخصت حالاتهم باضطراب الشخصية الحاد، ولاحظت أستاذ علم النفس في جامعة سياتل مارشا لينهان هذه المشكلة، ما قادها إلى تطوير العلاج الجدلي السلوكي بعد أبحاث امتدت لمدة 11 عاما.

وأوضح أن من مميزاته أنه سهل التعليم والتدريس ومتنوع التقنيات، قابل للإضافة لأي مدرسة علاجية أخرى، كما أشارت عدة دراسات إلى أنه من العلاجات المرغوبة من قبل مزودي الخدمة والعملاء في الأعوام العشرة القادمة، ووجدت العديد من الدراسات أن برنامج العلاج الجدلي السلوكي الشامل مفيد لعلاج الكثير من الاضطرابات مثل اضطراب الشخصية الحدية، كما أن العلاج يخفض الشعور بالغضب والعجز والأفكار والسلوكيات الانتحارية ومشاعر الانفصال، بالإضافة إلى تحسين جودة حياة الأفراد، وله أثر فعال في علاج اضطرابات الأكل والمزاج والقلق، ويزيد المشاعر الإيجابية.

كما وجدت العديد من الدراسات أن تطبيق العلاج الجدلي السلوكي جزئيا مفيد لعلاج العديد من الاضطرابات المختلفة، ووجدت أيضا أن صف تعليم المهارات وحده فقط كاف لعلاج اضطرابات عدة مثل: الاكتئاب والقلق وتنظيم المشاعر واضطرابات الأكل والإدمان مع اضطراب شخصية حدية، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه.

أما عن أساسيات العلاج الجدلي السلوكي، فأولها النظرية الاجتماعية، إذ يولد الأشخاص بحساسيات انفعالية مختلفة «ردة الفعل عاطفية، ميل للمشاعر السلبية، اندفاعية»، وتختلف البيئات من حيث تلبيتها لاحتياجات الطفل النفسية والاجتماعية.