اليوم - القاهرة

كتب ومكتبات

صدر حديثًا الجزء الأول من كتاب «أماكن منسية في القاهرة الخديوية» للكاتب والصحفي عادل سيف، ويتجول الجزء الأول من كتاب بأنحاء القاهرة الخديوية أو ما يعرف «وسط البلد» في محاولة جادة لإعادة اكتشاف أماكن أسقطها النسيان، ولم تسجل بشكل نهائي، أو سُجلت بشكل غير موسع بعيدًا عن المغالطات التي تروجها وسائل التواصل الاجتماعي، سواء في الصور أو المعلومات بشكل متعمد يهدف للإبهار، والحصول على أكبر عدد من الإعجابات على حساب الحقيقة.

ويغطي الكتاب بالتسجيل المثبت بالمراجع والصور والخرائط، العديد من التطورات التي مرت بها القاهرة الخديوية ابتداء بعهد منشئها الخديو إسماعيل حتى عام 2021.

ومن قبيل الصدفة أن تقاربت بعض الموضوعات المطروحة في المكان والزمان، ما أفرز مجموعات بينها روابط تجمعها، مثل مجموعة الترفيه التي صاحبت احتفالات افتتاح قناة السويس من بناء للأوبرا وسيرك ومسرح ومضمار لسباق الخيل، وكانت لسرعة بنائها أن اختفى بعضها وتم تسجيل القليل جدًا عنها أو نسيانها.

وهناك مجموعة «ميدان العتبة» قلب القاهرة الخديوية الحيوي الذي انطلق منه الترام لأول مرة إلى جميع أحياء القاهرة، وما شهده من تغيير للمسمى من العتبة الزرقاء إلى العتبة الخضراء لمجرد تشاؤم والي مصر وقتها عباس حلمي الأول من اللون الأزرق، وتغيير آخر ليحمل الميدان اسم «الملكة فريدة»، إضافة إلى استعراض كيف تطور الميدان من مجرد مستطيل في أحد الجوانب إلى ميدان كبير بعد هدم المحكمة المختلطة التي كانت تتوسطه وتحتل الجزء الأكبر منه.

كما يتطرق الكتاب إلى ما يمكن أن نسميه مجازًا مجموعة «دار القضاء العالي»، حيث شهد موقعها تطورات جوهرية من مجرد مكان للاحتفالات والاستعراضات في المناسبات الكبرى إلى موقع لأول محطة لتنقية المياه وتوزيعها في القاهرة، إلى مقر لنادي الزمالك، وصولًا إلى الوضع الحالي.

وبعيدا عن المجموعات، فهناك بعض الموضوعات تعيد اكتشاف أماكن أزيلت من بعض الشوارع والتطورات التي مر بها موقعها، إضافة الى أسباب وأسرار مسميات شوارع وميادين بأسماء معينة طالت حتى محطات مترو الأنفاق.

الكتاب صيغ بأسلوب سهل بحيث يرضي القارئ العادي بعيدًا عن جفاف الكتابة الأكاديمية، ويفيد أيضًا الباحث المتخصص في تدقيقه للمعلومات من مصادر عربية وعالمية، سواء كانت مكتبات أو مراكز أبحاث أو كتبا عاصرت العديد من مواضيع الكتاب.