عبدالعزيز الذكير

قال شاعر (طرق نبطي مربوع):

حدرت السوق مْسيّان.

ويلا حسّ ابن جبهان.

يقول انهجْ يالعجلان.

الكروِهْ بخو البلاش.

****

كِتبت الخط ولكّيته.

نجرْت المامور بْبيته.

دقّيتْ الباب وْدكيته.

قالو طَلَع مِعْه فْراشْ.

******

ولصالح من تُشكل عليه المفردات القديمة إليكم شرحها:

مسيّان: الوقت القريب من أذان المغرب.

حسّ: صوت.

* إنهَجْ: أسرع

* ابن جبهان: أشهر دلالي النقل في عنيزة في الستينات من القرن الهجري الماضي، وكان يرحمه الله يستلم الرسائل من سائقي الشاحنات ويُسلّمها إلى أصحابها تطوّعا، كذلك يجمع الرسائل الصادرة من الأهالى ويعطيها إلى سائق الشاحنة المسافرة إلى الرياض أو مكة أو الكويت، تطوعا. وهو يأخذ عمولة معلومة على كل شاحنة، يجمع لها المسافرين أو الحملة، يعني بالتفسير المعاصر وكيل شحن وسفريّات.

* الكروه: ما يدفعه المسافر لقاء ركوبه في السيارة للسفر ضمن الركّاب.

* بخْو البلاش: رخيصة جدا.

* الخطّ: الرسالة.

* لكّيته: أقفلت الرسالة.

* المامور: المسئول عن الشاحنة من قِبل مالكها.

******

آتي إلى القول لماذا لم يكتب الشاعر الرسالة (الخط) في المنزل ثم ينزل إلى السوق ليسمع صوت (ابن جبهان) يُعلن قرب تحرّك السيارة، ويُسلّمهُ الرسالة، فهذا من صميم شغل ابن جبهان التطوّعي، بدلا من الذهاب إلى منزله وكتابة الرسالة ثم الذهاب إلى بيت (المأمور)، الذي علم أنه خرج من المنزل لتوّه و«معه فراش» وهو العلامة الفارقة لقرب السفر.

واعتاد المرحوم حمد الجبهان أن يترك دكانه مفتوحا، ويرى المار وعاءين خيطا من الشراع كُتب على أحدهما «الرياض» والآخر «مكة»، وما على أصحاب الرسائل الصادرة إلا وضع الرسالة في الجيب المخصص للبلدة. وتلك العملية البريدية أدّت دورا مشهودا عبر مرحلة من الزمان، في عنيزة، وكلها مجانا.

أما من لديه يضاعة (غالبا غذائية) فعليه الذهاب بها إلى الساحة التي تقف بها السيارات، ووزن الحمل ودفع المستحق.

@A_Althukair