ماجد عبدالله السحيمي

قبل أن أدخل في صلب مقالي أحب أن أؤكد أنني لست أروج من خلاله لأي نوع من أنواع الطب لا العلمي ولا الشعبي لأن ذلك ليس مطلوبا مني ومع إيماني بكلا المجالين إلا أن لكل حالة تشخيصا لست أنا من يقوم به بل أهل العلم من الجهات الرسمية والمعتمدة لهما، ولكني استخدمت هذا المصطلح المتعارف عليه اجتماعيا نظرا لبساطة وسهولة تداوله وأيضا لمعرفة الكثيرين لمعناه وهو حين تفشل كل العلاجات يستخدم هذا السيف البتار لحسم كثير من الأمور. مع قرار الجهات المسؤولة عن فتح المطارات والسماح بالسفر وفق الضوابط التي تمت الإشارة إليها بتلك القرارات، كتبت حينها مقالا أرى فيه عدم السفر إلا للضرورة كعمل يتطلب الحضور أو علاج -شفى الله الجميع- أو نحوهما، أما الإجازات والتنفيس والاسترخاء والنقاهة فكنت أرى أن وقتها غير مناسب البتة لعدة أسباب منها أن الدولة فعلت كل ما عليها فعله وأكثر تجاه الجائحة لحماية الناس عمليا وتثقيفيا وبالتالي وصلنا إلى مرحلة منطقية أن أمر المسؤولية أصبح بيدنا نحن كأفراد أكثر وأكبر، وبالتالي فإن تحديد الضروريات أصبح عائدا لنا، أيضا تقلبات وتحورات الجائحة في كثير من البلدان البعيدة والقريبة غير مطمئنة فالقرارات الصادرة بالحظر أو الحجر أو منع السفر واردة في أي لحظة حسب المعطيات في كل وقت وبالتالي لا توجد ضرورة ملحة (في الغالب) لمواجهة كل ذلك منا كفرد أو كأسرة من أجل مجرد إجازة والتحجج بمرور سنة ونصف السنة دون سفر وكأنه أمر مصيري ومفترق طرق. أناس كثيرون لا يعيرون التحذيرات أي انتباه ولذلك لا (ينلسعون) إلا بالكي فمهما حذرتهم ووضحت لهم لا يستمعون إليك ويمضون في طريقهم حتى مع حتمية وقوع المحظور والخطر ومع ذلك لا (يتسنعون) لا أعلم ما هي الحاجة الملحة التي تجعلك تذهب إلى بلدان خارجية وأنت ترتدي الكمام وتعقم يديك ومكانك في كل مرة وتترقب أي قرار احترازي أو مهلة محددة وتركض إلى المطار أنت وأسرتك وقد (تنلطع) في انتظار طويل من أجل مجرد إجازة؟ ما هي الإجازة دون راحة البال واستقرار المكان والمحيط حوله، صدقا لا أعلم كيف يغامر كثير من الناس وسط هذه الظروف والأخبار فكل يوم تطالعنا على تحور جديد ومكان جديد وإقفال لبلد معين ومنع سفر من وإلى بلد معين وحجر منها حتى في حالة الضرورة بل وحتى في تلقي اللقاح بجرعتين، ما حصل قبل أيام من منع لبعض الدول لم يكن مستغربا فمن يتابع سير الجائحة من عام 2019م يدرك أن الأمور غير مستقرة ولذلك كانت كل القرارات الصادرة تشدد على أنها قابلة للمراجعة حسب تحديثات الأوضاع من جميع الجوانب، نصيحتي لا تجعل علاجك بالكي دائما فهناك أشياء كثيرة أخف منه ضررا وكلفة، حفظنا الله جميعا.

وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل بإذن الله أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا).. في أمان الله.

@Majid_alsuhaimi