وول ستريت جورنال - نيولي بيرنيل ترجمة - نورهان عباس

عمالقة تكنولوجيا المعلومات في البلاد يحاولون توفير اللقاحات والعلاج الطبي لملايين من الموظفين دون أن يتأثر عملهم بالسلب

تواجه شركات الدعم الخارجي العملاقة في الهند تحديًا ذا جبهتين، الأولى: حماية صحة ملايين الموظفين، حيث تعاني الأمة من أسوأ أزمة لانتشار فيروس كوفيد-19 في العالم، والثانية: ضمان استمرار عملهم كالمعتاد لصالح الشركات الغربية الكبرى المدرجة في قوائم عملائهم.

وقامت شركات مثل: إنفوسيز المحدودة وويبرو المحدودة وتاتا كونسلتنسي سيرفسيز، المعروفة اختصارًا باسم تي سي إس، ببناء جيوش من العمال الذين يخدمون عملاء عالميين، مثل: بنك أوف أمريكا، وشركة سيتي بنك التابعة لمجموعة سيتي جروب، وفانجارد جروب، وهم يقومون بكل شيء بدءًا من تشغيل مراكز الاتصال إلى كتابة أكواد الكمبيوتر.

وتتعامل الشركات، جنبًا إلى جنب مع شركات التكنولوجيا الغربية، التي تضم عددًا كبيرًا من الموظفين في الهند، مع حالات غياب العمال المرضى، وتحاول مساعدة الموظفين المتضررين في العثور على الأكسجين، والحصول على لقاحات للآخرين، في الوقت الذي أصبحت فيه هذه الموارد شحيحة.

وقال سانديب باتيل، المدير الإداري لشركة إنترناشيونال بيزنس ماشينز (آي بي إم) في الهند: «لا أعتقد أن أي شخص يمكنه التقليل من شأن هذا التحدي». وتعمل آي بي إم على تطعيم أكثر من 100 ألف موظف في الهند، وتزويدهم بخدمات مثل الحجر الصحي تحت الإشراف الطبي في الفنادق.

وأضاف باتيل: «ما نمر به الآن أزمة لا يوجد لها دليل إرشادي أو تشغيلي».

وسجلت الهند أكثر من 25 مليون إصابة بفيروس كوفيد-19، وأكثر من 280 ألف حالة وفاة. رغم أنه قبل عدة أشهر، كان يبدو أن البلاد قد احتوت أول موجة من الفيروس بالفعل.

وقال بيتر بيندور صاموئيل، الرئيس التنفيذي لمجموعة إيفرست، وهي شركة مقرها دالاس تقدم المشورة للشركات بشأن الاستعانة بمصادر خارجية، إن قدرة العمل في الشركات الهندية ربما تكون قد انخفضت بنسبة تصل إلى 30٪ في الأسابيع الأخيرة.

وأضاف إنه في ظل معاناة البنية التحتية الطبية في البلاد من عدم قدرتها على علاج جميع المصابين، قد لا يكون أمام العمال خيار سوى البقاء في المنزل، والتركيز على الأمور العائلية عندما يمرض أفراد الأسرة. ومع ذلك، فإن بعض العمال الذين تم تهميشهم في وقت سابق يعودون الآن إلى العمل، وقال بيندور صاموئيل إنه لا يسمع عن وجود تأخيرات كبيرة في أي مشاريع.

وفي بعض الحالات، قد تلجأ شركات الدعم الخارجي إلى عمالها في بلدان أخرى للحصول على المساعدة، مع دفع أجر إضافي للموظفين المحليين غير المصابين، حسبما قال رود بورجوا، محلل قطاع الدعم الخارجي في مؤسسة ديب دايف إيكويتي ريسيرش، التي يقع مقرها في حي أولد جرين ويش في كونيتيكت.

وأضاف بورجوا، الذي يتحدث كثيرًا مع كبار المديرين التنفيذيين في الهند: «لدى تلك الشركات غرف للتخطيط وإدارة أزمات، وهم يديرون جميع التحديات اللوجستية والعمالية».

ورفضت إنفوسيز وويبرو وتي سي إس التعليق على عدد موظفيها الذين تأثروا بالوباء. وقالت الشركات إنها تتخذ خطوات للتأكد من تقديم العمل المطلوب لعملائها.

