يوسف الحربي

ليس خافيا على أحد أن السنوات الخمس الأخيرة التي عاشتها المملكة العربية السعودية وعايشت أحداثها وتبنت مساراتها التنموية، إن كان لها عنوان فهو الشغف بالعمل، حيث كانت سنوات عمل وتحديات وتمكين وفرص نجحت فيها على عدة مستويات تمثلت أولا في كسب الثقة المتبادلة في الكفاءة السعودية وفي ترسيخ ثقافة العمل بحرية وشغف ومسؤولية كاملة بثقافة عمل شاملة وهو ما ساهم في تحقيق قفزة نوعية واضحة ومختلفة شملت كل القطاعات وكل الفئات حيث أيقظت نسيج المجتمع السعودي ولفتت الانتباه إلى الطاقات الوطنية، وأثبتت لكل متابع ومسؤول ومهتم أن الهمة والشموخ والانتصار للحلم والمبادرة والعمل هي التي تضمن طاقة بشرية ترتكز عليها كل النجاحات، وقادرة على استيعاب كل المراحل وتجاوز كل الصعوبات والثغرات والنقائص وهو الأمر الذي ترسخ بمرور الأيام.

وكل ذلك سبق وأكده سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمناسبة مرور خمس سنوات على إطلاق رؤية 2030 هذه الرؤية التي بدأت تظهر بكل إيجابياتها الفاعلة لحياة أفضل والمفعلة للمبادرة والعمل بشغف.

عمل حقيقي يرصد حركاته بشغف وصبر وترقب وبصيرة تقود حتما نحو حكمة البناء بسواعد وطنية وأفكار خلاقة تحمل هوية راسخة في بيئتها وتدرك ما يتطلبه الوطن وما يحتاجه الاقتصاد والمجتمع من أجل التأسيس لمناخات حياتية تضمن العيش الأفضل لكل الأجيال كما تضمن الاستمرار على الفعل البناء.

إن الشغف الذي تحدث عنه سمو ولي العهد إنما هو ركيزة لتحقيق النجاح، فهو يضمن إيماننا بالفعل والعمل وبالنتيجة، كما يضمن محبة الشيء والسعي نحوه وتحدي الصعاب بما يضمن النبش في كل الطاقات الكامنة من أجل تحقيق النجاح المستحق.

وهنا نحن أمام تعريف جديد للشغف، فلم يعد ليس كلمة مجردة بل هو التبني لكل ما في واقعنا السعودي من تفاصيل من ثغرات ونقائص وعثرات ومن نقاط قوة وابتكار وتميز وخصوصية قادرة على ضمان تجاوب كل فئات المجتمع لتتبنى بدورها العمل بشغف ما يدفع للتغيير للعمل بصدق وعمق ومحاسبة قادرة على خلق التوازن والتكامل والتفوق فيها وبها وهذا هو الشغف في حد ذاته، فالشغف هو الفن الذي ينتشر ثقافة متكاملة في صورة العمل بجمال والأداء بابتكار والاستفادة من كل ثروات الوطن بما يعمق في الإنجاز قراءة تضمن الاستمرار والتحمل والتفاؤل بأن القادم أجمل.

yousifalharbi@