وأرسلت شركة سيلز فورس دوت كوم - التي تتخصص في مجال البرمجيات التجارية ويقع مقرها في سان فرانسيسكو، ويعمل بها ما يقرب من 4000 موظف في الهند - مكثفات الأكسجين ومواد أخرى إلى الهند لمساعدة الموظفين، حسبما أكده مارك بينوف، الرئيس التنفيذي للشركة، في وقت سابق من هذا الشهر، خلال مهرجان فيوتشر أوف إيفري ثينج، التابع لصحيفة وول ستريت جورنال.

وقال بينيوف: «الوباء لم ينتهِ في الهند». وأضاف: «قد تكون هذه مجرد بداية».

ويشرف قطاع تكنولوجيا المعلومات ومعالجة الأعمال في الهند على مكاتب الدعم التابعة للشركات العملاقة في جميع أنحاء العالم، ويدر هذا القطاع أكثر من 180 مليار دولار من الإيرادات السنوية، ويوظف حوالي 4.5 مليون شخص، كما يمثل حوالي خمس صادرات الهند من السلع والخدمات، ويمثل نافذة إلى الطبقة الوسطى من العمال الهنود.

وبدأ العديد من موظفي القطاع بالفعل في العمل من المنزل بعد ظهور الوباء العام الماضي، لكنهم غالبًا ما يعيشون في أماكن ضيقة مع أسرة كبيرة، مما يشكل ظروف عمل صعبة.

ورفضت شركة ناسكوم، وهي مجموعة تجارية تمثل قطاع التكنولوجيا في الهند، التعليق على معدلات المرض في شركات تكنولوجيا المعلومات الكبرى. وقالت المجموعة إنها بعثت برسالة في وقت سابق من هذا الشهر إلى رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي تطلب فيها من الحكومة تسهيل حصول الشركات على المساعدة من الخارج، مع إتاحة اللقاحات على نطاق أوسع لعمال شركات تكنولوجيا المعلومات. ولم يرد متحدث باسم مكتب رئيس الوزراء على طلب للتعليق.

أما شركة تي سي أي التي يقع مقرها في مومباي، وتعتبر أكبر متعهد خارجي في البلاد من حيث الإيرادات، فلديها 489000 موظف وعملت مع عملاء مثل شركة جنرال إلكتريك، ووسيط التأمين أيون بي إل سي، ومجموعة من البنوك الكبرى.

أيضًا، يعمل في شركة إنفوسيز التي تتخذ من بنغالور مقرًا لها أكثر من 250 ألف موظف، بينما يعمل في ويبرو، ومقرها في بنغالور كذلك، أكثر من 190 ألف موظف.

ويتمثل أحد مصادر القلق الرئيسية لدى الشركات والعاملين في توافر جرعات اللقاح في البلد التي تم تطعيم أقل من 2٪ من السكان فيه ضد فيروس كوفيد-19، كما تختلف الإجراءات الإدارية ومدى توافر اللقاح من موقع لآخر.

وتكرس إنفوسيز وتي سي إس مساحة مخصصة في مقر الشركتين لإعطاء جرعات اللقاحات، بينما حوّلت ويبرو أحد مقراتها إلى منشأة عامة لرعاية مرضى كوفيد -19 بسعة 450 سريرًا. وتقوم الشركات أيضًا بتوفير غرف فندقية يمكن عزل الموظفين فيها، مع مواصلة العمل، مما يقلل من تعرضهم المحتمل لآخرين.

في نفس السياق، لدى شركة كوجنيزانت تكنولوجي سوليوشنز، ومقرها مدينة تينيك بولاية نيوجيرسي، أكثر من 200 ألف موظف في الهند. وقال بريان همفريز، الرئيس التنفيذي للشركة، لمحللي وول ستريت في وقت سابق من هذا الشهر، إن تأثير الوباء على تغيب الموظفين والعمل لدى العملاء لا يزال غير مؤكد. واختتم: «نحن ننظر إلى البيانات على أساس يومي». وأضاف: «إنه وقت مرهق وعاطفي لشركائنا وعائلاتهم».